رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوسف وهبى.. عميد المسرح

يوسف وهبى
يوسف وهبى

لم يكن يتخيل أن طريق الفن الذى قرر أن يسلكه سيجعل منه واحدًا من أهم النجوم فى الوطن العربى، وعميدًا للمسرح، فهو ابن العائلة الراقية ذات الحسب والنسب، فوالده كان يعمل مفتشًا للرى بالفيوم، ورفض أن يعمل ابنه فى مجال التمثيل، ولكن موهبته الفذة، وشغفه بالفن الذى كان يملأ حياته، جعلاه يهرب إلى إيطاليا بتشجيع من صديقه، ليعيش بها فترة طويلة تلقى خلالها فنون التمثيل على يد الفنان الإيطالى «كيانتونى».

عقب وفاة والده، قرر الفنان الراحل يوسف وهبى، الذى تحل غدا ١٧ أكتوبر ذكرى وفاته، أن يعود من إيطاليا، ويحصل على ميراثه «عشرة آلاف جنيه ذهبى»، لتبدأ حياته الفنية تتبلور، ويبدأ مشواره الفنى الجاد من خلال تجسيد المئات من الشخصيات التى أمتعت جمهوره على مدار سنوات وامتد تأثيرها لأجيال.

بدايته كانت من المسرح، فأخرجه من دائرة المسرحيات الخفيفة المعتمدة على العروض الراقصة إلى مسرح الميلودراما، واتجه إلى النصوص المترجمة عن الأعمال الأدبية العالمية، مثل أعمال شكسبير وموليير، وتعد مسرحية «المجنون» هى باكورة أعماله المسرحية، وعُرضت عام ١٩٢٣.

وبأسلوبه الخاص والمميز، الذى لم يستطع أى من الممثلين مواكبته فيه، خاصة نبرة صوته المميزة، وأدائه المسرحى الواضح، وشموخه فى أداء الشخصيات، كانت كلها السبب فى تجسيده العديد من الشخصيات المتناقضة التى برع فيها، فهو الطيب والشرير، والفقير ورجل الأعمال، والبخيل والكريم، وغيرها من الأدوار التى حققت نجاحًا كبيرًا، جعلته جديرًا بلقب الفنان الشامل أو كما يطلق عليه «فنان الشعب».

وبجانب حياته الفنية، لم تكن الحياة الخاصة ليوسف وهبى أقل أهمية وإثارة من حياته الفنية، فقد عرف عنه كثرة زيجاته، فمنها ما رفعه لعنان السماء ومنها ما كان سببًا فى إشهار إفلاسه، فعاش حياة الملوك والصعاليك، حتى كانت زيجته الأخيرة من سعيدة منصور، التى تركت زوجها لتتزوجه، وبنى لها قصرًا يضم ٤ فيلات، كل منها على طراز مختلف.

وقال عنها خلال لقاء تليفزيونى: «الحب الحقيقى هو زوجتى سعيدة منصور، ولا أجاملها لأنها أثبتت ببراهين عديدة حبها لى، فقد أعادت لى مكانتى الاجتماعية، بل الفنية التى كدت أفقدها، ووقفت بجانبى بثروتها لأنى كنت قد أفلست وقتها، ولم تتخل عنى وكانت تشجعنى لأكمل عملى الفنى».