احتمالية صفرية.. ما تداعيات الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة؟
يحبس العالم أنفاسه في ترقب تنفيذ تهديدات قوات الاحتلال للغزو البري لغزة، وهو ما يقول مسؤولون إسرائيليون إنه لا مفر منه، للقضاء على حركة حماس، وسط تساؤلات عن تداعيات هذا الاجتياح وخسائره الفادحة.
وأشار مسؤولون أمنيون إسرائيليون إلى استعدادهم للشروع في هجوم بري على غزة يقولون إنه سيكون أكثر شمولًا وشراسة بكثير من أي صراع سابق قام به الاحتلال ضد غزة.
مخاوف من الخسائر البشرية
فيما قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، الجمعة، إن أي تصعيد للأنشطة العسكرية في قطاع غزة سيكون "كارثيًا" على الناس هناك.
وفي تصريحات صحفية مساء الخميس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك إنه من المرجّح أن تشن إسرائيل هجومًا بريًا دمويًا على قطاع غزة خلال الأيام المقبلة.
وفي مقابلة مع شبكة إن بي سي نيوز، حذر باراك من أن قوات الاحتلال مستعدة لقتل عشرات الآلاف من المدنيين في الفترة المقبلة للقضاء على حركة حماس.
وأمرت إسرائيل، الجمعة، المدنيين في مدينة غزة بالنزوح باتجاه الجنوب وجددت دعوتها اليوم بـ"عدم الإبطاء" في الإجلاء.
طوفان الأقصى تظهر هشاشة جيش الاحتلال
في السياق، قال الدكتور راضي حماد، عضو المكتب السياسي ومسئول العلاقات العامة لحركة فلسطين حرة، إن المقاومة الفلسطينية أظهرت من خلال عملية طوفان الاقصى مدى هشاشة وضعف جيش الاحتلال:"سيكون بعد 7 أكتوبر ليس كما قبله فمن خلال تجددها ومفاجأة العدو باستخدام أسلحة نوعية متطورة، بعضها صنع محليا واستعمل لأول مرة حيث تم تدمير العديد دبابات الميركافا الإسرائيلية".
تابع حماد، لـ"الدستور":"منذ بداية العملية كشفت كتائب القسام عن صواريخ رجوم قصيرة المدى التي استخدم أكثر من 5000 منها في المرحلة الأولى، كما ظهرت صواريخ كورنيت التي ساهمت في تدمير مدرعة النمر المدولبة الإسرائيلية، وصاروخ 160R محلي الصنع و الذي يصل مداه إلى 160 كم، فضلا عن مسيرات الزواري وصاروخ عياش 250"، لافتًا أن على ضوء المعلومات السالف ذكرها أصبحت المقاومة ومحورها قوة تفرض شروطها في الجولات القادمة.
أشار إلى أنه بالمقابل أظهر العدو الصهيوني مدى وحشيته ضد المدنيين، لاسيما مجزرته الأخيرة واستهدافه المشافي واختراقه لكل القوانين الدولية.
الاجتياح البري مستبعد
وفيما يخص إمكانية تنفيذ قوات الاحتلال لعملية الاجتياح البري قال السياسي الفلسطيني:"ان التصريحات الواثقة حول الاجتياح البري للقطاع، لا تزال تصطدم بالواقع الذي سيجعل الاجتياح أكثر إرهاقا واكبر هزائم للعدو، ويعلم الأمريكيون والصهاينة، أن الاجتياح البري يزيد بشكل كبير من احتمالات اندلاع حرب إقليمية واستهداف للمصالح".
كما أشار إلى أن المعطيات السابقة، تجعل المشهد ضبابي حول إمكانية الاجتياح البري للقطاع، مع وجود نسبة مئوية ضعيفة وقد تكون معدومة للقيام به.
على صعيد آخر، ناشد حماد الحكومة المصرية بتحشيد الدور العربي والدولي لوقف العدوان اللاإنساني على قطاع "غزة"، وسكانه المدنيين:"نناشد الأخوة في مصر للخروج بقرارات ضاغطة لإدخال الغذاء والدواء والتخفيف من المعاناة خوفًا من كارثة وشيكة".
