رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم السبت.. الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى مار أشعيا الراهب والمعترف

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار أشعيا الراهب والمعترف، الذي ولد أشعيا في مدينة حلب. كان أبوه سوماخوس والياً على حلب من قبل الملك قسطنطين الكبير. شبَّ أشعيا على حب الفضائل ولا سيما العفة. فنذر بتوليته لله، على غير علم من والديه. بعد زواجه اتفق مع خطيبته على حفظ العفة.

فذهبت إلى دير الراهبات. وانضوى هو تحت لواء القديس اوجين، يسير معه في طريق الكمال الانجيلي والتبشير. وكان أبوه سوماخوس قد جدَّ في طلبه فوجده بالهام الله في دير القديس اوجين، ففرح وتعزَّّى به جيداً. ثم عاد آشعيا إلى نواحي حلب وبنى قلَّية عاكفاً فيها على الصلاة والتقشف. فذاع صيتُ قداسته وعجائبه، فأتاه الكثيرون يتتلمذون له، فأقام لهم قلالي حول منسِكه، ووضع لهم قوانين.

 ويعد ان عاش في الرهبانية اثنين وسبعين سنة، رقد بالرب في أواخر القرن الرابع واليه تنسب الرهبانية الانطونية، وقد شيّدت على اسمه ديرها الامّ، على احدى أجمل قمم لبنان- جهة المتنز.

عظة الكنيسة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: ليست الأسرار سوى علامات موت الرّب يسوع المسيح ودفنه. فإنّنا بفضلها نولد لحياة فائقة الطبيعة، ننمو ونتّحد بالمخلِّص بطريقة رائعة. في الأسرار على ما قال القدّيس بولس نجد "حياتنا وحركتنا وكياننا" 

تهبنا المعموديّة كياننا واستمراريّتنا في الرّب يسوع المسيح...؛ ويُثبِّت الميرون المسيحيّ الجديد، ويمدّه بالطاقات الخاصّة بالحياة؛ أمّا الإفخارستيّا، فإنّها تُطيل هذه الحياة وتُبقيها في كامل حيويّتها... فإنّنا، باختصار، نحيا من هذا الخبز ونستمدّ قوّتنا من الميرون بعد ما نلنا كياننا بذاك التغطيس.

فنحيا في الله، على هذا النحو، منتقلين من هذا العالم المنظور إلى عالم غير منظور. لا نبدّل مكانًا بل كيانًا وحياةً؛ ذلك لأنّنا لسنا نحن الذين نتحوّل ونرتفع نحو الله، بل هو الله أتى ونزل إلينا. لم نكن نحن الباحثين بل كان هو الباحث عنّا. لم يبحث الخروف عن الرَّاعي ولا الدِّرهم عن ربّة البيت، ولكنّ المعلّم هو الذي انحنى نحو الأرض واستعاد صورته. والرَّاعي هو الذي توجّه نحو المكان الذي كان يرعى فيه الخروف، وأعاده من ضلاله حاملاً إيّاه على كتفيه. لم يبعث بنا إلى مكان آخر لهذا الغرض، بل أبقانا على هذه الأرض وحوّلنا إلى مخلوقات سماويّة من خلال انبعاث حياته في أنفسنا. لم يرفعنا إلى السموات، بل أمال السموات نحونا، على ما جاء في المزمور: "أَمالَ السَّمَواتِ ونَزَل".