رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة لخلاف "علية" التونسية مع الشاعر حسين السيد

عليا التونسية
عليا التونسية

علية التونسية، هي مطربة تونس الأولى، وعرفناها في مصر بأغنيتها الأشهر “علي جرى”، عاشت في مصر أكثر من 12 عام، قدمت خلالها عددًا من التجارب الناجحة مع الشعراء والملحنين من بينهم الموسيقار بليغ حمدي، الذي لحن لها أغنية “دامعة عيني دامعة”.

قصة الخلاف بين علية والشاعر حسين السيد

نشرت مجلة “الموعد” اللبنانية، في العام 1978، مقابلة مع الفنانة التونسية علية، والمولودة في مثل هذا اليوم من العام 1936، وبين ما تطرق إليه محرر الموعد في لقاءه مع علية التونسية، سر الخلاف الذي دار بينها وبين الشاعر حسين السيد.

حيث يستهل المحرر لقائه مشيرًا إلى أن هناك أقاويل تتناثر في الوسط الفني عن خلاف بين الفنانة التونسية والشاعر المصري. 

ويوضح المحرر: "كانت علية التونسية قد اتفقت مع الشاعر الفنان حسين السيد على إعطائها أغنية من تأليفه، ودفعت له نصف ثمنها مقدمًا، وقام الشاعر بتأليف كلمات أرسلها إلى المطربة علية التونسية، على أنها الأغنية الموعودة، ولكن ما أن بدأت بحفظها، حتى فوجئت بها تغني بصوت مطربة أخرى هي سعاد محمد.

ويضيف: "وتقول الرواية إن حسين السيد لم يكتف بذلك بل اغتنم أول فرصة التقى فيها بـ علية التونسية، ليطالبها بدفع ما تبقى عليها من ثمن الأغنية التي باعها لسعاد محمد، والحكاية لم تتوقف عند هذا الحد، بل تطورت إلى ما يتعدى كونها ثمرة سوء تفاهم، أو خطأ غير مقصود، وكان من نتيجة هذا التطور أن هاجم حسين السيد علية التونسية، من على شاشة التلفزيون، وقال عنها بأنها لا تجيد الغناء باللهجة المصرية، مع العلم بأن لها أكثر من أغنية بهذه اللهجة، وليس آخرها أغنيتها التي حققت قدرًا لا بأس به من النجاح، وهي "حبايب مصر"، فضلًا على أن علية التونسية، حققت شهرة واسعة بتردادها لأغنيات كوكب الشرق وهي كلها باللهجة المصرية، وعلية بالمناسبة تقول إنها غنت باللهجة المصرية منذ أن كانت ما تزال برعما لا يتجاوز عمرها السادسة عشرة.

وحول بزوغ الموهبة وحب الفن في نفس علية التونسية، تقول لمحرر الموعد: في صغري كنت أقول لأبي: “بابا أريد أن أصبح مطربة”، فيرد ممازحًا: ولماذا يا ابنتي هل أبلغتك السيدة أم كلثوم أنها ستعتزل الغناء، فأجيبه بجدية: بابا، أنا لا أمزح، هذه المرة بل أعني ما أقوله لك".

وعلى الفور تبدلت ملامح الوالد الفنان الذي كثيرًا ما شارك يوسف وهبي، وأحمد علام، في التمثيل علي خشبة المسرح عندما كانوا يأتون بفرقهم إلي تونس الخضواء، ليقول لها: "أنا معنديش بنات تغني"

وتمضي علية التونسية، في حديثها وكيف استطاع أفراد أسرتها، إقناع والدها: وتدخل أفراد العائلة، وكلهم من عشاق النغم، ليقنعوا الوالد بأن الغناء كالتمثيل تماما، ولكن عبثا وكانت حصيلة هذه الحملة من محاولات الإقناع، أن سمح لها بدخول معهد "الرشيد" للموسيقي، لكي تتلمذ على يد عميده "صالح المهدي" لإرضاء هوايتها، وإشباع نهمها إلي الغناء، علي ألا تحترف هذه المهنة، ولكي يضمن تنفيذ هذه الشروط، ضمها إلي فرقته التمثيلية، فأصبحت "بريمادونة" هذه الفرقة.

وعن تجربتها الفنية في مصر تلفت علية التونسية، إلي أن: كان العندليب عبد الحليم حافظ والملحن بليغ حمدي في زيارة لتونس، وفي إحدى الحفلات التي أقيمت في القصر الجمهوري، طلب الرئيس الحبيب بورقيبة، وطلب من بليغ أن يلحن أغنية لـ علية التونسية وهكذا ولدت أغنية "دمعة عيني دمعة"، التي لاقت قدرًا كبيرًا من النجاح، ودفعت العندليب عبد الحليم حافظ إلي أن يهمس في أذني بضرورة التوجه إلي القاهرة، ووعدته بتلبية الدعوة.

وتشير علية التونسية، إلي أن زيارتها الأولى إلى مصر كانت خلال الاحتفال بالعيد الألف لتأسيس مدينة القاهرة، وكانت في عداد الفرقة التونسية المشاركة في هذه الاحتفالات، وعندما صعدت إلي المسرح في قاعة سيد درويش لأغني، وكان الجمهور القاهري يقاطعني بالتصفيق، ويطلب المزيد، كلما وصلت إلي نهاية الكوبليه، لقد كانت البداية صعبة حافلة بالسهر والعمل المضني، ولكنها مثمرة، وكان الفضل لأغنيات أم كلثوم التي نجحت في أداءها.