رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصف غزة.. متظاهرون يرفضون حملة الإبادة ضد الفلسطينيين

مظاهرات التضامن مع
مظاهرات التضامن مع فلسطين

هزّت الصور المُلتقطة لأطفال غزة الذين استشهدوا منذ إعلان إسرائيل الحرب على قطاع غزة والجثث المتفحمة وبشاعة مشاهد الدمار الممتزجة برائحة الدماء والبارود فى القطاع، وأعمال الطرد والإبعاد القسرى والعقاب الجماعى للمدنيين وجدان الأفارقة، حيث أعادت مشاهد الحرب على غزة وقتل الأطفاء الأبرياء إلى أذهان الأفارقة عقودا طويلة من العذاب والفصل والتمييز العنصري من "مستعمر مُتجبر ضد صاحب أرض مستضعف".

ففي جوهانسبيرج.. خرج أبناء جنوب إفريقيا منذ 11 أكتوبر الجاري إلى الشوارع الرئيسية في تظاهرات غاضبة، أعربوا فيها عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني، ورفضهم لحملة الإبادة التي يتعرض لها سكان غزة، ونددوا بالاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين والأطفال والنساء فى القطاع، وشددوا على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية لأهالي غزة ريثما تضع الحرب أوزارها ويبدأ البحث عن حل نهائى لهذا الصراع المزمن. 

بينما عرضت حكومة جنوب إفريقيا، القيام بوساطة بين الأطراف لتسريع الوصول إلى حل بعد أن تجاوزت محصلة القتلى والمصابين الآلاف.

وتزامن مع خروج التظاهرات المتضامنة مع أهالي غزة، تصاعدت حدة الغضب فى الشارع الجنوب إفريقى منذ 13 أكتوبر الجاري، بعد مقتل اثنين من رعايا جنوب إفريقيا فى غزة فى الاشتباكات الدائرة بين الجانب الفلسطينى والإسرائيلى وتقاعس سفارة إسرائيل لدى كيب تاون عن المعاونة فى هذا الصدد أو معرفة مصير 16 من الرعايا الجنوب إفريقيين يعيشون في إسرائيل. 

واتهم المؤتمر الوطنى الحاكم فى جنوب إفريقيا، إسرائيل بالغطرسة والتجبر الذى لم تمنعه علاقات التعاون الدفاعى والتصنيعى والتعدينى بينهما.

تجدر الإشارة فى هذا الصدد إلى أن جنوب إفريقيا تفرض حظرا مُشددا على استيراد منتجات المزارع الجماعية التعاونية فى إسرائيل " الكيبوتز " وتوجد على أراضيها جالية فلسطينية وعربية نشطة. 

وفى مقابلة مع صحيفة دايلى مافريك التى تصدر فى كيب تاون قالت شوان بينفيلديت سفيرة جنوب إفريقيا لدى فلسطين إنه منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر الجاري استنجد نحو 120 من الأفارقة بسفارة جنوب إفريقيا طلبا للعون ولا سيما بعد ارتباك حركة الطيران.

ودعا كبيرو يوسف توجار وزير خارجية نيجيريا إلى وقف إطلاق النار فى غزة منعا لتصاعد محصلة الضحايا المدنيين والعمل على إيجاد حل سلمى للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال وزير الخارجية النيجيرى ـــ في مقابلة مع صحيفة /بريميوم تايمز/، إنه لا سبيل غير حل الدولتين لانهاء هذا الصراع المُزمن وعلى أسس الشرعية والقانون الدولي.

وأكدت مفوضية الاتحاد الإفريقي ـــ في بيان رسمي ـــ أن استهداف الأماكن السكنية تحت أي مبرر هو خرق للقانون الدولى، دعيا المجتمع الدولى لوقف اتساع نطاق الكارثة الإنسانية الناتجة عن استهداف المدنيين فى قطاع غزة وامتدادها إلى دول الجوار.

ووصف الاتحاد ما يحدث فى قطاع غزة بأنه"إبادة جماعية لسكان القطاع غير مسبوقة" سواء تم ذلك بتوجيه الضربات المباشرة لمناطق سكناهم أو إلى استهداف دور الرعاية الصحية التى يهرع إليها جرحاهم وكذلك استهداف منشآت الخدمات والبنية التحتية من مياه وكهرباء وغاز لتضييق سبل الحياة والصمود أمامهم. 

وجدد الاتحاد تأييد دول القارة على أن حل الدولتين جنبا إلى جنب هو الخيار الأنجع لانهاء هذا الصراع وضمان الأمن والسلام للفلسطينيين وجيرانهم في إسرائيل والبلدان الأخرى.

واتهم موسى فقيه رئيس المفوضية إسرائيل بارتكاب " جريمة حرب " لقصفها مستشفى المعمدانى فى قطاع غزة وغيرها من المنشآت العلاجية والإغاثية، وقال إنه لا توجد كلمات كافية لوصف بشاعة الاعتداء الإسرائيلى للمستشفى ضاربة(أي إسرائيل) بالقانون الإنسانى الدولى عرض الحائط، بالرغم من أن القانوني الإنساني الدولي يعتبر المستشفيات ملاذا آمنا لا يجوز استهدافها وإلا كان الأمر جريمة حرب. 

دعاوى اتهام ضد إسرائيل بارتكاب جرائم حرب

وقال فقيه، في مؤتمر صحفى من العاصمة الزيمبابوية هرارى، إن أرواح نحو 500 قتيل فلسطينى من الجرحى الذين كانوا يتلقون العلاج فى مستشفى المعمدانى قد كشفت عن بشاعة العنف الذى لا يعرف الرحمة والمرفوض قانونيا وإنسانيا وعسكريا برغم كل محاولات تل أبيب الصاق التهمة بالجانب الفلسطينى لقلب الحقائق.

وأشار إلى أن إفريقيا بها 33 دولة عضو فى المحكمة الجنائية الدولية وجميعها تلقت دعوة من مركز العدالة الدولية فى جنوب إفريقيا لتقديم دعاوى اتهام ضد إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق المدنيين العزل فى غزة.

من جانبه، قال الخبير القانونى الدولى الجنوب إفريقى، اكى ميكوتير، إن المادة 14 من لائحة النظام الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية والمصادق عليها بموجب اتفاقية روما تعطى أولوية قصوى لقضاتها بالفصل فى قضايا كتلك التى تحدق لسكان غزة وإصدار الاتهامات فيها، كما دل على أنه بالامكان الاستشهاد بحالة أوكرانيا فيما يتعلق باستهداف المدنيين.

ووسط الزخم الهائل من المشاعر الإنسانية الإفريقية تضامنا مع أهالي غزة، كان للجهد الذى تقوم به القيادة المصرية لوضع نهاية للصراع قبل اتساعه نطاقه أصداء واسعة فى الشارع الإفريقى وبنفس نداءات القاهرة التى عبرت عنها جموع الشعب فى تظاهراتها التي انطلقت فى ربوع مصر تنديدا بالعدوان وداعما لقائد ينتصر بقوة لحقوق المستضعفين فى غزة فى البقاء فى ديارهم حتى وإن صارت انقاضا. 

وأشادت مفوضية الاتحاد الإفريقي بالجهد الرائد الذى تقوم به مصر لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين من أبناء قطاع غزة، داعية إلى وقف فورى لوقف القتال فى غزة دعما لجهود القيادة المصرية فى هذا الصدد إنقاذا لحياة 2ر2 مليون من سكان غزة الفلسطينيين.