رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الانقسام يضرب الكونجرس الأمريكى بسبب سياسة بايدن تجاه حرب غزة

الكونجرس الأمريكي
الكونجرس الأمريكي

مع استمرار الحرب وتنامي الأزمة الإنسانية في غزة؛ جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدار 41 يوما، أصبح الانقسام داخل الكتلة الديمقراطية في مجلس النواب الأمريكي أكثر وضوحًا، ما يعكس الانقسام الأكبر بين الناخبين الديمقراطيين في البلاد حول تعامل الرئيس جو بايدن مع الأزمة ودعمه الحازم لإسرائيل.

وحسب الإعلام الأمريكي، “تتردد أصداء انقسامات الحزب الديمقراطي بشأن الصراع بين إسرائيل وحماس في جميع أنحاء الحزب”؛ حيث يطالب الديمقراطيون التقدميون، الذين أدانوا إسرائيل بسبب هجومها الحربي على غزة، زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز ببذل المزيد من الجهد لحمايتهم من التحديات الأساسية التي يشكلها الديمقراطيون المؤيدون لإسرائيل.

على رأس هذه الجهود هو إبقاء "لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية ذات النفوذ خارج الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي"؛ إذ يرى القادة التقدميون أن جهود الديمقراطيين لاستعادة السيطرة على مجلس النواب في العام المقبل قد تعتمد على ذلك.

وفي ذلك، تقول صحيفة "بولتيكو" الأمريكية في تقرير مطول نشر اليوم، إن الحرب بين إسرائيل وحماس، تجبر حكيم جيفريز، على اجتياز انقسام خطير بين الأعضاء المؤيدين لإسرائيل والأعضاء المؤيدين للفلسطينيين، في الوقت الذي يستعد فيه لمعركة لاستعادة السيطرة على المجلس في العام المقبل.

 

وتشير الصحيفة في تقريرها، إلى أن جيفريز تعهد بأن ذراع الحملة الانتخابية لحزبه ستعمل على إعادة انتخاب شاغلي المناصب الذين انتقدوا إسرائيل بشدة بسبب ردها على هجوم حماس الشهر الماضي. 

ويأتي تعهده في الوقت الذي اجتذب فيه العديد منهم، بما في ذلك النائبتان إلهان عمر (ديمقراطية من ولاية مينيسوتا) وكوري بوش (ديمقراطية من ولاية ميسوري)، معارضين أساسيين مدعومين من مجموعات ذات جيوب عميقة متحالفة مع إسرائيل. 

واستمع جيفريز إلى مخاوف التقدميين بشأن لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية (إيباك)، وهي المجموعة التي لا يزال يحتفظ بعلاقات وثيقة معها، وفقًا لشخص مطلع على المحادثة، وتحدث من خلال ديناميكيات العديد من السباقات.

وطلب التقدميون أولًا من الزعماء الديمقراطيين توضيح موقفهم بشأن حماية شاغلي المناصب خلال الصيف، بعد أن وصف أحد قادتهم إسرائيل بأنها "دولة عنصرية"، فيما طمأن جيفريز وفريقه الليبراليين في ذلك الوقت بأنهم سيواصلون سياسة الدفاع عن شاغلي المناصب.

ومع ذلك، من غير الواضح ما الذي يمكن أن يفعله جيفريز لثني لجنة (أيباك) وغيرها من الجماعات المؤيدة لإسرائيل، خاصة أن مشروع الديمقراطية المتحدة، وهو لجنة العمل السياسي الكبرى التي تديرها أيباك، ومشروع الديمقراطية المتحدة، الذي تديره الأغلبية الديمقراطية لإسرائيل، يكثفان بالفعل دورة 2024، وفقا لتقرير الصحيفة.

ضغط شعبي واشتباكات مع الشرطة خارج مقر الحزب

خلال تواجد جيفريز والعشرات من النواب والمرشحين الديمقراطيين، أمس الأربعاء، داخل مقر اللجنة الوطنية الديمقراطية لحضور حفل استقبال للحملة، اشتبكت الشرطة ومتظاهرون يطالبون بوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس.

وقبل الاشتباكات، قال المتظاهرون إنهم يريدون إغلاق المداخل والمخارج لإجبار السياسيين على مواجهة وقفتهم الاحتجاجية على ضوء الشموع ودعواتهم لإنهاء القتال، وارتدى العديد منهم قمصانا سوداء كتب عليها "أوقفوا إطلاق النار الآن".

