رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"النور مكانه في القلوب".. زوجان يتحديان إعاقتهما البصرية بتركيب العطور

جريدة الدستور

لم يسمحوا للظروف أن تعاندهم لحظة واحدة، فإذا وقفت في طريقهم ما يعثرهم التفوا من حوله وأكملوا كفاحهم في درب الحياة ليضربوا مثالًا يحتذى به في الصبر والجلد والجد والاجتهاد.

فمنذ أن تزوج "سامي ودينا " وهم من ذوي الاحتياجات الخاصة" متحدي الإعاقة البصرية، اتفقوا على أن يمضوا في طريقهم ويروا ببصائرهم ما حرمته منه أعينهم من الإطلاع عليه، وبعد سنوات كبرت عائلتهم الصغيرة وانجبوا ثلاثة أبناء، قرروا أن يسعوا في تربيتهم بالحلال دون انتظار أي مساعدات من أحد، فمضوا في بدء مشروعهم الجديد وهو تركيب العطور.

تقول دينا أن بداية المشروع كان بالحديث مع زوجها عن شيء يستطيعون فعله ويحتاجه الاخرون، ويمكنهم القيام به وتسويقه، ولأن فاقدي البصر لا يتوفر لهم فرص عمل بشكل كبير، ففكر زوجها في الاستثمار في موهبتة في تركيب العطور، والذي كان يقوم بها للغرض الشخصي، وبدأ يطور نفسه فى هذه الصنعة حتى وصل إلى درجة الاحتراف.

وأضافت: “أنها طلبت من زوجها أن يعلمها الحرفة لتساعده في العمل حتى اتقنتها وبدأوا في العمل والتسويق عبر المعارض وفي منصات التسويق الرقمية حتى كبر أبنائها وشاركهم في عملهم وبدأ يتوزع الأدوار عليهم، ولكل شخص منهم تخصصه حيث يتولى أحدهم التسويق وإدارة منصات التسويق الإلكترونية، وأخرى تتولى شراء الخامات مع والدها، بينما يتولى الثالث مسئولية البيع والشراء فى المعارض تحت إشرافنا”.

وأشارت إلى أن الكثير من الزبائن يتواصلون معنا بعد تجربة منتجاتنا لمرة واحدة ويصبحوا عملائنا بعد ذلك، ويطلب عطورهم بشكل مستمر منا وهو أمر جعلنا نشعر بالسعادة والفخر ونجاح مشروعنا الصغير، كما نقوم بالتواصل مع شركات الشحن لتوصيل بعض الطلبات في المحافظات المختلفة.

وعن حياتها تقول دينا أنها تهتم بشؤون منزلها مع نجلتها وفي أوقات الفراغ وتساعد زوجها، مشيرة إلى أن هذه المهنة مناسبة لهم بشكل كبير، حيث أنها تعتمد على حاسة الشم وتحديد المعايير للتركيبات وبعد فترة من العمل نكتسب الخبرة ونستطيع إخراج العطر المطلوب في وقت قصير بعد حفظ تركيبته وضبط رائحته كما يجب أن تكون.