رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحرب الأولى.. إلى أى مدى تريد إيران بدء حرب شاملة مع إسرائيل؟

صواريخ حزب الله
صواريخ حزب الله

في الوقت الذي لا تزال إسرائيل تُكثف هجماتها العسكرية على قطاع غزة، فإن الساحة الإقليمية مليئة بالأحداث، وتبدو على حافة الاشتعال، حيث تقوم إيران بتفعيل الميليشيات الشيعية التابعة لها في عدة جبهات، بهدف إلحاق الضرر بأهداف إسرائيلية وأمريكية، في الوقت الذي لا يزال حزب الله يصعّد على الحدود الشمالية، بالإضافة إلى تعزيز الولايات المتحدة قواتها عسكرية في الشرق الأوسط، وهي الأكبر منذ إقامة الائتلاف لمحاربة تنظيم "داعش" في سنة 2014. 

حماس وإيران

"حماس" ليست فرعًا لإيران كحزب الله، لكن لها علاقات وطيدة مع طهران وبيروت، وتتلقى المساعدات الاقتصادية، وتتزود بأسلحة واستشارة وتوجيه، وحسب تقديرات المراقبين في إسرائيل فإنه لا توجد أي إشارة واضحة على تدخل إيراني مباشر في هجوم 7 أكتوبر، لكن، لولا المساعدة من إيران وحزب الله، لكان من الصعب على "حماس" تنفيذه. 

حرب إيران إسرائيل الأولى

عملت إسرائيل خلال الفترة الماضية على إحباط الخطة النووية الإيرانية، باغتيال العلماء والناشطين. ومنذ نهاية الحرب الأهلية في سوريا، أدارت إسرائيل معركة جوية ضد البنى الإيرانية المبنية فيها - ما يسمى "المعركة بين الحروب"، في تلك المرحلة لم تكن حربا مباشرة بين إيران وإسرائيل.

حاليًا يجرى شيء آخر، على الرغم من أن هذه الحرب يتم وصفها بأنها حرب إسرائيل في غزة، إلا أنه بنظرة أوسع يمكن رؤية أنها حرب أكبر بين إسرائيل وإيران على عدة جبهات، حيث تدور عدة مواجهات بين إسرائيل من جانب، وحزب الله وميليشيات شيعية أُخرى عملت شمال هضبة الجولان والحوثي في اليمن من جانب آخر، وفي أي لحظة، يمكن أن تقرر إيران وقيادات حزب الله الانتقال إلى حرب.

هل هناك فرصة؟

الوضع الآن مختلف، واحتمال الاشتعال كبير، ولكن كما هو واضح حتى الآن أن الرد الإيراني المباشر ضد إسرائيل محدود، وكما يبدو أن إيران تفضل العمل عبر الأذرع، بهدف منع حرب أو مواجهة شاملة أو تقليل الخسائر، لدى إيران بعض الاعتبارات: منها على سبيل المثال الوجود الأمريكي في المنطقة وتهديد واشنطن بأنه إذا تدخلت إيران في الحرب، فإن الرد سيأتي من الولايات المتحدة.

واعتبارات أخرى تتعلق، بالذراع الاستراتيجي والعسكري الأهم لإيران، وهو حزب الله، الذي يتعامل كحزب يحكم دولة (لبنان)، فيما يفهم الحزب أن تورطه في الحرب بشكل مباشر سيعني دمارا للبنان، وسيؤثر على مكانة الحرب بين اللبنانيين.

ولكن إذا قررت طهران وحزب الله فتح معركة كاملة ضد إسرائيل بالتزامن مع بدء العملية البرية في غزة، فسيكون على إسرائيل التعامل مع صواريخ حزب الله وقوة الرضوان التابعة لحزب الله على الحدود الإسرائيلية منذ الآن. أما إذا اكتفى التنظيم بحرب الاستنزاف، فستكون إسرائيل أمام معضلة مع نهاية القتال في غزة، وهو وجود "قوة الرضوان" على الحدود الإسرائيلية، وبسبب صدمة هجوم 7 أكتوبر، سيكون من الصعب على إسرائيل التعامل مع ميليشيات شيعية على حدود سورية بإمكانها، تكرر هجوم حماس.

المهمة المُعقدة لإيران الآن هي إيجاد الظروف السياسية التي تستطيع إيران بواسطتها الإمساك بالعصا من طرفيها، وأن تكون شريكة في النضال الفلسطيني، من دون أن تتورط.

فإن السؤال الرئيسي هنا: إلى أي مدى، ستكون إيران مستعدة لإدخال كل الميليشيات التابعة لها في مواجهة شاملة ومتعددة الجبهات مع إسرائيل، بينما الحرب في غزة لا تتوقف؟