رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

د. جمال شقرة: مصر ترفض إفراغ قطاع غزة من سكانه حتى لا تفترسه إسرائيل

الدكتور جمال شقرة
الدكتور جمال شقرة

قال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، إن موقف مصر تجاه القضية الفلسطينية ثابت ولم يتغير على مدار التاريخ، حيث سبق لها أن شاركت فى حرب ١٩٤٨ لتخليص فلسطين من الاحتلال الصهيونى، كما رفضت طلبًا تقدم به أهالى غزة عام ١٩٥٠ للانضمام للسيادة المصرية، لأنها تؤمن بأن فلسطين للفلسطينيين.

وأضاف، خلال حواره لبرنامج «الشاهد» مع الإعلامى الدكتور محمد الباز، على شاشة «إكسترا نيوز»، أن المطامع الصهيونية فى سيناء قديمة جدًا، حيث إن هناك وثائق من القرن السادس تذكر محاولة اليهود الإقامة قسرًا فى دير سانت كاترين، إضافة إلى محاولة أخرى فى ١٩٠٣ من خلال تيودور هرتزل، مؤسس الصهيونية، الذى حاول خداع الإنجليز والمصريين لاحتلال سيناء تحت ذريعة تعميرها بنقل طمى ومياه النيل إليها. 

■ هل يوجد أى إشارة لمقترح تهجير الفلسطينيين إلى سيناء فى الكتب والوثائق التاريخية القديمة؟

- بالفعل.. الفكرة قديمة، فنجد مثلًا أن الوثائق العثمانية تشير إلى شكاوى لرهبان دير سانت كاترين من محاولات عدد من اليهود الإقامة فى الدير قسرًا.

هؤلاء اليهود كانوا يترددون على دير سانت كاترين وجبل الطور، وحاولوا الإقامة به، ووقتها لجأ الرهبان للسلاطين العثمانيين، وطلبوا العون، وبالفعل رفض العثمانيون إقامة اليهود فى سانت كاترين، بل وطردوهم.

إذن هى فكرة قديمة مسنودة بأساطير من التوراة تقول إن سيناء بها آثار يهودية، إلى جانب الادعاء بأن الهيكل المقدس فى بيت المقدس. وأذكر أن نابليون بونابرت كان لديه، فى بداية القرن الثامن عشر، مشروع استعمارى وهدف واضح متمثل فى بناء إمبراطورية رأسمالية عظيمة مركزها مصر، ومصر بالنسبة له هى الدولة الأعظم فى العالم، ومن الخطأ الشائع إطلاق اسم الحملة الفرنسية على مصر على حملته، ولكن اسمها «حملة الشرق» فى ١٧٩٨.

حين جاء «بونابرت» لمصر ووجد بعض اليهود فى الشرق فكر فى طرح فكرة إقامة وطن لليهود لكن الوقت لم يسعفه. وقبل المؤتمر الصهيونى الأول فى مدينة بازل السويسرية ١٨٩٧، أسس الزعيم اليهودى مارك يوخ منظمة يهودية وتواصل مع تيودور هرتزل، مؤسس الصهيونية، وكان مخططه للدولة الصهيونية لا يشمل سيناء فقط وإنما مصر كلها.

كما أن بول فريدمان، وهو رحالة صهيونى خطير جدًا، زار مدينة فى الشمال الشرقى لسيناء وطرح فكرة إقامة الدولة اليهودية فى سيناء على «هرتزل» فى عام ١٨٩٧.

فكرة تأسيس دولة يهودية فى سيناء قديمة، وعلى مدار التاريخ جرى طرح هذه الفكرة والحديث عن إنشاء خط ملاحى يضرب قناة السويس، والوصول لمياه النيل بأنفاق تمتد أسفل مجرى القناة. وهو ما يتكرر حاليًا من خلال الحديث عن إنشاء خط سكة حديد يربط آسيا مع أوروبا ويمر بإسرائيل.

