رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المتداولون على الذهب يتجنبون فتح صفقات جديدة انتظارًا للتضخم الأمريكي

الذهب
الذهب

يشهد الذهب تداولات ضعيفة في نطاق ضيق في ظل عدم رغبة المستثمرين في فتح مراكز كبير قبل صدور بيانات التضخم عن الولايات المتحدة الأمريكية التي من شأنها أن تقدم المزيد من الوضوح بشأن مستقبل السياسة النقدية للبنك الفيدرالي الأمريكي، وهل سيلجأ إلى رفع جديد في ذ أم لا. 

يتداول سعر الذهب الفوري اليوم الثلاثاء وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 1947 دولار للأونصة في نطاق تداولات ضيق، وذلك بعد أن ارتفع الذهب يوم أمس بنسبة 0.4% عقب تسجيل أدنى مستوى سفي 4 أسابيع عند 1931 دولار للأونصة. 

ويوم أمس استطاع الذهب أن يظهر بعض التعافي بسبب اغلاق عدد من مراكز البيع بعد وصول السعر تقريبا إلى المستوى 1930 دولار للأونصة، الأمر الذي ساعد على التعافي المحدود في سعر الذهب يوم أمس. 

وبشكل عام يتجنب المتداولين فتح صفقات جديدة على الذهب في انتظار صدور بيانات التضخم عن الاقتصاد الأمريكي التي تصدر اليوم. حيث من المتوقع أن يتراجع مؤشر أسعار المستهلكين إلى 0.1% على المستوى الشهري من القراءة السابقة 0.4%، وأن يظهر المؤشر السنوي ارتفاع بنسبة 3.3% مقارنة مع القراءة السابقة 3.7%. 

في حالة انخفاض بيانات التضخم أقل من المتوقع فسيعمل هذا زيادة توقعات الأسواق بوصول البنك الفيدرالي إلى نهاية دورة رفع أسعار الفائدة بغض النظر عن تصريحات البنك الأخيرة، وسيعمل هذا على تراجع مستويات الدولار وبالتالي المزيد من التعافي في أسعار الذهب. 

ولكن ارتفاع بيانات التضخم بأعلى من المتوقع سيؤكد وجهة نظر البنك الفيدرالي أنه يحتاج لمزيد من التشديد في السياسة النقدية لمواجهة التضخم المتماسك، وفي هذه الحالة سيشهد الدولار المزيد المكاسب ويدفع الذهب إلى الهبوط. 

أعضاء البنك الفيدرالي وعلى رأسهم رئيس البنك جيروم باول أشاروا أن البنك لا يزال أمامه المزيد من العمل للوصول بالتضخم إلى المستهدف. وقد أشار باول أن التضخم قد انخفض بالفعل ولكنه لا يزال بعيد عن مستهدف البنك عند 2%، وبالتالي سيكون الفيدرالي على أتم الاستعداد للتدخل برفع جديد للفائدة لضمان تراجع التضخم. 

الدولار الأمريكي ارتفع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.7% بدعم من هذه التصريحات، ولكنه بدأ في التراجع منذ يوم الجمعة الماضية ليسجل انخفاض للجلسة الثالثة على التوالي، يأتي هذا بسبب التوقعات أن التضخم قد يتراجع في أكتوبر خاصة بعد بيانات تقرير الوظائف الضعيفة التي أوضحت ضعف عمليات التوظيف وارتفاع البطالة خلال الأسبوع الماضي. 

وبالنظر إلى العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات نجد أنها قد ارتفعت يوم أمس لأعلى مستوى في أسبوع عند 4.694% قبل أن تبدأ في التراجع، وكان السبب وراء الارتفاع هو عمليات البيع على سندات الخزانة الأمريكية بعد أن قامت وكالة موديز للتصنيف الائتماني بتخفيض النظرة المستقبلية للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة إلى سلبية بعد أن كانت مستقرة، لتبقي على التصنيف الائتماني عند أعلى معدل له Aaa. 

ارتفاع عوائد السندات الأمريكية يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات التي تقدم عائد متزايد خلال هذه الفترة.

