"ذا إيكونوميست": مخاوف من جر لبنان ودول الشرق الأوسط إلى صراع ممتد
كشفت صحيفة "ذا إيكونوميست" البريطانية، عن أن إيران تلعب لعبة خطيرة في الشرق الأوسط ولبنان، ففي الوقت الذي تخشى فيه أن تمتد الحرب إلى أراضيها فهي تضغط على لبنان وقطاع غزة من أجل مزيد من التصعيد تجاه دولة الاحتلال.
وبينت الصحيفة أن العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن الحرب التي تخوضها إسرائيل في فلسطين لمحاولة القضاء على حماس قد تتحول إلى حريق في الشرق الأوسط.
إيران تضغط لتوسيع نطاق الحرب بالشرق الأوسط
وأكدت الصحيفة أنه أمام هذا الدعم الأمريكي إلى إسرائيل، باتت إيران تلعب لعبتين في وقت واحد، فهي تخشى أن تمتد الحرب إلى أراضيها، وفي نفس الوقت تمارس ضغوطا على حزب الله وقطاع غزة لمزيد من التصعيد، مشيرة إلى أن تصريحات المسئولين الإيرانيين المتتالية بأن الحرب قد تتحول إلى صراع إقليمي وأن المنطقة باتت تشبه "برميل بارود"، يظهر مدى سعيها في انخراط دول إخرى في الصراع، لا سيما لبنان.
ونوهت الصحيفة إلى أن المخاوف في لبنان تزداد في الوقت الحالي تجاه وقوع صراع على الأرض بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، وأن تقوم إسرائيل بضربة استباقية لمنشآت لبنانية.
وينتقد الشعب اللبناني إيران في سعيها لجر بلدهم الممزق بأزمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة إلى هذا الصراع، والذي سيكون له عواقب وخيمة على بلدهم وأنفسهم.
ونقلت الصحيفة عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ومقره لندن، قوله إن بقاء إيران على مسافة بعيدة من بؤرة النزاع يجعلها في مأمن ويمكنها استخدام أذرعها غير التقليدية من أجل حرب بعيدة عن أراضيها، موضحة أن انتقادات باتت في هذه الدول وباقي الدول العربية ضد سعي طهران لجر بلدان عربية هشة إلى الحرب الإقليمية ولعبها "حربا بالوكالة" عنها.
ولفتت الصحيفة إلى أن طهران باتت تستعد للمرحلة المقبلة، وتعمل على توجيه رسائل التدخل في حرب واسعة إذا ما وسعت إسرائيل حربها البرية في غزة، موضحة أن إيران تجري تنسيقا للميليشيات التي تعمل في محور المقاومة التابع لها من أجل هذا الصراع باسمها.
واعتبرت الصحيفة أن هدف إيران في الوقت الحالي هو عدم إثارة حرب صريحة بينها وبين إسرائيل أو الغرب، ولكن زرع بذور عدم اليقين والاستقرار، وحشد ميليشياتها في كل جانب.
وأكدت الصحيفة أنه رغم مشاعر العديد من الدول التي ترغب في وضع نهاية لهذه الحرب التي ربما تشعل المنطقة بقوة، تحاول إيران إشعالها بقوة وإبقاءها مستمرة.