سيناء مصرية ١٠٠٪ والدراسات الجيولوجية أكدت أن جيولوجيا سيناء هى نفس جيولوجيا مصر، ووصفها الدكتور جمال حمدان بأنها صندوق الذهب. وكل ملك من ملوك مصر القديمة كان يستهل حكمة بشن هجوم كاسح على عصابات سيناء ومنابع النيل لتأديب المتمردين.

مصر دولة من الدول القديمة التى لم تتغير حدودها منذ ٧ آلاف سنة أو أكثر، ومنذ بداية الخليقة وُجدت حدود مصر كما هى حاليًا، وقد تعرضت لبعض الانكماشات فى عصور سابقة نتيجة الاضطرابات الداخلية لكنها كانت تعود فى كل مرة لتوازنها وتستعيد أرضها.

■ ما ملابسات المؤتمر الصهيونى الأول فى بازل السويسرية عام ١٨٩٧؟.. وما أبرز نتائجه؟

- اليهود كانوا يراقبون النظام العالمى، وإذا عدنا للقرن التاسع عشر نجد الظروف الدولية تنبئ بأن قطبين سيرثان العالم، هما الإمبراطورية الفرنسية والبريطانية. ورغم أن الصراع كان متجددًا بينهما فإنهما اتفقتا فى ١٩٠٤ على تقاسم تركة الدولة العثمانية، وكانت دولة غنية للغاية.

وناقش المؤتمر فكرة إقامة وطن قومى لليهود، وكانت هناك عدة اقتراحات تشمل أوغندا والأرجنتين، ولكن وقع الاختيار على فلسطين استنادًا لأساطيرهم التى تشير إليها على أنها أرض الميعاد.

وزار «هرتزل» مصر وأرسل قبل هذه الزيارة مندوبًا صحفيًا لجس نبض المندوب السامى البريطانى، اللورد كرومر، والحركة الوطنية المصرية، وبعد أن فشل مندوبه فى كسب تأييد الجانبين، قرر أن يزور مصر بنفسه عام ١٩٠٣، وكانت محطة خطيرة جدًا، وحاول أن يستغل علاقاته ويتقرب من الحركة الوطنية، التى نبذته ورفضت التفريط فى شبر واحد من أرض مصر، أو توطين اليهود فى سيناء.

■ كيف سقطت محاولات الاستيطان اليهودى الصهيونى فى سيناء؟

- الوجود البريطانى فى مصر أسهم فى إحباط مخططات اليهود لاستيطان سيناء، وقالوا نصًا «لا أحد يقترب من قناة السويس»، وهى مهمة جدًا لتجارة بريطانيا، فكان اليهود يطرقون الأبواب حول العالم، ويعودون لمصر، وكان «هرتزل» يعرض مخطط استيطان سيناء بحجة التعمير على «كرومر» ورجال الحركة الوطنية، ويروّج له، ويشرح كيف ستحدث نقلة تنموية لصحراء سيناء بنقل المياه والطمى، ولم تكن هناك معرفة واضحة بنوايا الحركة الصهيونية العالمية وقتها.

وحين زار مصر التقى عددًا من المثقفين المصريين، منهم طه حسين، الذين أعجبوا بالنشاط الصهيونى وبناء المدن، ولم يكن هناك خوف ظهر وقتها من فكرة الاستيطان، ولكن عندما كانوا يتحدثون عن سيناء كانوا يقابلون برفض شديد. وبدأ مشروع بناء الدولة يتجه بشكل كامل لفلسطين، على أن يؤجل مشروع سيناء الفلسطينية لكن دون التخلى عنه.

وأعلن قيام الوطن القومى فى فلسطين، ولم يكن الوعد البريطانى لليهود فى فلسطين لإبعاد اليهود عن سيناء بشكل تام، ولكن كان جزء منه أن اليهود كانوا مكروهين فى أوروبا، وبدأ ترويج الأساطير اليهودية التى تحكى عن مقدساتهم فى فلسطين، ولفقوا بعض الأساطير التاريخية والسياسية لخدمة غرضهم فى بناء وطن قومى لليهود فى فلسطين، وسخروا الأساطير التوراتية لشرعنة وجودهم فى فلسطين، ولكن العلماء كذبوا كل هذه الأساطير، وكان فى هذا الوقت حوالى ٨ آلاف يهودى هاجروا لفلسطين ومثلهم من مصر والعراق وسوريا.