جولد بيليون تتوقع ارتفاع الطلب على الذهب خلال موسم احتفالات الهند

يحتفل ملايين الأشخاص في الهند في مهرجان ديوالي الذي يستمر خمسة أيام ويعد حدثًا مهمًا لسوق الذهب العالمي، حيث تعد الهند واحدة من أكبر الدول المستهلكة للذهب في العالم وغالبًا ما يتم تقديم المعدن الثمين كهدية خلال الاحتفالات، وفق جولد بيليون.

انخفاض أسعار الذهب بداية الشهر ساعدت على تزايد الطلب على الذهب في الهند استعدادًا للاحتفالات، وهو ما دفع الأسواق إلى توقع تأثير قوي لهذا الاحتفال على الطلب على الذهب. 

وتشير التوقعات أن ترتفع مبيعات الذهب في الهند خلال فترة المهرجان بنسبة 20% إلى 22%، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع الطلب على الذهب بنسبة 25% إلى 30% مقارنة مع العام الماضي. 

الطلب الفعلي القوي في الهند والأسواق الناشئة الأخرى من المتوقع له أن يوفر دعمًا قويًا للذهب لتحافظ الأسعار مستويات مناسبة حتى نهاية العام. خاصة أن بعد مهرجان ديوالي يأتي موسم الزفاف في الهند والذي يشهد طلب متزايد على الذهب أيضًا. 

الجدير بالذكر أنه حتى الأسبوع المنتهي في 27 أكتوبر الماضي انخفض الطلب على الذهب من قبل صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب في المنطقة الأسيوية ومن ضمنها الهند بمقدار 1.6 طن. 

لكن صناديق الاستثمار في الذهب في المنطقة الأوروبية أضافت 33.3 طن من الذهب لتدعم مجمل الطلب على الذهب من قبل صناديق الاستثمار العالمي، ليصلح صافي الطلب إيجابي بمقدار 28.2 طن. 

أسعار الذهب محليًا 

استمرت أسعار الذهب في المحلية في الارتفاع بضغط من ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي، بينما تواجه الأونصة العالمية تداولات ضعيفة خلال جلسة اليوم في انتظار بيانات التضخم الأمريكية التي متوقع أن تؤثر بشكل كبير على سعر الذهب العالمي والمحلي بالتبعية. 

افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعًا تداولات اليوم عند المستوى 2645جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير عند نفس المستوى بعد أن تراجع إلى 2640 جنيه للجرام. يأتي هذا بعد أن ارتفع الذهب خلال جلسة الأمس بمقدار 30 جنيه ليغلق عند المستوى 2645 جنيه للجرام بعد أن افتتح الجلسة عند 2615 جنيه للجرام. 

ويستمر الذهب في الارتفاع بضغط من ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازي الذي سجل مستويات قياسية بسبب استمرار المخاوف من الأوضاع الاقتصادية الحالية، بالإضافة إلى تزايد التوقعات باقتراب تعويم جديد في سعر الصرف. 

التوقعات تتزايد سواء من المؤسسات المالية العالمية أو المؤسسات المحلية أن قرار التعويم قد اقترب وأنه سيعمل على تحفيز التدفقات الدولارية ويعد مصدر جذب للاستثمارات. 

من جهة أخرى صدرت بيانات تفيد ارتفاع عجز موازنة الدولة 2023-2024 بنسبة 3.2% خلال أول شهرين في العام المالي، وذلك في ظل ارتفاع المصروفات وفوائد الدين الحكومي التي مثلت 161% بمقدار 391.77 مليار جنيه بنهاية شهر أغسطس الماضي. 

كما أظهرت بيانات حديثة عن البنك المركزي المصري أن حجم الديون المستحقة للدول العربية وصل 42.5 مليار دولار بنهاية ديسمبر 2022، بينما جددت الكويت وديعة بقيمة 4 مليار دولار لدى البنك المصري على شريحتين. 

ولأوضاع الغير مستقرة للاقتصاد المصري تدفع الطلب على الذهب بشكل عام إلى التزايد باعتباره مخزن للقيمة، وهو الأمر الذي يجعل الاتجاه العام للذهب نحو الارتفاع خلال الفترة الحالية.