رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء أمن سيبراني: الهجمات على المنظومة التعليمية تكلف التعليم العالي خسائر كثيرة

خبراء أمن سيبراني:
خبراء أمن سيبراني:

اتفق خبراء تقنيات الأمن السيبراني وحلول حماية البيانات، خلال جلسة تحديات الأمن السيبراني في مجال التعليم العالي، المقامة على هامش أول أيام النسخة الـ27 من المعرض والمؤتمر الدولي للتكنولوجيا للشرق الأوسط وإفريقيا CairoICT”23 تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وتعقد تحت شعار "دمج العقول والآلات من أجل عالم أفضل" خلال الفترة من 19-22 نوفمبر بمركز مصر للمعارض الدولية، على أن أي خدمة تقنية في المنظومة التعليمية عندما تتعرض لهجوم سيبراني، فلا يعتبر  ذلك مجرد عطل فني يعود بقليل من الجهود، بل هو شلل كامل عن العمل يكلف قطاع التعليم العالي الكثير من الخسائر.

وفي السياق، قال الدكتور أيمن بهاء رئيس جامعة السويدي تكنولوجي، إن الجامعات التكنولوجيا تعتمد على تطوير البنية التحتية الرقمية من جهة، وتحسين مستوى المعرفة بمجالات الأمن السيبراني من جهة أخرى، معتبرا أن قطاع التعليم العالي وعلى رأسه الجامعات ذات التخصصات التكنولوجية خلق طلبات كثيرة لنماذج الأعمال خلال الفترة الماضية، مما أسهم في فتح مجالات استثمار ضخمة وهو يظهر جليا فيما نفذته الدولة من مشروعات تعليمية بأرقام هائلة خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف بهاء الدين أن التعليم الجامعي يخدم أكثر من 3.3 مليون طالب بخلاف الأعداد الهائلة للأكاديميين والخبراء والعاملين بالجهات والمؤسسات الجامعية، لذلك يعتبر مسارا جديدا يحتاج تنمية الاستثمار في الأنظمة الرقمية، مثل الشبكات والأنظمة البرمجية، لأن تعرضها لأي عطل يعتبر توقفا لأي نشاط عن العمل.

ولفت إلى زيادة عدد الاختراقات الداخلية بالمجال التعليمي، خاصة الجامعات، ولذلك فإن مواجهة تلك العمليات البرمجية ونظم المعلومات يحتاج لدعم مستمر.

وأوضح الدكتور أيمن بهاء الدين أن البحث العلمي يعد عاملا مهما في الوصول لأفكار استباقية في مجال الأمن السيبراني وتقديم حلول لمختلف التحديات الأمنية، مؤكدا على حاجة المجتمع المصري لمراكز إنتاج متعددة للابتكارات، ولا يقتصر ذلك على الشركات التجارية فقط، أو دول في منطقة جغرافية معينة، حيث يجب أن يقوم الاقتصاد المحلي على المعرفة من خلال تطوير التعليم لتحقيق الأهداف المرجوة، وفي مقدمتها احتياجات الاقتصاد المحلي.

وأكد أحمد عبد الحافظ نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في قطاع الأمن السيبراني على تأثير مجالات حماية المعلومات على المنظومة التعليمية وفي مقدمتها الطلاب والعاملين الإداريين، موضحًا أنه يجب أن يكونوا على دراية كافية ومهارات تمكنهم من الحفاظ على استخداماتهم التقنية سواء نظم وشبكات الجامعة من جهة أو أدوات تعلُّم الطلاب.

وأشار "عبد الحافظ" في كلمته خلال الجلسة إلى ضرورة تضمين مفاهيم الأمن السيبراني في المناهج التعليمية، وطالب بضرورة إنشاء مادة دراسية تهدف في المقام الأول إلى تعزيز الوعي وفهم آليات استخدام التكنولوجيا بشكل آمن، وتعليم طرق حماية البيانات. 