والغرب ساند هذه الفكرة، لأن له أطماعًا فى المنطقة، وهو يجيد التخطيط للمستقبل، وخططه يجرى تأجيلها وليس إسقاطها، ومن بين هذه الخطط مشروع الشرق الأوسط الجديد، وترحيل الفلسطينيين، وخطط تقسيم المنطقة.

■ بعد الإعلان عن قيام دولة إسرائيل فى ١٩٤٨.. هل تخلى الصهاينة عن حلمهم فى امتلاك سيناء؟

- لم تنسَ الدولة الوليدة التى جرت زراعتها فى الوطن العربى حلمها القديم وأطماعها فى شبه جزيرة سيناء.. وأثناء حرب الجيوش العربية ضد العصابات اليهودية فى ١٩٤٨ تدخلت الدول الغربية واقترحت هدنة، ودعت لمؤتمر فى جزيرة رودس للتفاوض، ووقتها تأخرت استجابة اليهود لأنهم كانوا يركزون على احتلال أم الرشراش لبناء ميناء إيلات فى عام ١٩٤٩.

وفى ١٨ يناير ١٩٥٠ بدأت إسرائيل تفكر فى احتلال جزيرتى تيران وصنافير، لتضمن المرور من مضيق تيران، ولكن مصر أفشلت هذه المحاولة، وأسهم فى ذلك وجود الاحتلال البريطانى وخوفه على مصالحه التجارية وقناة السويس، ومصر انتبهت من خلال مراسل لجريدة الأهرام فى تل أبيب وقتها للمخطط، فبادرت باحتلال الجزيرتين، ورفع العلم المصرى، لتأمينهما من استيلاء إسرائيل عليهما، بعد استئذان ملك السعودية، الذى رد بترحيبه باحتلال مصر الجزيرتين، لتأمين أمنها القومى، لأنهما بمثابة مفاتيح لسيناء.

■ هل ترى أن الموقف المصرى والرؤية المصرية واضحة وثابتة حتى الآن؟

- إن الموقف المصرى والرؤية المصرية واضحة وثابتة منذ عام ١٩٥٠ حتى الآن، وهى أن فلسطين للفلسطينيين، وعندما شاركت مصر فى حرب ١٩٤٨ كانت تسعى لتخليص فلسطين من الاحتلال الصهيونى، ومعنى أن توافق مصر على ضم غزة إليها، فهذا يعنى القضاء على القضية الفلسطينية.

مصر هى أم الدنيا وأهم دولة فى المنطقة، ولديها وزارة خارجية عريقة، ودبلوماسيون لديهم قدر عالٍ من الفطنة والذكاء، وكانوا يدركون منذ اللحظة الأولى المطامع الصهيونية فى مصر منذ مؤتمر «بازل» حتى وقتنا الحاضر.

ومصر ما زالت تؤدى دورها تجاه الشعب الفلسطينى وتقدم المساعدات والدعم، لكنها ترفض إفراغ قطاع غزة من سكانه حتى لا تفترسه إسرائيل بعد ذلك، وتقوم بإنشاء مستوطنات جديدة فى القطاع.

وفى عام ١٩٥٢ انزعجت إسرائيل مبكرًا من نجاح ثورة ٢٣ يوليو، وكانت تطالب النظام الجديد بضرورة أن يقيم معاهدة سلام معها، لذلك بدأت الرسل الدولية والعالمية تأتى إلى مصر وتطالب بضرورة عمل سلام مع إسرائيل، وكان الزعيم جمال عبدالناصر لا يرد عليها.

إسرائيل كانت تؤكد أنه فى حال رفض مصر إجراء معاهدة سلام معها، فإنها ستشن حربًا على مصر، ومبكرًا جدًا ناقش الكنيست الإسرائيلى كتاب «فلسفة الثورة»، الذى يحمل أفكار الزعيم جمال عبدالناصر، وصاغه الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل، وتخوفت من أن عبدالناصر يبنى مصر، ثم سينقض على إسرائيل.

