رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكتوبر.. بعيون «أطياف» والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية

منذ بداية العام وأنا أنتظر شهر أكتوبر، أتحدث مع أصدقائى المثقفين عن ضرورة تمجيد الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر، وضرورة أن يكون هذا العام هو عام النصر، تتسارع الأيام وأنا أنتظر ما سوف يتم لتخليد هذه الذكرى العظيمة، وإعادة بث روح التضحية والبسالة والفداء، روح النصر، وأخطط فى ذهنى لما سوف أقدمه من خلال برنامجى «أطياف» على شاشة قناة الحياة، احتفالًا بنصر أكتوبر المجيد. 

وما إن هلّ شهر سبتمبر حتى بادرت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بتبكير الاحتفال بعيد العزة والكرامة، لكى تنطلق شرارة الاحتفال المهيب من منتصف سبتمبر، اجتمعت مع زملائى فى البرنامج- بإشراف ومتابعة من رئيس القناة الأستاذ محمود التونى- رئيس التحرير زين العابدين خيرى، وفريق الإعداد ابتسام دهب وأميرة دكرورى، واتفقنا على تناول حرب السادس من أكتوبر من الناحية الثقافية، ومناقشة كيف تم التعبير أدبيًا عن هذا الحدث الملهم، بالكتابة الروائية والقصصية والمذكرات وسير القادة العظام والجنود الأبطال، وفنيًا بالموسيقى والغناء والأفلام والدراما التليفزيونية، ولوحات وتماثيل وجداريات الفن التشكيلى.

وقدمنا وسنقدم على امتداد شهر أكتوبر حلقات مميزة؛ لأنها تنسّم عبير أكتوبر، فى الحلقة الأولى استضفنا الصديق الكاتب أيمن الحكيم ومعه المطرب أحمد بدوى؛ لنقدم إطلالة على خريطة يوم العبور الغنائية التى كان بوصلتها الموسيقار بليغ حمدى، الذى قدم مع الشاعر عبدالرحيم منصور أول أغنية للنصر «باسم الله، الله أكبر»، بعد ساعات قليلة من إذاعة البيان السابع لقواتنا المسلحة الباسلة، وتذاع الأغنية بصوت المجموعة التى دربها بليغ من العاملين فى الإذاعة صباح يوم السابع من أكتوبر، وتتوالى أغنيات النصر من ألحان كمال الطويل والموجى وغيرهما، وكلمات نبيلة قنديل ومحمد حمزة وغيرهما، وأصوات وردة، وعبدالحليم، وشادية، وشهرزاد، وشريفة فاضل، وغيرهم. كان الغناء ملهمًا وحماسيًا للجنود على الجبهة، ومعبرًا عن الروح المصرية التى تجتاز الصعب وهى تدندن بما يُحمّسها ويشد من أزرها فى تلقائية وعفوية الفلاحين والصيادين وعمال البناء.. واستمتعنا بصوت المطرب الشاب أحمد بدوى الذى نقدمه بحسه الوطنى المثقف الحلو، وندعم تجربته الموسيقية ومحاولته البحث عن المجهول من الأغانى والموسيقى، وإعادة تقديمها من خلال الوسائط الجديدة والسوشيال ميديا.

وعن دور السينما فى التعبير عن توثيق النصر المجيد، كشفت لنا الناقدة الكبيرة ماجدة موريس عن كواليس فيلم «الطريق إلى إيلات»، الذى كتب السيناريو والحوار له زوجها الكاتب فايز غالى، وهو فيلم يجسد البطولة المصرية فى حرب الاستنزاف التى مهدت للعبور العظيم، وأن هناك معالجة وسيناريو للسيناريست فايز غالى، لفيلم عن أكتوبر ما زال فى حوزتها ولم ير النور. 

وأكدت أهمية الأفلام والدراما فى نقل روح أكتوبر المتجددة للأجيال الجديدة، وأنه ليس صحيحًا أن الاهتمام بالقضايا الوطنية لا يلقى إقبالًا من الجمهور؛ بدليل النجاح الجماهيرى الساحق لفيلم «الممر» ٢٠١٩، وكيف اصطف الجمهور أمام السينمات وانفعال الشباب بالأحداث المعروضة على الشاشة بالبكاء والتصفيق؛ استجابة لما يرونه على الشاشة.

وعن الكتابات الأدبية التى خلّدت أيام الانتظار الطويل للنصر، استمتعنا بصوت الشاعر الكبير حسن طلب، وهو يخاطب محبوبته وقد عاد إليها منتصرًا، وكيف كان الشعر هو الرفيق على الجبهة.

وعن تناول سيرة محاربى أكتوبر، ولحظات الخطر والاقتحام والاشتباك فى المعارك، استضفنا الأديب السيد نجم، الذى حكى عن فترة الحرب وعمله فى الخدمات الطبية، وأهم المشاهد الإنسانية التى تأثر بها وتركت بصمة فى وجدانه دفعته للتعبير فى شكل سردى عنها، قصصيًا وروائيًا، ومنها إصرار الجنود المصابين على العودة لزملائهم فى الجبهة بمجرد تلقيهم العلاج مهما كانت خطورة إصابتهم، وحرصهم على العودة لأهلهم وزوجاتهم بتذكارات من رموز العدو لتأكيد الثأر منه، والقضاء على غطرسته وغروره، وكيف تم دفن شهدائنا أثناء حصار الثغرة؛ دون أن يفرقوا بين جندى مسلم أو مسيحى، وأن هذه هى خلاصة الروح المصرية.

.. وللاحتفالات بقية