 

 

ولكن تطور الوضع بسرعة، وحدثت الاشتباكات، وقالت شرطة الكابيتول الأمريكية إن حوالي 150 شخصًا كانوا "يحتجون بشكل غير قانوني وعنيف" في حي الكابيتول هيل بواشنطن. لكن المتظاهرين ألقوا باللوم على الشرطة في أعمال العنف، قائلين إن الضباط هجموا عليهم دون سابق إنذار.

وداخل المقر الديمقراطي، هرعت الشرطة إلى حفل الاستقبال ووجهت المشرعين إلى الطابق السفلي، وفقًا للنائب براد شيرمان، ديمقراطي من كاليفورنيا. وتم إجلاء البعض في وقت لاحق في سيارات الشرطة.

وكانت تلك الاشتباكات أحدث مثال على التوترات المتصاعدة بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس.

وتم تنظيم الاحتجاج من قبل ائتلاف يشمل مجموعات  "إن لم يكن الآن" و"الصوت اليهودي من أجل العمل من أجل السلام"، التي قادت مظاهرات أخرى في واشنطن وأماكن أخرى.

الجناح الأيسر للديمقراطيين يزيد الضغط على بايدن

يواجه الرئيس جو بايدن ضغوطًا متزايدة من الجناح الأيسر للحزب الديمقراطي بسبب دعمه العملية العسكرية الإسرائيلية. وقد قاوم الدعوات لوقف إطلاق النار، وبدلًا من ذلك قال إنه "يجب أن يكون هناك توقف مؤقت في القتال لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية واحتمال إخراج الرهائن".

ومن بين المشاركين ليلة الأربعاء الحاخام اليهودية جيسيكا روزنبرغ، التي قاطعت خطاب بايدن في حفل جمع التبرعات الأخير في مينيابوليس.

وقالت إن الديمقراطيين "لا يستمعون إلى الأشخاص الذين يزعمون أنهم يمثلونهم"، مضيفة أن "أفعال مثل هذه ستزداد".

وقالت: "نحن لا نتباطأ" “الدعوة لوقف إطلاق النار سوف تستمر في التزايد. وعلى ممثلينا أن يتحركوا بالأمس”.

 

انخفاض الدعم الشعبي الأمريكي لإسرائيل

أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته رويترز/ إبسوس، ونشرت نتائجه ليل أمس الأربعاء، أن التأييد الشعبي الأمريكي للحرب التي تشنها إسرائيل على المقاومة الفلسطينية في غزة يتراجع بينما يعتقد أغلب الأمريكيين أنه يتعين على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار في الصراع الذي تحول إلى أزمة إنسانية.

ووفقا لنتائج الاستطلاع، الذي استمر يومين وأغلق يوم الثلاثاء، قال نحو 32% من المشاركين: إن "الولايات المتحدة عليها أن تدعم إسرائيل" لدى سؤالهم عن الدور الذي من المفترض أن تقوم به بلادهم في الصراع. وقلت بذلك النسبة عن 41 بالمئة كان هذا موقفهم في استطلاع رأي أجرته رويترز/ إبسوس في 12 و13 أكتوبر الماضي".

وارتفعت نسبة من قالوا إن "الولايات المتحدة يجب أن تكون وسيطا محايدا" إلى 39 بالمائة في الاستطلاع الجديد من 27 بالمائة قبل شهر. 

وقال 4 بالمائة من المشاركين في الاستطلاع إن على الولايات المتحدة دعم الفلسطينيين و15 بالمائة قالوا إن الولايات المتحدة يجب ألا تتدخل إطلاقا والنسبتان مماثلتان لما أظهره استطلاع الشهر الماضي.

وقال نحو 68 بالمائة من المشاركين في استطلاع رويترز/ إبسوس إنهم يوافقون على جملة "إسرائيل عليها أن تعلن وقفا لإطلاق النار وتحاول التفاوض".

ولطالما اعتمدت إسرائيل على الولايات المتحدة، أقوى حليف لها، للحصول على مليارات الدولارات سنويا من المساعدات العسكرية والدعم الدبلوماسي الدولي.

قد يكون تآكل أو تراجع الدعم الشعبي الأمريكي علامة مثيرة للقلق بالنسبة للدولة الشرق أوسطية، التي لا تواجه مقاتلي حماس في غزة فحسب، بل حركة حزب الله الإسلامية في لبنان، التي خاضت معها "حرب ظل" طويلة الأمد مع إيران، عدوها اللدود في المنطقة.