رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرئيس الصينى: ندعم جهود مصر لوقف التصعيد وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة

 الرئيس شي جين بينج
الرئيس شي جين بينج

 أكد الرئيس الصيني شي جين بينج، اهتمام بلاده بالتعاون مع مصر لحفظ الاستقرار في الشرق الأوسط، في ظل الأحداث الراهنة بالمنطقة، مؤكدًا ضرورة العمل على وقف إطلاق النار في غزة ومنع توسع دائرة الصراع الجاري.

وأكد دعم الصين للجهود المصرية الساعية نحو وقف التصعيد وتحقيق التهدئة ومساعيها لفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات والمواد الإغاثية إلى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الحل الشامل يتمثل في تنفيذ حل الدولتين عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة بما يضمن تحقيق التعاون والتعايش السلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الصيني شي جين بينج، صباح اليوم رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، بقاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية بكين، وذلك بحضور وزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، ووزير النقل الفريق كامل الوزير، وسفير مصر لدى الصين عاصم حنفي، إلى جانب عدد من كبار المسئولين بالحكومة الصينية.

وأوضح الرئيس الصيني أن العالم يشهد الآن تحديات عديدة، ومن ثم نسعى للتنسيق من أجل الحفاظ على مصالح الدول النامية وتحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم.

وخلال اللقاء، أعرب الرئيس الصيني شي جين بينج، عن ترحيبه برئيس الوزراء وطلب منه نقل تحياته لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي.

وقال "بينج"، إن مصر من أكبر البلاد العربية والإسلامية والإفريقية، كما أنها أول بلد عربي يقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، مؤكدًا الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين، مضيفًا أنه على مدار 10 سنوات حظيت مصر والصين بعلاقات تعاون مثمرة في إطار مشروع "مبادرة الحزام والطريق".

الرئيس الصيني يهنئ مصر بالانضمام إلى تكتل "بريكس"

وخلال اللقاء، هنأ الرئيس الصيني مصر بالانضمام إلى تكتل "بريكس"، مؤكدًا أن هذه الخطوة تضفي ديناميكية وحيوية جديدة على هذا التجمع الدولي.

وأشار "بينج" إلى أن مصر حققت على مدى السنوات الأخيرة تقدمًا ملحوظًا في بناء الجمهورية الجديدة، مؤكدًا دعم الصين لمصر وحرصها على الارتقاء بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وكذا حرص الصين على تحقيق التوافق بين استراتيجية التنمية في مصر مع أهداف ومحاور عمل مبادرة "الحزام والطريق".

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينج، حرص بلاده على التعاون مع مصر في العديد من المجالات، ومنها البنية التحتية، الطاقة، والطيران، والسياحة، والطاقة المتجددة، والرعاية الصحية، وغيرها من المجالات.. معربًا عن ترحيب بلاده بدخول المنتجات المصرية إلى الأراضي الصينية.

كما أكد الرئيس شي جين بينج، حرص الصين على توسيع نطاق التعاون على المستوى الشعبي، بما فى ذلك التوسع في نشر وتعليم اللغة الصينية.

وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والمالي، أعرب الرئيس شي جين بينج عن ترحيبه بطرح سندات الباندا في السوق الصيني ودعم الصين للجهود المصرية في هذا الشأن، فضلًا عن إقرار برنامج لمبادلة الديون بين البلدين لتنفيذ مشروعات تنموية في مصر.

وفي غضون ذلك، هنأ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الرئيس الصيني لإعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، كما نقل تحيات الرئيس السيسي، للزعيم الصيني، وسلمه رسالة منه.

مدبولي: ننظر إلى الصين بوصفها نموذجًا يحتذى به للاقتصاديات البازغة

وقال مدبولي: "ننظر إلى الصين بوصفها نموذجًا يحتذى به للاقتصاديات البازغة ونتطلع لمزيد من التعاون والتنسيق معها في المجالات التجارية والاقتصادية وغير ذلك من مجالات التعاون"، مشيدًا بما تم إصداره مؤخرًا من "سندات الباندا" المقومة باليوان في الصين، والتي من شأنها أن تسهم في دعم الاحتياطات النقدية المصرية.

كما توجه رئيس الوزراء بالشكر للصين على تمويل وتنفيذ مشروع القطار الكهربائي الذي يربط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة مرورًا بمدينة العاشر من رمضان، وهو أحد المشروعات التي تتسق مع مبادرة "الحزام والطريق".

وأضاف مدبولي أن هناك تعاونًا أيضًا بين مصر والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية ولدينا محفظة كبيرة، وقال: شرفت مصر باستضافة الاجتماع الأخير للبنك بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، معربًا عن تطلعه كذلك للتعاون مع بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة "بريكس" خلال الفترة المقبلة.

ووجه رئيس الوزراء الشكر للرئيس الصيني على دعم مصر للانضمام إلى تجمع "بريكس" وذلك بالنظر لأهمية دور هذا التكتل المهم للغاية في ظل الظروف العالمية الحالية.

ولفت مدبولي- خلال اللقاء- إلى الخطوات التي اتخذتها مصر، والتي من شأنها أن تسهم في تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق"، ومن ذلك توسيع المجرى الملاحي لقناة السويس، إلى جانب التوسع في تطوير وتحديث الموانئ المصرية، والربط عبر شبكة طرق وسكك حديدية بين الموانئ المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط، وإنشاء الموانئ الجافة، تحقيقًا لفكرة الممرات اللوجستية التي تخدم التجارة العالمية.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء المستشار سامح الخشن، إن رئيس الوزراء أعرب خلال اللقاء عن تطلعه أيضًا لاستقبال السوق المصرية المزيد من استثمارات الشركات الصينية في مصر، والبناء على تجارب الاستثمارات الصينية الناجحة بالفعل في السوق المصرية، من بينها نموذج شركة "تيدا" بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي تجتذب بدورها المزيد من الشركات الصينية إلى مصر.

وأضاف "الخشن" أن رئيس الوزراء نوه إلى التوافق على إجراء توسعات جديدة في منطقة تيدا، حيث أعرب عن تطلعنا لجذب استثمارات جديدة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة ومن بينها صناعة السيارات الكهربائية، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، أخذًا في الاعتبار الحوافز الاستثمارية التي تقدمها مصر للاستثمار في تلك المجالات خاصة أن مصر تمثل فرصة للنفاذ لأسواق إفريقيا والأسواق العربية.

وأضاف الخشن أن رئيس الوزراء أعرب عن تقدير مصر لموقف الصين الداعم للقضية الفلسطينية، وتوافق الرؤى بشأن ضرورة وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات لغزة.

كما أكد الاجتماع على توافق رؤيتي البلدين بشأن تعزيز التشاور والتنسيق في المحافل الدولية ومتعددة الأطراف، وكذلك ضرورة الحفاظ على أسس وركائز القانون الدولي بما فيها عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.