"المرسومون".. كتاب جديد يبحث في تاريخ الوشم منذ 5000 عام وحتى اليوم
صدر حديثًا كتاب يحمل اسم Painted People للكاتب مات لودر، حول 5000 عام من تاريخ الوشم بدءًا من وشم البحارة والشخصيات الاجتماعية وحتى المومياوات والملوك وغيرهم.
ففي عام 1881، وصف كاتب في مجلة Saturday Review الوشم بأنه "فن بلا تاريخ"، واستطرد: "لم يهتم أحد لدراسة تطور الوشم إلى الآن".
ومع هذا الدافع، يبحث الخبير مات لورد، في تاريخ الوشم على مر التاريخ، مشيرًا إلى أن أقدم وشم تم التعرف عليه حتى الآن، كان مرسوم على "أوتزي" أو "رجل الثلج"، الذي تتيح لنا موميائه إلقاء نظرة سريعة على عصور ما قبل التاريخ لهذه الممارسة.
ففي عام 1991، اكتشف متسلقون في جبال الألب الإيطالية على الحدود مع النمسا جثة في الثلج، وكان الرجل البالغ من العمر 45 عامًا قد أصيب برصاصة في ظهره بسهم، أي أنها لم تكن هذه جريمة قتل حديثة، ولكنها حدثت قبل 5500 عام، وقد تم الكشف عن الجثة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري التي أدت إلى إذابة الثلوج المحيطة بها.
ووفقًا للكاتب مات لودر، فإن هذا الرجل الذي أطلق عليه اسم "أوتزي" أو رجل الثلج، كما يُعرف الآن، هو "أقدم رجل أوروبي وأقدم جسم بشري موشوم".
تاريخ الوشم عبر العصور
يصف مات لودر، المحاضر في تاريخ الفن والخبير في تاريخ الوشم في المملكة المتحدة، في كتابه أن وشم الرجل "أوتزي" يتكون من 61 سطرًا منفصلًا، من علامات سوداء قصيرة وصلبان وغيرها، وقد تم استخدام صبغة مصنوعة من الفحم، وهي في الأساس نفس أحبار الوشم الأسود الحديث، ويشير الكاتب إلى إن ما تعنيه العلامات غامض، ولكن قد يكون لهذا الوشم غرض طبي.
وبالنسبة للكاتب إلى لودر، فإن حقيقة مشاركة أوتزي لنفس التجارب المتمثلة في رسم الوشم، من خلال الألم الناتج عن ثقب الجلد وإدخال الصبغة في العمق، ومن ثم العيش مع هذه العلامات الدائمة، فهكذا ترتبط حياته القديمة بحياتنا، ويناقش الماتب أيضًا بأنه يمكننا فهم الأشخاص والأماكن واللحظات الزمنية من خلال النظر إلى الوشم الخاص بهم.
ويستعرض الكاتب، في كتابه، نظرة ثاقية إلى ثقافة الوشم، قائلًا: نحن نعلم أنه على مدى أكثر من خمسة آلاف عام، قامت ثقافات لا تعد ولا تحصى بتنفيذ هذه الممارسة القديمة، وعرف رسم الوشم في كل ركن من أركان العالم.
وتظل هذه التواريخ الرائعة غير مروية أو تم الكشف عنها، فقد تم إخفاء أسرار الكثير من الأميرات السيبيريات والجنرالات الصينيين والشخصيات الاجتماعية الفيكتورية على الجلد، وتحت طبقات من الملابس، وتحت طبقات من التاريخ.
حكايات تاريخية عن الوشم
وفي كتابه Painted People، يروي الدكتور مات لودر، أحد أبرز الخبراء في العالم في مجال الوشم، قصص هؤلاء الأشخاص، مثل "أرناق"، التي تم وشمها بما يتماشى مع تقاليدها الثقافية والدينية في كندا في القرن السادس عشر، و"هوراس ريدلر"، الذي استخدم الوشم كوسيلة لكسب المال في لندن في الثلاثينيات، وبين القصتين، يتناول الكاتب كيف أن الوشم يتم رسمه واستخدامه لإبراز الكثير من المعاني مثل الحب، والولاء، والفتنة وبأهداف كثيرة مثل التجسس، والتعبير عن الذات.
كما يقدم الكاتب 21 حكاية عن الوشم، من خلال سرد حياة الأشخاص مع الوشم من جميع أنحاء العالم، ويعد الكتاب أيضًا رحلة عبر التاريخ، لاكتشاف فن الوشم قديمًا وحتى اليوم، كما يوضح لودر، أن الوشم عمره الآلاف السنوات، ولكنه تطل علينا الأشياء بشكل "جديد دائمًا"، من خلال إعادة اختراعها دائمًا بطرق جديدة وربما استفزازية في بعض الأحيان.
