رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى الاب الياس مرقس.. الروم الأرثوذكس: "كان مثال للكاهن رجل اللَّه"

البابا ثيؤدوروس
البابا ثيؤدوروس

تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس اليوم الجمعة، بذكرى الاب الياس مرقس.

وعلى خلفية الاحتفالات، نشر نيافة الحبر الجليل الأنبا نيقولا انطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الارثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، مذكرات أحد أبناء الاب الياس الروحيين، والتي نشرت في كتاب حمل شعار (تراث الارشمندريت الياس مرقص‏).

المذكرات 

وجاء بهذه المذكرات أن الأب إلياس مرقص مثال الكاهن رجل اللَّه.. التقيتُ به، وكان اللقاء مصادفة إلهيّة، في وقت قرّرت فيه ترك كلّ المحاولات للبحث عن إلهٍ لم أجده.

اقتنصتَني، أبتِ، من ظلمة الشكّ إلى نور الإيمان، ومن هاوية اليأس إلى حرّيّة الرجاء، ومن أسفل دركات الموت إلى توثّب الحياة، نقلتني من يأس يهوذا المميت بعد التسليم، إلى رجاء بطرس بعد الإنكار وتوبته، علّمتني بمحبّتك أن لا يأس مع إله قائم من بين الأموات ظافر على كلّ القوّات، ولا موت في أحضانه، بل حياة لا تفنى. وما أزال أذكر كلماتك "افرحي… افرحي، ضعي رجاءكِ عليه، ولا تيأسي"، "افرحي… افرحي، فاللَّه يريدنا فرحين"، وأنّ الجحيم لا يقوى على أبنائه لأنّه فداهم. تلك "عطيّة الدموع" التي أُعطـيت للأب إليـاس، وأضـاءت نفوسًًا كثيرة.

أخذت، يا أبتِ، بيدي قدتني في مسيرة التعرّف إلى إله حنون عطوف، يسامح ويغفر، حرّ لا يحدّه طقس ولا قانون، بل هو ربّ الطقوس والقوانين، ولا يحوط به تفسير أو شرح، بل هو مصدر الإلـهام الذي يفـسّر ويـشرح. وتـلك كـانت جـوهـر حـيرتي وشكّي. 

جمعتَ في داخلك رعاية الأب مع حنان الأمّ، وداعة الطفل مع حزم الناضج، رأفة الأنوثة مع شجاعة الرجولة، وعلى حدّ تعبير النفسانيّين، قد صالح في أعماقه الأنوثة وأنضج الذكورة، لم تأنف نفسه العطف، ولم يتعالَ حزمه على الحنان والرأفة.

عبق السلام ينشره أينما تيحلّ وحيثما يتحرّك، رائحته (السلام) فوّاحةً قويّة عندما تصلّي، أو تضع يدك على المعترف مقدّمًا إيّاه لربّه. "أمّا ثمر الروح فمحبّة وفرح وسلام" (غلاطية 5 :22)".