رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الجارديان": تزايد الانقسام داخل الكونجرس الأمريكى بشأن استراتيجية إسرائيل نحو غزة

الكونجرس الأمريكي
الكونجرس الأمريكي

قوبلت دعوة السيناتور الديمقراطي من ولاية فيرمونت، بيرني ساندرز، 80 عامًا، لجعل إسرائيل تعيد النظر في استراتيجيتها العسكرية برد فعل عنيف، مما يسلط الضوء على الخلاف والانقسام في اليسار الأمريكي بشأن الحرب في غزة، خاصة أن الدعوات بضرورة وقف إطلاق النار في تزايد مستمر داخل  الكونجرس الأمريكي.

وكان ساندرز، وهو صوت تقدمي بارز، اقترح يوم السبت، في بيان له، الاستفادة من المساعدة الأمنية الأمريكية كوسيلة لإجبار إسرائيل على إعادة النظر في استراتيجيتها العسكرية وسط قصفها وحصارها لغزة، الذي أدى إلى تصاعد الموت والتشريد والدمار في جميع أنحاء القطاع.

وقال ساندرز، في البيان: "في حين أن لإسرائيل الحق في ملاحقة حماس، فإن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة ليس لها الحق في شن حرب شبه شاملة ضد الشعب الفلسطيني".

 وأضاف: "هذا أمر غير مقبول أخلاقيًا وينتهك القانون الدولي".

ووفقًا لتقرير صحيفة "الجارديان"، اليوم الثلاثاء، أصدر ساندرز دعوته في الوقت الذي يواجه فيه الديمقراطيون ضغوطًا متزايدة من ناخبي الحزب لدعم وقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ أسابيع. 

وقد واجه ساندرز نفسه انتقادات من أنصاره التقدميين بسبب تردده في تأييد مساعيهم لوقف إطلاق النار.

 

الأمريكيون ساخطون على طريقة بايدن في التعامل مع الحرب

وقد شهد جو بايدن، الذي يدعم إسرائيل بقوة، انخفاض دعمه بين الديمقراطيين بشكل كبير، حيث لا توافق غالبية الأمريكيين على طريقة تعامله مع الحرب بين إسرائيل وحماس والسياسة الخارجية على نطاق أوسع.

وأظهر استطلاع أجرته شبكة إن بي سي نيوز، والذي صدر خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن غالبية الديمقراطيين- 51٪- يعتقدون أن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة قد ذهب "إلى أبعد من اللازم"، مقابل 27٪ يقولون إن أفعاله "مبررة". 

وكان السخط واضحا بشكل خاص بين الناخبين الأصغر سنا: ما يقرب من سبعة من كل 10 ناخبين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاما لم يوافقوا على طريقة تعامل الرئيس الأمريكي مع الحرب.

ويأتي ذلك وسط تقارير تفيد بأن عددًا من الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ قد شاركوا في مناقشات حول كيفية فرض شروط على المساعدات العسكرية المستقبلية. 

وذكرت صحيفة "بوليتيكو" أن المحادثات بين التقدميين كانت "أولية" لكن البيت الأبيض كان يدرك أن "الحلفاء الإداريين يمكن أن يدفعوا علنًا من أجل تحسين الظروف في المستقبل القريب".

ماذا طلب ساندرز أيضًا من إسرائيل؟

وتشمل مطالب السيناتور ساندرز التزام إسرائيل بعد الحرب بمواصلة "محادثات سلام واسعة النطاق من أجل حل الدولتين"، وكذلك ضمان قدرة النازحين من غزة على العودة إلى منازلهم، وألا تعيد إسرائيل احتلال القطاع أو تواصل حصارها للقطاع.

ووصفت عضوة الكونجرس، ألكساندريا أوكاسيو كورتيز، وهي ديمقراطية من نيويورك، اقتراح ساندرز بأنه "مسار عمل مسئول".

وكتبت على منصة "إكس": "تتحمل الولايات المتحدة مسئولية قانونية وأخلاقية لضمان أن الموارد العامة لا تسهل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي".

أوكاسيو كورتيز هي جزء من "عدد متزايد" من الديمقراطيين في مجلس النواب الذين دعوا بايدن علنًا إلى دعم وقف إطلاق النار.

دعوات وقف الحرب في غزة تتزايد بالكونجرس

ووفقًا لـ"الجارديان" فإن ما بدأ كدعوة من 12 عضوًا ديمقراطيًا تقدميًا في مجلس النواب توسع الآن ليشمل أكثر من 30 عضوًا، بما في ذلك العديد من الديمقراطيين اليهود.

وقد أثيرت فكرة تكييف المساعدات أيضًا في مقال افتتاحي لصحيفة "نيويورك تايمز" بقلم جوش بول، الذي استقال مؤخرًا من منصبه كمدير سابق لمكتب الشئون السياسية العسكرية بوزارة الخارجية، احتجاجًا على القرار الأمريكي بمواصلة إرسال الأسلحة إلى إسرائيل لدعم الصراع في غزة.

وكتب يوم الجمعة: "إذا كانت الولايات المتحدة ستستمر في استخدام المساعدات العسكرية والأمنية كأداة لمشاركتها في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني (وهناك حجج قوية تمنعها من ذلك)، فيجب عليها أن تغير نهجها بشكل كبير". 

وأضاف: "إحدى الطرق للقيام بذلك هي تطبيق القوانين والسياسات التي تنطبق على كل دولة أخرى في العالم: لا جدوى من وجود نفوذ يمكن أن يضغط على إسرائيل لوقف الأعمال التي تقوض السلام إذا رفضنا حتى التفكير في استخدام الأسلحة النووية".

لكن أي جهد من جانب الديمقراطيين لفرض قيود على إسرائيل قوبل برد فعل عنيف غاضب، وفق تقرير "الجارديان"، الذي أشار إلى أن العديد من الديمقراطيين قارنوا اقتراح ساندرز بقرار رئيس مجلس النواب مايك جونسون بربط حزمة المساعدات البالغة 14.3 مليار دولار لإسرائيل بتخفيضات في الإنفاق بقيمة 14.3 مليار دولار لخدمة الإيرادات الداخلية.