وأكد على أهمية تعريف المواطنين بحقوقهم المعلوماتية من خلال التثقيف القانوني ورفع درجة الوعي بالتشريعات، موضحا أنه يجب على الناس فهم ما تعنيه قوانين حماية الملكية الفكرية، وما هي أدوات النصب على الإنترنت، وكيفية حماية البيانات وغيرها من المفاهيم التي تساعد على نشر الأمن السيبراني في المجتمع.

وأوضح نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات لقطاع الأمن السيبراني أن 90% من جرائم وإشكاليات الإنترنت لا تحتاج إلى درجة عالية من المعرفة، ولكن تحتاج إلى توعية حقيقية وعميقة.

وأشار إلى دور عمليات البحث والتطوير في تحسين مستوى المعرفة والإدراك، وأشاد بطلاب مجالات التكنولوجيا والاتصالات ودورهم في إنتاج حلول وأفكار لمواجهة عمليات الاختراق السيبراني.

من جانبه، لفت طارق شبكة رئيس شركة الشرق الأوسط لنظم المعلومات "إم سي إس" إلى أن الأمن السيبراني يعتبر من أحدث مجالات قطاع التكنولوجيا والاتصالات التي ظهرت خلال العشر سنوات الماضية. وأوضح أنه خلال تلك الفترة القليلة، ظهر عدد كبير من الحلول التكنولوجية والخدمات التقنية في مجال أمن المعلومات وحماية مراكز البيانات، في حين لم يحدث نمو كافٍ في عدد الكفاءات البشرية المطلوبة لتلك التخصصات في مجال الأمن السيبراني. وهذا أدى إلى وجود فجوة في تأمين وتشغيل البيانات. 

 

وأكد “شبكة” أن قلة الكفاءات أدت إلى وضع تكاليف إضافية على تشغيل المشروعات، وبالتالي زيادة النفقات الانتاجية النهائية على الشركات معتبرا في الوقت نفسه  أن الكوادر البشرية المصرية تتمتع بعدد من المزايا عن نظرائها من الدول المنافسة، مشيرا إلى أن أبرز تلك المزايا يتصدرها عامل التكلفة، والذي يقل بنسبة كبيرة عن المعدل العالمي. وأضاف أن هناك العديد من العوامل التحفيزية الأخرى مثل التكلفة المنخفضة وجودة الأداء وزيادة الإنتاج وغيرها من العوامل التي يتميز بها الكادر المصري.
 

وأوضح وسيم يوسف المدير الإقليمى لشركة بالو التو نتوركس، تأثير المخاطر  التي تهدد أمن شبكات معلومات الجامعات مبينا أن الإدخال غير المتعمد لبيانات غير صحيحة من قبل الموظفين يؤدي إلى التدمير غير المتعمد للبيانات من قبل الموظفين، مثل اشتراك بعض الموظفين في استخدام نفس كلمة السر، وتوجيه البيانات والمعلومات إلى أشخاص أغراب عن الشبكة، مشيرا إلى أنه لا توجد اختلافات جوهرية بين أنواع المنشآت المختلفة التي تتعرض للهجمات سواء نظم الجامعات  البنوك والمستشفيات والشركات..الخ إلا فيما يختص بالمرور غير المرخص به.

وكشف يوسف أن الكثير من المؤسسات التعليمية تسعى لإيجاد السبل التي تمكنها من مواجهة التهديدات الأمنية لضمان جودة المعلومات المقدمة، ودعم الاستمرارية، مشددا على  زيادة الحاجة لحلول حماية النظم التعليمية في ظل اتساعها بسبب عمق تصميم الهجمات الأمنية وعمليات الاختراق خلال الفترة الأخيرة.

وتابع وسيم أن مراكز نظم المعلومات في المؤسسات التعليمية تبحث عن الآليات التي تساعدها على حماية قواعد البيانات بشكل آمن في ظل الصعوبة التي يجدونها في تأمين نظم المعلومات السحابية.