كيف خططت الاستخبارات الإسرائيلية لتهجير مواطنى غزة إلى سيناء؟
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وبدأت تتجلى خيوط المخطط الإسرائيلي من أجل إدارة الوضع في غزة بعد الحرب، عبر تنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين المدنيين إلى سيناء، وهو المخطط الذي تتصدى له مصر بقوة وترفضه باعتباره تصفية للقضية الفلسطينية من ناحية، كما أنه تعد على السيادة المصرية من ناحية أخرى.
خيوط الخطة الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين
درست وثيقة تابعة لوزارة الاستخبارات الإسرائيلية ثلاثة بدائل لفترة ما بعد الحرب، معتبرة أن البديل الذي سوف يثمر عن نتائج استراتيجية طويلة الأمد هو خطة تهجير مواطني غزة إلى سيناء، وتتضمن الخطوة ثلاث مراحل وهي " إنشاء مدن خيام في جنوب سيناء، وإنشاء ممر إنساني لمساعدة سكان غزة، وأخيرًا بناء مدن في شمال غزة".
كما كشفت الوثيقة عن أنه في المقابل سيتم إنشاء منطقة معمقة بعرض عدة كيلومترات داخل مصر جنوب الحدود مع إسرائيل، حتى تمنع الفلسطينيين الذين تم إجلاؤهم من العودة إلى بلادهم، بالإضافة إلى ذلك تدعو الوثيقة إلى خلق تعاون مع أكبر عدد ممكن من الدول حتى تتمكن من استقبال الفلسطينيين المهجرين من غزة واستيعابهم، من بينهم كندا واليونان ودول شمال إفريقيا.
الوثيقة تثير انتقادات دولية
وكانت أثارت الوثيقة انتقادات دولية، وذكرت أن هذه الخطوة أفضل من الخيارات الأخرى؛ لأن القتال بعد إجلاء السكان سيؤدي إلى خسائر أقل، بالإضافة إلى ذلك تزعم الوثيقة أنه عشية الحرب طلب العديد من سكان غزة الهجرة.
واعتبرت الوثيقة الخطة هي الخيار الأفضل من أجل تحقيق وضمان أمن إسرائيل، مع الاعتراف بأن الخطة قد تكون مستحيلة ومعقدة بسبب الشرعية الدولية.
تفاصيل أكثر حول المخطط الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين
وكان كشف معهد "ميسجاف" الإسرائيلي لبحوث الأمن القومي وللاستراتيجية الصهيونية، نهاية الشهر الماضي، عن أدق التفاصيل للمخطط الإسرائيلي، لتهجير كل سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء في مصر.
ونشر المعهد الخطة عبر دراسة تحت عنوان" خطة التوطين والتأهيل النهائي في مصر لجميع سكان غزة: الجوانب الاقتصادية".
اقرأ أيضًا: الفتيانى لـ"الدستور": الاحتلال يستهدف طواقمنا الطبية بشكل مباشر فى غزة
وشملت الدراسة التي أعدها المحلل الإستراتيجي أمير ويتمان، عدة نقاط رئيسية تعتمد عليها إسرائيل لتهجير سكان غزة إلى مصر، حيث إن هناك فرصة فريدة ونادرة لإخلاء قطاع غزة بالكامل، عبر إقناع المجتمع الدولي بالضغط على مصر من أجل استقبال المدنيين الفلسطينيين في غزة.
الرئيس السيسى يرفض تهجير الفلسطينيين
رفض الرئيس عبدالفتاح السيسي هذه الخطة، مؤكدًا على ضرورة حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني، دون المساس بمصالح مصر وأمنها القومي.
وقال الرئيس السيسي، خلال استقباله المستشار الألماني أولاف شولتس، إن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء يعني نقل القتال إليها وستكون قاعدة لضرب إسرائيل، مضيفًا أن حصار قطاع غزة هدفه في النهاية نقل الفلسطينيين إلى مصر.
كما أكد الرئيس السيسي أن الحكومة المصرية عبرت عن ثوابتها تجاه القضية الفلسطينية وخصوصا قطاع غزة، مؤكدًا أن هذه القضية ستبقى "باقية في الضمير الوطني المصري".
اقرأ أيضًا: "حزب الله" يستهدف عددًا من المستوطنات الإسرائيلية ردًا على عدوان الاحتلال
وكتب الرئيس السيسي على حسابه الرسمي بمنصة "إكس": "تابعت باهتمام بالغ مجريات بيان رئيس مجلس الوزراء أمام مجلس النواب، والذي عبّر خلاله عن ثوابت الدولة تجاه الأمن القومي المصري، وتجاه القضية الفلسطينية الباقية في الضمير الوطني المصري دولة وشعبًا".
وأضاف: "أؤكد على استمرار الدولة بكافة أجهزتها ومؤسساتها في تقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية على كافة المستويات، رافضين بشكل قاطع أية محاولات لتصفيتها، داعين كافة الأطراف الفاعلة على إعلاء صوت الحكمة وتفعيل القرارات الدولية بذات الشأن".