وكانت توجد مماحكات، خاصة بمفاوضات الجلاء، وإسرائيل كانت ترغب فى أن تُشارك فى هذه المفاوضات، بحجة أن قاعدة قناة السويس سوف تنتقل إلى مصر، لذلك أرادت أن تشترك فى المفاوضات، بدعوى أن هذا الأمر سيؤثر على أمن إسرائيل، لكن أمريكا منعتها.

وفى هذا التوقيت كان هناك شهر عسل بين ثورة يوليو والأمريكان امتد حتى يناير ١٩٥٧، وكانت أمريكا تأمل أن تقبل مصر، برئاسة جمال عبدالناصر، أن تكون شرطيًا للمصالح الغربية، حتى لو ستكون إسرائيل رقم ٢ فى المنطقة، لأن مصر أهم، لكن عبدالناصر رفض التبعية.

■ كيف حصل التحول فى موقف عبدالناصر؟

- فى أول فرصة شاركت إسرائيل فورًا من أجل احتلال سيناء فى العدوان الثلاثى على مصر عام ١٩٥٦، وكان يوجد أيضًا قبل عام ١٩٥٦ الكثير من التحرّشات بمصر، ففى ٢٨ فبراير عام ١٩٥٥ ارتكبت إسرائيل مذبحة فى حق الجنود المصريين فى قطاع غزة.

واطلعت على يوميات المشير عبدالحكيم عامر ووثائق توضح أن إسرائيل ارتكبت اعتداءات متكررة على جنودنا فى قطاع غزة، وكان الرئيس جمال عبدالناصر لا يعلن عن كل شىء، لكن الضربة الكبيرة التى تعرض لها الجنود المصريون فى ٢٨ فبراير ١٩٥٥، حين استشهد حوالى ٤٠ جنديًا، وقتها أيقن عبدالناصر أن أمريكا لن تعطيه أسلحة لبناء جيش قوى، فلجأ إلى الاتحاد السوفيتى، وقال للأمريكان صراحة «سأجلب أسلحة حتى أحمى جنودى الذين يتم ضربهم على الحدود المصرية الإسرائيلية».

إن عملية ٢٨ فبراير ١٩٥٥ بقتل الجنود المصريين فى غزة كانت بأوامر مباشرة من بن جوريون، هذا العجوز الذى يعتبر أول رئيس وزراء إسرائيلى، والذى أوصاهم قبل أن يموت بعدم التفريط فى شبه جزيرة سيناء.

وفى أول فرصة جاءت لإسرائيل ضد مصر، اشتركت فى العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦، ودخلت شبه جزيرة سيناء، وتم كشف الخطة، وقد وصل لعبدالناصر سريعًا من فرنسا عن طريق ثروت عكاشة خطة ١٩٥٦، ومفادها أن إسرائيل «ستجر شكل» الجيش المصرى حتى يدخل فى حرب معها ويندفع إلى سيناء، ثم يحدث إنزال جوى على مدن القناة لعمل كماشة على الجيش المصرى، ومن ثم يُباد الجيش ويسقط عبدالناصر وتفشل ثورة ٢٣ يوليو، وقد تم إفشال هذا المخطط.

إن عين إسرائيل وأمنيتها فى عام ١٩٥٦ ألا تترك سيناء، لكن اللعبة فى ذلك الوقت كانت الحرب الباردة، وكان الاتحاد السوفيتى قوى عظمى، والولايات المتحدة الأمريكية قوى عظمى، وهدد الاتحاد السوفيتى بضرب الثلاث عواصم «تل أبيب ولندن وباريس»، كما هددت الولايات المتحدة بضربها أيضًا.

إن مصر استفادت من الوضع الدولى وقتها، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية أعلنت عن نفسها بقوة وسحبت زمام المبادرة من بريطانيا وتولت قيادة العالم.

