رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصص الأمل على الحدود.. كيف ساهم متطوعو سيناء في دعم الفلسطينيين الوافدين للعلاج؟

متطوعين لمساعدة أهل
متطوعين لمساعدة أهل غزة في بئر العبد

تُظهر التفاعلات الإنسانية بين الشعبين المصري والفلسطيني عمق الروابط الأخوية بينهما، وما قصة الكابتن أحمد مقبل وفريقه من المتطوعين في شمال سيناء إلا نموذج حي لهذه الروابط التي لا تنفصم، فبفضل جهودهم المخلصة في إعداد الوجبات ورعاية المرضى والمصابين من أبناء غزة، أضاءوا شمعة أمل في قلوبهم ودفعوا بهم نحو الشفاء والتعافي، وفي السطور التالية نتعرف على قصته.

كانت الساعة الثامنة صباحًا عندما وصل الكابتن أحمد مقبل إلى مطبخ التطوع في بئر العبد، وهو حكم كرة قدم ورئيس جمعية الشاب السيناوي بشمال سيناء، حيث ارتدى مئزره وبدأ في تحضير وجبات الإفطار مع فريقه من المتطوعين، وتعاون الجميع بنشاط لإعداد 120 وجبة إفطار، ما بين عصائر وأجبان وفواكه، قبل وصول المرضى والمرافقين.

المتطوعون أثناء تغليف وجبات الإفطار

كان “أحمد” يشرف على 75 متطوعًا من جمعيته في شمال سيناء، التي تتعاون مع العديد من المؤسسات الخيرية مثل بنك الطعام، وقد قدّمت الجمعية متطوعيها للمساعدة في توزيع المساعدات على المصابين والمرافقين والعالقين من غزة عند معبر رفح.

الكابتن أحمد مقبل 

وبعد الانتهاء من وجبات الإفطار، انتقل المتطوعون إلى تحضير وجبات الغداء، وكان النشاط منقطع النظير، فالكل يعمل بجد لإطعام الوافدين الجدد وسط أجواء إنسانية رائعة، وتناوب الفتيان والفتيات على العمل في المطبخ من الصباح وحتى منتصف الليل، لتقديم ما يزيد عن 120 وجبة غداء وعشاء يوميًا.

المتطوعون أثناء تغليف وجبات الغداء

وأما بالنسبة لأصعب الأيام التي مرت عليه، فكانت تعامله مع الطفل الفلسطيني "معاذ"، الذي لم يتخطَ عمره 12 عامًا، وهو الناجي الوحيد من أسرته، ولم يشعر أنه يتعامل مع طفل إنما رجل بالغ، ولديه إصابة في رجله ولم يُسمح له بالحركة بالتالي فهو يجلس على كرسي متحرك لحين شفاءه من إصابته، لكنه صابر ولديه عزيمة غير عادية، وهناك شباب عشريني جاءوا معه لديهم بتر فوق الركبة، وكلهم يستمدوا منه القوة، وقالوا عنه: "هو اللي مصبرنا وبيهون علينا الدنيا.. همنا كله إننا نتعالج ونرجع بلدنا تاني عشان نقاوم ومش هنسيبها".

وعن أحد الشباب، روى “مقبل” عنه أن معاملة المصريين المرحبة، ولم يشعر أنهم خارج بلادهم، وأظهروا مدى حبهم لنا، ومدى دعمهم الكبير حكومة وشعبًا، موضحًا أن هذا هو ما هدفنا إليه أن نظهر بصورة عالمية مميزة فيها نؤكد على أن الشعبين المصري والفلسطيني نسيج واحد، فنحن نقدم خدماتنا لأهلنا لا لأشخاص غريبة.

متطوعون جمعية الشباب السيناوي