رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا ثيؤدوروس يحتفل بعيده.. من هو القديس نكتاريوس؟

البابا ثيؤدوروس
البابا ثيؤدوروس

تحتفل كنيسة الروم الارثوذكس اليوم بذكرى عيد القديس نكتاريوس، حيث قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسةالرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، إنه بمناسبة عيد القديس نكتاريوس الإسكندري اليوم 9 نوفمبر يترأس صاحب الغبطة البابا ثيودروس بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا الاحتفال بعيد القديس نكتاريوس متروبوليت المدن الخمس في الكنيسة الملحقة بالمقر السابق لإقامة القديس الموجود في مقر البطريركية في منطقة الحمزاوي - الأزهر - القاهرة.

من هو القديس نكتاريوس؟

وُلد أنسطاسيوس (القدّيس نكتاريوس) سنة ١٨٤٦م في "سيليفْريا" في منطقة "ثْراكي" في بلاد اليونان، من أبويين تقيَّين: "ذيموس" و"فاسيليكي".حبّه للصلاة:تلقَّى انسطاسيوس دروسه الأولى في بلدة سيليفْريا إلاّ أنَّه لم يستطع متابعة علومه بسبب فقر عائلته. أبدى أنسطاسيوس منذ طفولته ميلًا شديدًا إلى أن يُصبح لاهوتيًّا يكرِزُ بالإنجيل. فكان يردّد مع جدَّته المزمور الخمسين "ارحمني يا الله بعظيم رحمتك…"، وعندما يصلان إلى "فأُعلِّم الأثمة طرُقَك، والكفرةُ إليك يرجعون" كان يضع يده على فم جدَّته قائلًا لها: "جدتي دعيني أقوله أنا، أنا سوف أُعلّم الناس".

وفي إحدى المرات عندما ناهز السابعة من عمره، اشترى مجموعةً من الأوراق وأخذ يجمعها ككتاب، فسألته أمُّه: "ماذا تفعل يا بنيّ؟!" فأجابها: "سأصنع من هذه الأوراق كتابًا أكتبُ عليه كلام الّله".وكم من المرّات كان يجمع الأولاد الذين من عمره بعد عودته من الكنيسة، ويتلو عليهم العِظة التي سمعها. أمَّا أهله وأقرباؤه فعندما كانوا يرون حماسه هذا كانوا يقولون: "تُرى ماذا سيصبح هذا الصبي؟!".

ذهابه إلى القسطنطينيّة:

في الرابعة عشرة من عمره، ذهب إلى القسطنطينية بهدف العمل. وهناك بعد جهدٍ جاهد، تمكّن من الحصول على عمل عند أحد أقربائه في معمل للدخّان. إلاّ أن أجره كان قليلًا جدًّا ممّا اضطره لأن يمضي أيّامه جائعًا مَعُوزًا وكانت معاملة صاحب المعمل له سيّئة للغاية. كان يزورُ الكنيسة بشكلٍ متواصل مستمدًّا تعزيته من الصلاة الدائمة.رسالته إلى الربّ يسوع: في أحد الأيام كتب رسالةً على المسيح طالبًا منه المعونة جاء فيها ما يلي: "يا ربّي يسوع، تسألني لماذا أبكي. ثيابي اهترأت وحذائي تخرَّق، وأنا حافي القدمين، موجوعٌ متضايق. نحن في فصل الشتاء وأنا بردان. البارحة مساءً أعلمت صاحب المحل بحالي فسبَّني وطردني. قال لي أن اكتب رسالةً إلى القرية حتى يبعثوا لي بما أحتاج إليه. ولكنّي، يا ربّي يسوع، منذ أن بدأتُ بالعمل لم أُرسٍلْ لوالدتي قرشًا واحدًا...ماذا تريدني أن أعمل الآن؟... كيف أعيش بلا ثياب؟... ثيابي أَرتيها فتعود وتتمزَّق. سامحني على إزعاجي. أسجد لكَ وأمجِّدُك خادمُك أنسطاسيوس" ثم طوى الرسالة ووضعها في ظرفٍ وكتب العنوان التالي: "إلى ربّنا يسوع المسيح في السماوات". ولكن بعناية الله، التقاه تاجرٌ مجاور وعرض عليه أن يسلّم الرسائل إلى البريد. فرأى هذا العنوان الغريب وفتح الرسالة وقرأها وكان لها وقعٌ كبيرٌ في نفسه. فأعطى أنسطاسيوس مبلغًا لا بأس به من المال، فأخذه الفتى شاكرًا واشترى ثيابًا وحذاءً وبعض الحاجيّات الأخرى. إلاّ أنّ صاحب العمل عندما رأى ثيابه جديدة طرده متّهمًا إيّاه بالسرقة، فتبنّاه ذلك التاجر الرؤوف، وأعطاه عملًا.