رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التبرؤ والتخفيض.. هل تُجدي حيل الشركات الداعمة لإسرائيل مع المقاطعين؟

طوفان الأقصى
طوفان الأقصى

بمجرد أن انطلقت معركة طوفان الأقصى التي شنتها قوات المقاومة الفلسطينية حماس على المستوطنات الإسرائيلية في 7 أكتوبر الماضي، وردت الأخيرة بهجمات وحشية خلفت شهداء وضحايا من الفلسطيينيين، ما أدى إلى غضب شعبي عربي جارف.

على أثر ذلك الغضب الشعبي ظهرت دعوات لمقاطعة أشهر المنتجات والشركات التي تدعم الكيان الصهيوني سواء الإسرائيلية أو الأمريكية، بدعوى عدم المساهمة في دفع أموال لمؤسسات تساهم بشكل أو بآخر بتقل الأشقاء في غزة وتفرض عليهم حصار غير آدمي.

وعلى الفور قامت أغلب الشركات باللجوء إلى حيل مثل إجراء تخفيضات على تلك المنتجات أو إعلان التبرأ من الشركات الأم في إسرائيل وكذلك تخصيص مبالغ مالية من الأرباح لدعم الفلسطينيين إلا أن تلك المحاولات لم تجدي نفعًا مع كثير من المقاطعين.

مقاطعون: «لن تغرينا التخفيضات»

أسماء شهاب، عشرينية، وإحدى الفتيات اللاتي قاطعن المنتجات الداعمة للكيان منذ اليوم الأول الذي شنت فيه إسرائيل غاراتها على غزة، إذ كانت معتادة على تناول القهوة الصباحية من أحد الكافيهات ذات العلامة التجارية الشهيرة الداعمة للاحتلال إلا أنها لم تتوان في المقاطعة.

تقول: «فوجئت بأنه يتبع شركة إسرائيلية في الخارج ويأخذ العلامة التجارية فقط منها وأنه داعم بشكل كبير للاحتلال، لذلك استغنيت عنه وبعد مرور أسبوع من انطلاق المقاطعة فوجئت بتخفيضات ضخمة داخل الكافيه على القهوة وغيرها من الأنواع إلى جانب تخفيضات أخرى في السوبر ماركت لنفس المنتج».

توضح أنها بدأت في استخدام بديل مصري رغم أنه ليس بنفس الجودة إلا أن ذلك الأمر لن يكون مبرر للعودة للتعامل مع تلك العلامات التجارية: «كل يوم اتفاجئ بتخفيضات ضخمة على العلامات التجارية الداعمة للاحتلال إلا أن ذلك لن يجبرني على العودة لهم من جديد».

ترى أن المقاطعة أصبحت واجب وطني الآن على كل شخص عربي مهما كانت المغريات، لأن الأموال التي يتم دفعها لتلك العلامات التجارية تعد مساهمة مباشرة من قبل العرب لقتل الأشقاء في غزة، في وقت هم يحتاجون فيه لكل الدعم بكل صوره وأشكاله.

فسخ التعاقد والتبرؤ

لم يختلف الأمر لدى مصطفى يونس، أحد الشباب المشاركين في مقاطعة المنتجات الإسرائيلية منذ اليوم الأول والذي اعتاد على تناول وجبة الإفطار وأحيانًا الغذاء من أحد المطاعم ذات العلامات التجارية الشهيرة الداعمة للكيان والتي ظهر جنود الاحتلال وهم يأكلون منها وتقدم لهم وجبات مجانية.

يقول: «بمجرد ما رأيت تلك الصورة حتى علمت أن ذلك المطعم يدعم الاحتلال بشدة لذلك قررت إنني لن أتناول من فروعه في مصر، ولكن فوجئت ببيانات تبرؤ كثيرة من قبل الشركة في مصر بأنها مصرية وليس لها علاقة بالشركة في إسرائيل بل وخصصت كنوع من الإغراء مبلغ مالي لدعم الأشقاء في فلسطين».

يوضح أنه لم يصدق هذا البيان واستمر في المقاطعة لذلك المطعم، لكون العلامة التجارية تستفيد منها الشركة الأم ومن أرباحها: «إذا أرادت تلك الشركات كسر المقاطعة عليها فسخ التعاقد مع الشركات الأم وتغيير العلامة التجارية الخاصة بها والبدء بعيدًا عن الكيان تمامًا حتى لا تتلوث بدعمه».