رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الضغوط الشعبية وانقسامات الديمقراطيين حول حرب غزة يزيد الضغط على إدارة بايدن

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

يبدو أن انقسام الأمريكيون الذي يتزايد يوم بعد يوم حول ما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة أن تلعب دورًا رئيسيًا في الأحداث العالمية، بما في ذلك الحرب الجارية بين إسرائيل وفلسطين، عبر تمويل عسكري إضافي للأولى، يدفع الإدارة الأمريكية إلى "زحزحة خجولة" في موقفها الداعم بقوة للاحتلال الذي يرتكب على مدار الساعة مجازر دموية تسجل في جبين الإنسانية.

وتقدم الولايات المتحدة الأسلحة والدعم الاستخباراتي لإسرائيل في إطار هجومها على غزة بهدف القضاء على حركة حماس الفلسطينية في أعقاب هجومها على تل أبيب في 7 أكتوبر.

وقد استشهد جراء هذا الهجوم حتى كتابة هذه السطور  أكثر من 11.5 ألف فلسطيني، أكثر من نصفهم من النساء والقاصرين، وإصابة أكثر من 32 ألف آخرين وفقدان ما يقرب من 2800 تحت الأنقاض، منذ بدء الحرب، وفقًا لوزارة الصحة في غزة.

وأدى تزايد عدد الضحايا الفلسطينيين إلى دعوات في أجزاء من الولايات المتحدة والعالم لوقف إطلاق النار. وقد رفضت إسرائيل واحدة حتى الآن.

ووفقًا لاستطلاع أجرته وكالة أسوشيتد برس ومركز NORC لأبحاث الشؤون العامة صدر الأسبوع الماضي، أن تعامل الرئيس بايدن وإدارته مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أدى إلى انقسام حاد بين أعضاء حزبه.

وأظهر الاستطلاع أن 50% من الديمقراطيين يوافقون على ذلك، وأن 46% من الديمقراطيين لا يوافقون على كيفية تعامل الرئيس مع الصراع. 

ومن بين أولئك الذين لا يوافقون على ذلك، يقول 65% أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل أكثر من اللازم.

 

الاحتجاجات خارج مقر الحزب الديمقراطي تشير إلى الإنقسامات 

أصر الديمقراطيون الوطنيون هذا العام على أن الحزب متحد ومستعد للالتفاف حول الرئيس جو بايدن قبل انتخابات العام المقبل. لكن الاحتجاج خارج مقر اللجنة الوطنية الديمقراطية يشير إلى تزايد التوتر داخل الائتلاف الذي دفع الديمقراطيين إلى الفوز في الانتخابات الأخيرة.

ليلة الأربعاء، اشتبك متظاهرون مع الشرطة مطالبين بوقف إطلاق النار في غزة وانتقدوا دعم بايدن للهجوم الإسرائيلي على غزة. 

داخل المبنى كان الديمقراطيون ينظمون أنفسهم لمحاولة استعادة مجلس النواب الأمريكي العام المقبل، بما في ذلك المعتدلون من الولايات المتأرجحة التي انقلب عليها بايدن من الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال كل من المتظاهرين وأعضاء الكونجرس أمس الخميس إنهم شعروا بالصدمة والغضب من الجانب الآخر. 

وقالت النائبة ديبي دينجل من ميشيغان، وهي حليفة قديمة لبايدن: "كنا قريبين جدًا. أعني أنني كنت على الجانب الآخر من ذلك الباب. لقد شعرت بالصدمة."

 

الإنقسام في صالح عودة ترامب للبيت الأبيض

في هذا الإطار، قالت صحيفة "ستارز آند ‎ستريبس" الأمريكية، إن "الرمزية السياسية للمواجهة العنيفة خارج اللجنة الوطنية الديمقراطية لا تغيب عن بعض النشطاء الذين يحاولون الضغط على بايدن من خلال التحذير من أنه يعرض إعادة انتخابه للخطر".

 

 

وأضافت في تقرير لها اليوم، أن حتى "الشقوق الصغيرة في ائتلاف بايدن لعام 2020 يمكن أن تضر بفرصه في عام 2024 فيما يبدو أنه من المحتمل أن يكون مباراة العودة مع ترامب".

 

الإحباط الأمريكي من إسرائيل يتزايد مع تزايد الوفيات بين المدنيين في غزة

أول أمس، ذكر تقرير لوكالة "بلومبرج"، أن البيت الأبيض يشعر بالإحباط بشكل متزايد إزاء سلوك إسرائيل في الحرب ضد حماس مع تزايد عدد القتلى المدنيين وعدم الاستجابة لدعوات الإدارة، مما يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الحليفين المقربين.

ووفقا للوكالة، يجري مسؤولو الإدارة ما يصفونه بمحادثات أكثر صعوبة مع نظرائهم الإسرائيليين في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة تشكيل الصراع – فقط لتتجاهلهم إسرائيل، مشيرة إلى أن الإدارة كثفت رسائلها الخاصة إلى إسرائيل مع تزايد نفاد الصبر، في الوقت الذي لا تزال تفي فيه للأخيرة بطلبات الأسلحة، ولم تهدد حتى الآن بأي عواقب ضد شريكها الرئيسي في المنطقة.

 

 

 

وقالت: "تسلط المحادثات المتوترة الضوء على مخاطر استراتيجية إدارة بايدن، التي ارتكزت إلى حد كبير على فكرة أن إظهار الدعم الشعبي القوي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من شأنه أن يفتح المجال خلف الكواليس لإيصال رسائل صارمة وتشكيل سلوك إسرائيل في الحرب. لكن ثبت أن هذا توازن صعب مع تصعيد إسرائيل حملتها ضد حماس".

 

 

تصاعدالإحباط والانقسام دفع أمريكا إلى عدم استخدام الفيتو

وفقا للإعلام الأمريكي، فإنه مع تصاعد الضغط الشعبي الدولي وتزايد الإنقسامات وارتفاع درجة الإحباط، تدفع الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون خطة لنشر قوة حفظ سلام دولية في قطاع غزة بعد الحرب، مما يزيد الضغط على إسرائيل لإنهاء عمليتها العسكرية مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين.

 

 

وتنقل الصحف العالمية، إن المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين يقرون بوجود أسئلة كبيرة حول ما إذا كانت مثل هذه العملية ستكون قابلة للتنفيذ في غزة، ويدركون أن إسرائيل لا تزال متشككة للغاية في مثل هذه الخطة. لكنهم قالوا إن مجرد مناقشة الفكرة قد يساعد في دفع إسرائيل إلى التفكير أكثر في إنهاء الحملة والتفكير في ما قد يحدث بعد ذلك.

وتشير إلى أنه في علامة على نفاد الصبر المتزايد من الهجوم الإسرائيلي، الذي أودى بحياة أكثر من 11 ألف مدني في غزة، وافق مجلس الأمن يوم الأربعاء على قرار يدعو إلى هدنة إنسانية في القتال. ولم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) لمنع هذا الإجراء، في "خرق نادر لدعمها الثابت لإسرائيل".

 

 

وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على قرار يدعو إلى وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.

وجاء تصويت يوم الأربعاء بعد أربع محاولات فاشلة لتنفيذ قرار يركز على غزة منذ بدء الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر الماضي.