وخرجت إسرائيل من سيناء تحت الضغط الدولى، لكنها تمحكت فى تيران وصنافير، اللتين كانتا تحت إدارة مصر منذ ٢٨ يناير ١٩٥٠، وكانت إسرائيل تريد أن تحتل تيران وصنافير على ألا تتركهما إلا بالحصول على موافقة مصرية بأحقيتها فى المرور من مضيق تيران.

وهنا فإن المراسلات الأمريكية الإسرائيلية السعودية المصرية تشير إلى أن جمال عبدالناصر قال للسعودية «حلوا المشكلة.. أنا زهقت من الأمريكان»، وذلك لثلاثة أسباب، أولها أن تيران وصنافير ملك للسعوديين، كما أن حجاجنا يمرون من مضيق تيران، والسبب الثالث أن علاقة السعودية جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وحسب الرسائل بين الولايات المتحدة والسعودية، جرى الاتفاق على المرور البرىء لإسرائيل، ومن ثم بدأت إسرائيل تمر من مضيق تيران، الذى يعتبر جزءًا من الهدف الكبير وهو شبه جزيرة سيناء.

كما أن المراسلات بين تل أبيب وواشنطن فى غاية الخطورة، لأن الإسرائيليين يحرضون على الرئيس جمال عبدالناصر، وأمريكا تقول لهم إن مصر دولة قوية ويمكن التعاون معها، حتى مجىء عام ١٩٥٧ حين اكتشفت الولايات المتحدة الأمريكية أن جمال عبدالناصر رفض التبعية الأمريكية، ومن ثم خططت لاغتياله، وكذلك التخطيط لـ١٩٦٧، والمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية والحلم الإسرائيلى يتحقق باحتلال شبه جزيرة سيناء، وكانت فكرة الجلاء عن سيناء غير واردة للأبد، لكن مصر أعادت بناء جيشها وانتقمت.

وتشير مذكرات قادة إسرائيل، مناحم بيجن وموشيه ديان وجولدا مائير، إلى أنهم كانوا على يقين من أن انتقام مصر لن يتأخر، لكنهم كانوا مطمئنين بالحاجز الذى أقاموه وهو خط بارليف، لكن عبقرية مصر وإيمانها بحقها فى الأرض جعلاها تحقق الانتصار الكبير فى أكتوبر ١٩٧٣.

■ لماذا رفضت مصر تاريخيًا ممارسة السيادة على قطاع غزة؟

- توجد مجموعة من الوثائق الصحفية تعود لعام ١٩٥٠ تشير إلى أن أهالى غزة طلبوا الانضمام إلى السيادة المصرية، فنجد خبرًا فى جريدة «المصرى» بعنوان «أهالى غزة يطلبون الانضمام إلى مصر ومصر ترفض لأن فلسطين للفلسطينيين، وتعد بالعمل على تحسين حالهم وتوفير أسباب العيش لهم». وجاء نص الخبر كالآتى: «يزور مصر الآن وفد يُمثّل أهالى غزة لمقابلة ولاة الأمور وعرض مطالب الأهالى عليهم، رجاء العمل على تيسير سبل العيش لهم بعد أن أصبح لديهم فى القطاع الذى تشرف عليه القوات المصرية حوالى ٣٠٠ ألف نسمة، منهم حوالى ٢٠٠ ألف لاجئ، والباقى هم أهالى غزة الأصليين، ومن بين أعضاء الوفد، فائق بسيسو، وغارب النشاشيبى، ووديع ترازى، أعضاء مكتب الشئون العامة فى غزة، وقد أُفهم الوفد أن مصر لا توافق على طلب ضم لواء غزة إليها، لأنها لم تشترك فى حرب فلسطين إلا على أساس تخليصها من الاستعمار الصهيونى وتحقيق استقلال شعب فلسطين، وأن مصر لا يمكن أن تقع فى الخطأ الذى وقع فيه غيرها، لأن سياستها هى فلسطين للفلسطينيين، وهى نفس السياسة التى أجمعت عليها دول الجامعة العربية وارتبطت بها عندما قررت دخول حرب فلسطين».