رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أهمية أن نتكاتف لحماية الوطن

لا شك أننا الآن نمر بمنعطف خطير ينذر بأخطار قد تواجه المنطقة كلها بسبب تصعيد إسرائيل العمليات العسكرية فى الأيام الماضية فى مدينة رفح، وأعلنت مصر عن رفضها التصعيد الإسرائيلى وأوقفت التنسيق العسكرى مع إسرائيل، وأيضًا توقفت مفاوضات وقف القتال التى كانت جارية مع إسرائيل بجهود مصرية مضنية وبتنسيق مع قطر.

وكان آخر تصعيد قامت به إسرائيل فى الأيام الأخيرة إغلاق معبر رفح الذى كان يمد الشعب الفلسطينى بالأغذية والمياه والاحتياجات الأساسية وفى مقدمتها الأدوية وطعام الأطفال، ما جعل الظروف الحياتية للفلسطينيين الذين يبلغ عددهم حوالى مليون و٤٠٠ ألف فى منتهى الخطورة وفى منتهى الصعوبة، وذلك بأوامر من النازى الإسرائيلى نتنياهو، ما يعنى تعريض الفلسطينيين لمجاعة أكيدة.

ومن ناحية أخرى وفى حركة استفزازية تعد خرقًا لبنود معاهدة السلام المبرمة بين مصر وإسرائيل بما يعرضها للتجميد، قامت القوات العسكرية الإسرائيلية باستعراض قدراتها بالدبابات بممر فيلادلفيا، وهذا يعنى تصعيدًا للعمليات العسكرية وبما يهدد بأحداث خطيرة وأدى إلى إثارة مشاعر الاستفزاز لدى الشعب المصرى، الذى يرفض الاعتداءات الوحشية الإسرائيلية على الشعب الفلسطينى الأعزل خاصة الأطفال والنساء.

كما تسود حالة غليان واستياء فى كل بيت مصرى الآن تجاه جرائم إسرائيل المستمرة فى منع دخول الاحتياجات الحياتية اليومية إلى أبناء الشعب الفلسطينى من الأبرياء والعزل، وبما يستدعى وقفة قوية من الشعب المصرى مع القيادة السياسية فى الأيام المقبلة صفًا واحدًا، وإعلان الشعب رفضه التصعيد الإسرائيلى وتضامنه وتعاطفه الكامل مع أهل فلسطين الأبرياء والعزل الذين يواجهون الموت والتجويع والقتل، وبما ينذر بأحداث خطيرة وذات تبعات سيئة على المنطقة بأسرها، منذ انطلاق طوفان الأقصى يوم ٧ أكتوبر الماضى واندلاع حرب وحشية تشنها إسرائيل على الفلسطينيين الأبرياء بلا هوادة.

وتقتل إسرائيل النساء والأطفال الذين يمثلون أكثر من ٥٠ فى المائة من عدد القتلى الذين تتجاوز أعمارهم الأربعين، وترفض إسرائيل الإفصاح عن عدد القتلى من المدنيين خرقًا لكل قوانين حقوق الإنسان، ورفض المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن يعلن عن هذا العدد فى برنامج أمريكى شهير رغم إلحاح الإعلامى الأمريكى الشهير بشدة على ضرورة الإفصاح عن عدد القتلى من المدنيين الذين قتلوا منذ طوفان الأقصى فى حرب إسرائيل على الشعب الفلسطينى، إلا أنه أفصح فقط عن عدد قتلى منظمة حماس، ما اضطر المدعى الأمريكى إلى إحراجه، وكشف للمشاهدين عن حجم المجزرة الدموية التى ترتكبها القوات الإسرائيلية ضد المدنيين العزل من أبناء الشعب الفلسطينى، وما يواجهه الشعب الفلسطينى من جرائم حرب وإبادة ومحاولة طمس القضية الفلسطينية وإنهائها تمامًا.

ولا شك أننا جميعًا كشعب مصر ندرك أن هناك خطة إسرائيلية قد وضعت ويتم تنفيذها الآن لطمس القضية الفلسطينية من الوجود والقضاء تمامًا عليها بدعم أمريكى سافر حتى الآن، حيث وصل عدد القتلى من المدنيين فى قطاع غزة ورفح فوق أربعين ألف شهيد فلسطينى من الشعب من الأبرياء وغالبيتهم من النساء والأطفال، بما يبلغ حوالى ٧٣ فى المائة من عدد القتلى غير المفقودين تحت الأنقاض، ولا شك أن المظاهرات الغاضبة ضد إسرائيل والتى انطلقت فى كل المدن الكبرى قد أكدت أن القضية الفلسطينية قد ظهرت على سطح الأحداث العالمية الآن وعرفها الرأى العام العالمى.

وفى تقديرى أن إسرائيل قد فشلت فى تحقيق أى انتصار على حماس التى لم تسلم الرهائن حتى الآن، ولم تستطع أن تقوم بتنفيذ التهجير القسرى للفلسطينيين إلى أرض سيناء بسبب الرفض المصرى الصارم للرئيس عبدالفتاح السيسى وإعلانه موقف مصر الصارم فى حفظ كرامة الوطن وسلامة أراضيه وعدم المساس بشبر من أرض سيناء، وهكذا تزيد عزلة إسرائيل الآن ويتزايد الغضب الشعبى فى مصر، ومن الضرورى فى تقديرى أن نتكاتف مع القيادة السياسية فى الساعات المقبلة للدفاع عن الموقف المصرى والمطالبة بوقف القتال فى قطاع غزة، ورفض التهجير القسرى للفلسطينيين، ووقف جرائم الإبادة والقتل أو تصفية القضية الفلسطينية بسبب أطماع شيطانية لنتنياهو.

إن الوضع الحالى يؤكد أن جرائم إسرائيل الدموية مرفوضة من العالم، ولم يبق فى دعم السفاح نتنياهو إلا الرئيس الأمريكى بايدن الذى تتضاءلت الآن نسب الرأى العام ضده كمرشح لفترة رئاسية ثانية، وأننا الآن فى مصر كشعب مطالبون بأن نقف درعًا حامية للوطن لحمايته من أى محاولات للتهجير القسرى أو المساس بشبر واحد من الأرض المصرية.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى واضحًا حينما بدأت الحرب الوحشية بين إسرائيل وحماس، وخاصة جرائم الحرب ضد المدنيين الأبرياء والقضاء على القضية الفلسطينية، فإنه قد أكد أنه لا مساس بشبر من أرض سيناء ولا للتهجير القسرى ولا لمحاولة طمس القضية الفلسطينية، وضرورة استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وضرورة الحل بإعلان دولتين دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية.

ونحن على ثقة بأن الرئيس سيمضى بالوطن فى اتجاه الكرامة والأمان والسلام والحفاظ على أرض مصر المقدسة التى ذُكرت فى القرآن الكريم، والساعات القليلة المقبلة ستكون حاسمة فى القتال الدائر الآن وفى وقف نزيف الدماء للفلسطينيين، وآخر المستجدات أن مصر قد تضامنت فى شكوى دولة جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية فى إدانة إسرائيل ومحاكمة قادتها بسبب جرائم الحرب الوحشية التى تُرتكب ضد الفلسطينيين.