رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مش جوه شبر من أرضنا

قبل أن تتسرب النار من تحت الرماد،  وتشتعل النار الموقدة التي تغذيها وتشعلها أطراف  بشكل يبدو للعامة أنه عشوائي وظرفي للأحداث الجارية بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة،  لكنها وبحسب معلومات قد تكون مخُطط لها بشكل كامل للزج بمصر فى الأحداث رغم  أن رؤية القاهرة كانت بعيدة المدى عندما حذرت الجميع من خطورة الموقف وتداعيات ذلك على ثوابت القضية الفلسطينية.

المعلومات المتواترة والقادمة تشير إلى سيناريو دفع الفلسطينيين العزل تجاه الحدود المصرية  عبر تغذية بعض الأطراف لدعوات بالنزوح الجماعي تجاه سيناء، الأمر الذي بإمكانه إحداث كارثة لا يحمد عقباها، لا سيما أن خطورة دعوات النزوح كفيلة بتفريغ القطاع من سكانه وتصفية القضية الفلسطينية ذاتها فضلا عن كون السيادة المصرية ليست مستباحة.

بالتأكيد ورغم أن مصر هي التى تتصدر القضية الفلسطينية لم تتوانى منذ تفاقم الأوضاع في الأراضي المحتلة وكثفت اتصالاتها بكافة الأطراف الفاعلة للمجتمع الدولي لوقف التصعيد وحقنا لدماء الشعب الفلسطيني، لن تقبل بحدوث زلزال على حدودها الشرقية والتي ظلت لسنوات تحافظ عليها وتضبطها ودفعت فى سبيلها الغالي والنفيس ومن أرواد شهداء رجال الجيش وتدمير الأنفاق وتعويض السكان المتاخمين للحدود ونقلهم لمناطق أخرى باعتبار أن الأمر يتعلق بالأمن القومي  والسيادة المصرية.

وتنبع خطورة  دعوات النزوح الفلسطينية من أنها ترسم سيناريو تفريغ القطاع من سكانه وتصفية القضية الفلسطينية عبر خلق أزمة لاجئين جديدة تحتاج لمخيمات وخدمات تقام على رقعة أرضية واسعة، وهو الأمر التى لم تفعله مصر على مدار تاريخها كما أنها غير مستعدة له لا سيما موجود 9 ملايين لاجىء من مختلف الجنسيات العربية والإفريقية على الأ راضي المصرية.

لكن، ماذا ستفعل مصر إذا ما فوجئت بطوفان من الفلسطينيين على الحدود المتاخمة لسيناء، كيف ستتصرف؟
قبل الإجابة على هذا السؤال المعقد، لابد من الإشارة إلى سوء التقدير التى اتخذته حركة حماس بأن إسرائيل لن تقصف القطاع لوجود أسرى من الجيش الإسرائيلي لديهم، وما يجري الآن أن طائرات الجو الإسرائيلي تستخدم الحزام الناري لتدمير أحياء الخدمات بأكملها فى الشوارع الرئيسة من غزة، وهو ما يدفع مخطط هروب الفلسطينيين من القصف إلى الحدود عبر تغذية من بعض الأطراق المصرة على ذلك.
لمن لا يعرف تبلغ المساحة الحدودية بين مصر والأراضي المحتلة 13 ألف و900 كم، وتذهب السيناريهات إلى الدفع بكتائب عسكرية من الجيش المصري وسط مخاوف من موجات نزوح أو تسلل عناصر خطرة  والتعامل بحسم وقوة لعدم مرور "نملة" كما قالت مصادر مطلعة على الأوضاع هناك.
بحسب المعلومات التى حصلت عليها، ستتعامل مصر مع تلك الأزمة وفقا لقواعد القانون الدولى الإنسانى وسيتم إقتراح بإنشاء مخيمات داخل حدود القطاع لاستيعاب الفارين من الحرب، وستعمل مصر على  تسهيل إدخال المنظمات الدوليه لتلك المناطق داخل حدود المنطقه الصحراويه المتاخمه للحدود.
إنشاء معسكرات إيواء داخل قطاع غزة، وضغط  مصر بحشد دولى للضغط على إسرائيل لفتح ممرات آمنة للفلسطينيين لتلك المعسكرات. في النهاية يبدو أن السيناريوهات القديمة يعاد تدويرها واستغلالها بشكل أو بآخر، وهو ما لم تسمح مصر به ولو حتى بشبر من أراضينا.