رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد إعلان الهدنة.. كيف أصبحت مصر وسيطًا موثوقًا فيه خلال مفاوضات حرب غزة؟

الرئيس السيسي
الرئيس السيسي

رغم الإشادة التي خرجت منذ الأمس وحتى الآن، حول دور مصر في الوصول إلى اتفاق هدنة بين قوات المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، فإنها لم تكن المرة الأولى التي يكون لمصر دور قوي في الصراع العربي الإسرائيلي.

وتعتبر مصر هي رمانة ميزان ذلك الصراع منذ سنوات، لما لديها من خبرات تاريخية في ملف الوساطة بين إسرائيل وحماس، حيث إنها تنحاز في تلك المفاوضات للحق الفلسطيني وأصبحت إقليميًا الوسيط الموثوق فيه.

هدنة ووقف إطلاق النار

وبالأمس أعلنت مصر أنه بشراكة قطرية وأمريكية تم الاتفاق على هدنة إنسانية في قطاع غزة تشمل دخول عدد كبير من القوافل الإنسانية والمساعدات والوقود لكل مناطق القطاع.

وأكدت مصر نجاح الوساطة المشتركة مع الولايات المتحدة ودولة قطر التي أسفرت عن التوصل إلى هدنة إنسانية بقطاع غزة، لافتة إلى استمرار متابعتها لتنفيذ اتفاق الهدنة الإنسانية وتبادل الأسري والمحتجزين.

وثمَّنت مصر الجهود التي بذلتها دولة قطر الشقيقة والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق الهدنة بقطاع غزة، منذ بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي التي شنتها حماس على الاحتلال.

ولم تكن تلك المرة الأولى التي تتوسط فيها مصر خلال الحرب في غزة، إذ أكد خبراء أن القاهرة لها دور تراكمى فى ذلك الصراع.

طارق فهمى: «مصر هى الطرف الإقليمى الأكثر قدرة على إدارة الملف»

الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، قال إن مصر تعتبر رمانة الميزان إقليميًا وهي الأكثر خبرة في التعامل مع ملف الصراع العربي الإسرائيلي، مبينًا أنها أدارت الملف بحكمة من بدايته حتى الوصول للهدنة.

وأوضح أنه من البداية كان متوقعًا أن تكون مصر هي الوسيط الذي سيصل إلى الهدنة ولن تتم الهدنة بدون المفاوضات المصرية، مشيرًا إلى أن بيانات الخارجية المصرية خلال فترة الحرب كانت هي الأكثر حكمة.

وأشار إلى أن دور مصر في تلك الوساطة كان مطلوب من قبل الجانبين، لاسيما أنها استبقت وحذرت الجانبين قبل اشتعال الحرب: «كان هناك محاولات من كثير من الدول للتدخل في تلك المفاوضات لكن التدخل المصري كان مختلف بسبب الخبرة التراكمية التي اكتسبتها في التعامل مع ذلك الملف».

وأشار إلى أن مصر من البداية لديها مسارات محددة في إدارة ذلك الملف، كلها كانت تصب في الهدنة وتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وهو ما تم الإتفاق عليه في النهاية، بسبب القبول الذي تلقاه مصر من الطرفين فلن يقبلا بتفاوضات بعيدة عن مصر.

واستطرد: «الأطراف الإقليمية الأخرى كان لها دور ولكنها ليست بخبرة مصر في إدارة هذا الصراع، الذي جعلها وسيطا موثوقا فيه حتى أدى في النهاية إلى الوصول لهدنة وتبادل أسرى».

جهود مصر فى إدخال المساعدات 

ولم يقف دور مصر عند المباحثات فقط ولكن كانت مصر أولى الدول التي ساندت غزة على المستوى الإنساني من خلال إرسال كميات كبيرة من المساعدات لقطاع غزة، وتخصيص مطار العريش لتلقي مساهمات دول العالم لسكان غزة.

وشارك في تلك المساعدات ما يقرب من 34 مؤسسة أهلية واجتماعية هي عدد أعضاء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي جميعها تشارك في القافلة، وعلى المستوى الدولي فتحت مصر مطار العريش من أجل تلقي المساعدات من كل دول العالم وإدخالها للقطاع.