رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وحيد الطويلة لـ"الدستور": الكتابة تأخذني لعالمها السحري ولا أحب ارتداء جلبابها

وحيد الطويلة
وحيد الطويلة

أجاب الكاتب والروائي وحيد الطويلة، على سؤال "الدستور": متى تندفع إلى الكتابة؟ هل وقت تجلي الفكرة برأسك؟ أم التزام يومي؟.
ليرد الكاتب بشئ من الحسم: "أنا أكره النظام بمعناه التقليدي، ولكنني اكتشفت إنني منظم دون وعي ولا أحب ارتداء ارتداء جلباب الكتابة"، وذلك خلال لقاء له في مركز اللغة والثقافة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة.

وتابع وحيد الطويلة، أن الكتابة تأخذه لعالمها السحري، في أوقات غير معلومة أو محددة، قائلا: أجلس أدخن في المقهى، وأنا أقرأ الكثير من الأشياء، عبر هاتفي، مشهد من رواية، قصة، مقال وغيرها فلا أفوت شئ إلا وأقرأه على الهاتف، وأحيانا يأتي إلي أحد الأصدقاء  ومعه كتاب فأقرأءه، وإذ يخطر على بالي مشهد لي وأنا صغير، وفيه يتم ضربي، كنوع من أنواع التربية قديما، أو كما يرى الأهل وقتها من قبيل الحب وأبدأ الانغماس في الكتابة".

وأضاف: "وبعدها أظل أتذكر كيف ظهر على وجهي نمش، على بشرتي البيضاء، ولم يلاحظ في بلدتنا على أحد هذا النمش غيري، فكنت عرضة للتنمر بين أصدقائي بالمدرسة، ولم يتوفر فى منطقتي طبيب متخصص، وحينما ذهبت لطبيب الجلدية مع أبي في القاهرة، نصح الطبيب أبي أنه أهم شيء (ألا أخرج في الشمس) ومن هذه الجملة كتبت كتابا كاملا"، وربما يقصد روايته “باب الليل”.

ويتذكر الكاتب، وكأن ما حدث له كان أمس، فيسرد التفاصيل الدقيقة ومشاعره الخاصة، حينما أجبر على عدم الخروج في النهار: "شفت الويل ومنعت أن أكون طفلا، حتى لا أرى الشمس".

وحيد الطويلة: لا أحب ارتداء جلباب الكتابة

وبالعودة للحديث عن الكتابة مرة أخرى، قال "الطويلة": أحيانا الكتابة تأتي وأنا أذهب ورائها والأهم أنني لا أفوتها،  ولكنني لا أحب ارتداء جلباب الكتابة. ونصح الكاتب الشباب: أهم شئ اكتشفته مع الوقت أنه عليك ألا تضيع "جملة"، يجب أن تكتبها، وتعود إليها في أي وقت حتى لو لن تحتاجها أو تستغني عنها وتكتبت نصا مختلفا أو جملا مناسبة للنص.

وتأمل وحيد الطويلة، في معنى "النص المناسب"، قائلا: هذا يأخذنا إلى مصطلح اللغة العضوية، وهي اللغة التي حين اكتبها وتقرأها تشم رائحة البلد والبشر فيها، وحينما أكتب عن أصدقاء لي في مكان آخر، اكتب عنهم بروح  أخرى تناسب المكان ذاته وطبيعة الأشخاص فيه.

وعن تعلقه ببعض شخصيات رواياته، قال الطويلة إن هناك بعض الشخصيات "تلبسني ولا تتركني إلا بعد حين".

كيف كانت "السلطة" حاضرة في أعمال الكاتب؟

كما كشف الروائي وحيد الطويلة، عن حضور "السلطة" في عدد من أعماله، وفي شخصيات رواياته، واصفا إنه عرف "السلطة" من أبيه، وحتى الحكام الديكتاتوريين.

وأضاف وحيد الطويلة: أبي كان لديه سلطة كبيرة ليس علي فقط، بل على المنطقة التي نشأت فيها كلها، وأذكر أنه سبق وقالت لي إحداهن، في وقت سابق: إن أي شخص مستبد أنت لا تحبه.

وتابع وحيد الطويلة: احنا أحببنا بالخطأ الكثير من الأشخاص الديكتاتوريين، مشيرا إلى أن الكتاب والمثقفين بطبيعتهم ضد السلطة، و"تقريبا منذ وأنا كنت طفل وحتى اليوم، تعرضت لتعسف كتير من قبل السلطة".

وتظهر السلطة بوضوح وكانت حاضرة في روايات وحيد الطويلة، مثل حذاء فيليني وباب الليل.

مركز اللغة والثقافة العربية

واستضاف مركز اللغة والثقافة العربية بكلية الآداب، بجامعة القاهرة، الكاتب وحيد الطويلة، وذلك بمقر المركز في شارع الشهيد عبدالهادي صلاح بالجيزة، للحديث عن تجربته الإبداعية المتميزة في اللقاء الأسبوعي الذي تنظمه الكلية بعنوان " لقاء الخميس"، وكان يدير الحوار الدكتور خيري دومة، أستاذ الأدب العربي الحديث.

 

وحيد الطويلة كاتب وروائي مصري، عمل كخبير العلاقات الثقافية بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، كما يشغل منصب رئيس المنظمة العربية للمقاهي، وعضو اتحاد المقاهي العالمي.

وصدر له العديد من الأعمال الأدبية منها: كاتيوشا، ألعاب الهوى، وأحمر خفي،  باب الليل، حذاء فيلليني، وله عدد من المجموعات القصصية، منها: خلف النهاية بقليل، مائة غمزة بالعين اليسرى.