رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف ساهم الإعلام الغربى فى زيادة معدل الكراهية ضد العرب والمسلمين؟.. دراسات صادمة

الإعلام الغربي
الإعلام الغربي

ضخم الإعلام الغربي الأحداث وركز على الهجمات الإرهابية التي يقوم بها المتطرفون من المسلمين بشكل أكبر من تغطية الهجمات التي يقوم بها اليمين المتطرف أو أصحاب الأفكار المتشددة من الديانات الأخرى.

وباتت قضية معاداة المسلمين والعرب، إحدى المواد الخام الرئيسية التي يتم توظيفها في الخطابات والحملات السياسية لكسب دعم شعبي أو الفوز في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لا سيما من قبل الأحزاب اليمينية المتطرفة المعروفة بمعاداتها للمهاجرين واللاجئين من العرب والمسلمين.

ويعد التباين في مواقف الإعلام الغربي تجاه المهاجرين واللاجئين من العرب والمسلمين، مقارنة بالمهاجرين واللاجئين من أوكرانيا، يكشف عن ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع ملف المهاجرين واللاجئين. وما تنتهجه من عنصرية شديدة تجاه العرب والمسلمين.

على سبيل المثال لا الحصر، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمواصلة نشر الكاريكاتير المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. قائلا: “لن نتخلى عن الرسومات والكاريكاتيرات وإن تقهقر البعض".. زاعما أنها  “حرية تعبير”.

ووصفت مارين لوبان خلال حملتها الرئاسية في 2022 الحجاب بأنه “الزي الإسلامي" وأوضحت أنها تريد حظره في جميع الأماكن العامة وتضع من يرتديه تحت طائلة الغرامة المالية.

بينما صرح المرشح الفرنسي للرئاسة “إريك زمور” خلال حملته بأن: “على المسلمين أخذ مسافة من النص القرآني الذي يدفع إلى قتال اليهود والنصارى. وإلى تقييد حرية النساء. وإلى القمع الشرس للمثليين. وأن الاندماج هو الاحتمال الوحيد لقبول المسلمين على الأراضي الفرنسية".

من جانبه، قال الرئيس التشيكي “ميلوش زسان": “نحن نحترم الدول الإسلامية. ومعتقدها. ما دام سكانها لا يأتون إلى أوروبا. لأنه بمجرد وصولهم إلى أوروبا تصطدم الحضارتان ببعضهما البعض”، داعيا مواطني بلده إلى أخذ الحيطة والحذر حيال من وصفهم بـ“الإرهابيين الإسلاميين”. في حين اعتبر وزير الداخلية الفرنسي “جيرالد دارمانان” أن الإرهاب الإسلامي السني هو أبرز تهديد لبلاده وأوروبا.

كما اقترح حزب الحرية الهولندي (اليميني) خلال برنامجه الانتخابي تطبيق سياسة هجرة تقييدية وحظر كامل على المهاجرين من الدول الإسلامية. وقد نشر السياسي اليميني “خيرت فيلدرن” زعيم حزب الحرية مقطع فيديو على حسابه على”تويتر” تحت عنوان “لا للإسلام لا لرمضان. لا للإسلام “.

قرارات وقوانين تمييزية ضد المسلمين 

واتخذت العديد من الدول الغربية قرارات وتشريعات تستهدف المسلمين بشكل مباشر وتحد من ممارساتهم الدينية. وتتم معاملتهم وفقا لها بشكل مختلف عن باقي الطوائف الدينية. كإغلاق المؤسسات والمنظمات غير الحكومية الإسلامية دون أي دعوى قضائية أو دليل على تطرفها كما يزعمون.

وتطبق الدول الغربية أنواعا مختلفة من القوانين مثل حظر الأذنان والمساجد والحجاب. ففي بلجيكا على سبيل المثال. لا يزال الذبح الشعائري محظورا في بعض المناطق. وفي السويد والدنمارك تم إغلاق العديد من المدارس الإسلامية بزعم “أن الأطفال بها معرضون لخطر التطرف".

كما أطلق وزيرالتعليم الفرنسي في 2022 حملة تستهدف الطلاب والمدرسين المسلمين بدعوى انتشار الرموز الدينية في المدارس الفرنسية.

وفى هولندا، قرر وزير التربية والتعليم أن يضع التعليم غير الرسمي في المساجد ومدارس نهاية الأسبوع الإسلامية قيد التفتيش والمراقبة كنوع من التضييق والحد من حرية التعليم. 

كما أيدت محكمة العدل الأوروبية قوانين تمنع ارتداء الحجاب للمرأة داخل المؤسسات الخاصة لمنع إبراز أي رمز إسلامي بحجة الحفاظ على حيادية تلك المؤسسات.

دراسات علمية تؤكد تعمد الغرب تشويه صورة العرب والمسلمين

أثبتت مجموعة من الدراسات الحديثة أن المسلمين يتم تشويهها “بشكل منهجي” أكثر من غيرهم في الصحافة الغربية، ما يؤدي بدوره إلى تأجيج مشاعر العداء ضد المسلمين. وهو ما يؤثر سلبًا على أوضاع المسلمين في الدول الغربية.

كان من بين تلك الدراسات ما أصدرته جامعة سالامانكا الإسبانية لرصد ظاهرة كراهية الأجانب في أوروبا عن طريق تحليل تغريدات الأوروبيين على موقع "تويتر"، حيث حلل مرصد المحتوى السمعي والمرئي التابع لجامعة سالامانكا ما يزيد على 800 ألف تغريدة حول المهاجرين واللاجئين من جميع دول الاتحاد الأوروبي.

وخلصت الدراسة إلى وجود علاقة بين عدد اللاجئين في الدولة وبين عدد رسائل الكراهية بها، حيث ذكرت أن البلاد التي بها عدد أكبر من اللاجئين تزداد بهذه الدول نسبة التغريدات الكارهة للأجانب والمهاجرين.

- كما توصل باحثان في العلوم السياسية هما "إريك بليش" و"موريتس فان دير فين" خلال إعداد دراسة تفصيلية أظهرت الانتهاكات الصارخة في وسائل الإعلام الغربية ضد المسلمين. وأكدا أن هناك تناولا سلبيا بشكل ساحق للمسلمين مقارنة بأصحاب الديانات الأخرى بعد تحليل أكثر من 784 ألف مقالة صحفية على مدار 20 عامًا، من بينهم 256 ألف مقال من الولايات المتحدة. و528 ألفا من بريطانيا وكندا وأستراليا بين عامي 1996م و2016م.

كما توصلت الدراسة إلى أن متوسط المقالات التي تتناول المسلمين أو الإسلام في الولايات المتحدة بشكل سلبي تُقدر بحوالي 84%، وأن وسائل الإعلام الغربية لا تتعامل بحيادية. فغالبًا لا تنشر قصصًا سلبية عندما يتعلق الأمر بأصحاب الديانات الأخرى، في حين أنها تفعل ذلك عندما تكتب عن المسلمين. 

وبشكل عام، تبين أن تناول وسائل الإعلام السلبي للغاية للمسلمين يقع في الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا.