رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"القلب الجائع".. كتاب يحدد ما نأكله هويتنا وعلاقاتنا مع الآخرين؟

الكاتبة كلير فيني
الكاتبة كلير فيني

تستكشف الكاتبة كلير فيني، في كتابها الجديد "القلب الجائع" كيف يمكن أن يؤثر الطعام والنكهات المميزة على شخصياتنا، حيث يدور كتابها عن ارتباط الطعام بالكثير من الذكريات والمشاعر التي من أهمها الحب.

 

ويتجول الكتاب حول الكثير من الأطعمة والوصفات والأحداث، من الولائم العائلية إلى الطعام، ومن التمور إلى كعكة المكتب؛ وتسعى الكاتبة في الإجابة عن السؤال الأبرز: كيف يحدد ما نأكله هويتنا وعلاقاتنا مع الآخرين؟

 

كتاب القلب الجائع

وتبحث "فيني" في الدور الذي يلعبه الطعام في المجتمع الحديث، وتستكشف كيف يمكن أن يوحدنا الأكل بطرق متنوعة طوال حياتنا؟ وتروي في كتابها ذكريات طفولتها التي قضتها في مطبخ فندق جدتها، وهي تتحدث عن الوجبات والوصفات التي شكلت شخصيتها اليوم.

وفي مقال "فيني" في صحيفة الجارديان البريطانية، تقول: نستخدم "النكهة" كمفتاح لحياتنا وأحبائنا، وأستطيع أن أقول لماذا؟ فتتمحور العديد من اللحظات التي لا تنسى في "أوقات الوجبات"- فالطعام والشراب هو النقطة المحورية في الكثير من الاحتفالات والمناسبات الكبيرة والهامة.

وتابعت: يبدو أن حواسنا مبرمجة لربط ذكرياتنا بطعم "لقمات معينة"، تعيدني الرائحة الحارة إلى نكهات "بومباي" عندما كان عمري أربع سنوات، حيث كنت أجلس مع والدي ونحن نستمتع بكأس من النبيذ ووجبات خفيفة قبل العشاء. 

وتنقلني نكهة الخل البلسمي الحلو إلى الشقة التي شاركتها مع صديقتي "كاتي" في العشرينات من عمري، حيث كنا نتناول طعام الحلوم المغطى بالخل البلسمي بينما نجلس على الأرض.

 

وتضيف "فيني" للصحيفة البريطانية: بالطبع، هذه المناسبات لها صدى عاطفي، لكن النكهات هي التي تمكنني من تذكرها، تعمل الحرارة العطرة لمزيج بومباي والحلوم المالح والخل البلسمي كبوابات حسية لتلك الأماكن والناس، وفي الواقع، تلك الأذواق والروائح لا يمكن فصلها عن التجارب المصاحبة.

كيف يرتبط الطعام بالمناسبات الكبيرة؟

كما تدعونا "فيني" في التفكير كيف أن الطعام يمثل عاملًا هامًا في الكثير من مناسباتنا، من الأكلات التي تنطوى مع اللقاء الأول مع الحبيب، أو الأطعمة الجنائزية التي نأكلها ونتذكر اللحظات الفارقة بين الحياة والموت، تدرس فيني في كتابها قوة الطعام والشراب في جذبنا للأشياء والناس وترابطنا، وبالطبع قدرته أيضًا على الانقسام والتنافر.

 

 وفي هذه المذكرات الثاقبة، يمكنك للقارئ معرفة، أربعة عشر وصفات ذات مغزى سهلة تقدمها الكاتبة كلير فيني، واستكشاف ما يمكن أن يعنيه الطعام عن الحياة والحب وما بعده، كما تقدم الكاتبة نظرة بلا قيود على عالم فن الطهو وكتابة مذكراتها وذكريات طفولتها المؤثرة مع الطعام. 

 

كما تشير الكاتبة، إلى أن هذا الكتاب المليء بقصص من القلب قد يغير علاقتك بالطعام وطريقة وأوقات تناوله، في الوقت الذي أصبحت فيه علاقتنا تجاه ماذا ومتى وأين نأكل معقدة بشكل متزايد، فإن القلب الجائع هو وليمة حقيقة، فهذا الكتاب يمثل رواية صادقة للبشر ومشاعرهم وهم يكسرون الخبز معًا ويأكلون.