رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالتزامن مع الذكرى الـ50.. الدور الوطنى للكنيسة خلال حرب أكتوبر

البابا شنودة الثالث
البابا شنودة الثالث في الجبهة

يحتفل الشعب المصري، اليوم الجمعة، بالذكرى الخمسين  لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة  التي ستظل حدثًا عظيمًا في تاريخ الأمة المصرية.

وخلال حرب أكتوبر عام 1973، لعب الشعب المصري بجميع طوائفه دورًا وطنيًا خلال الحرب، وكان أبرزها الدور الوطني للكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنائس بالطوائف المسيحية الأخرى، والتي كان يترأسها البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الـ117 آنذاك من خلال زياراته للجبهة وتقديم مساعدات وغيرها.

ومن جانبه كشف الباحث مرقس ميلاد باحث الماجستير بمعهد الدراسات القبطية، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، عن الدور الوطني للكنيسة خلال حرب أكتوبر.

الدور الوطني للكنيسة خلال حرب أكتوبر

وقال مرقس ميلاد لـ"الدستور": "إننا لا نخوض حربًا عدوانية ولا نعتدى على أملاك أحد بل إننا نحارب داخل أراضينا دفاعًا عنها لهذا فإن بلادنا تحارب بضمير مستريح وقلب نقى"، بهذه الكلمات وغيرها كان البابا شنودة الثالث (1971-2012) يكتب ويشجع الجنود الذين يحاربون على الجبهة ضد العدو الإسرائيلي.
 وتابع: ولكن لم يكن هذا فقط بل قام البابا شنودة بزيارة الجبهة لتشجيع الجنود ورفع روحهم المعنوية يوم 14 أبريل 1972 وكذلك يوم 4 فبراير1973 وهناك وقف البابا شنودة يشجع الجنود المصريين على الحرب ويزيل عنهم فكرة أن إسرائيل هم شعب الله المختار وأن تلك الأراضي الطاهرة "سيناء" هى أرضهم.
وأوضح: وفى يوم 6 أكتوبر 1973 عبر الجنود المصريون قناة السويس مقتحمين خط بارليف الذى كان منيعًا وعلى الفور ظهر دور الأقباط الوطني، فقد عقد البابا شنودة اجتماعًا طارئًا على غير العادة للوقوف على التطورات التى تحدث على الجبهة، وقد صدرت عن ذلك الاجتماع عدة قرارات منها دعم المجهود الحربى بشكل رسمي من الكنيسة القبطية، وكذلك ضرورة تقديم كل الكنائس فى مصر المساعدات المالية والعينية للجيش المصري، وتقديم تقرير عن ما تقدمه تلك الكنائس من إعانات وكذلك تشكيل لجنة لجمع التبرعات من المصريين ولجنة للإعلام لمخاطبة كنائس العالم والرأي العام العالمي.
 

الكنائس خارج مصر تحولت إلى أماكن لمؤتمرات لشرح القضية المصرية

كذلك قدمت الكنيسة 100 ألف بطانية و30 ألف جهاز نقل دم، ومبلغًا من المال كان قد سلمه للدولة نيافة الأنبا صموئيل ممثلًا عن الكنيسة.
 وتابع "ميلاد": ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد فقد شعر أقباط المجهر بدورهم الوطني فحولوا الكنائس إلى أماكن مؤتمرات لشرح القضية المصرية لتحويل الرأى العام الخارجى لصالح القضية المصرية، ومن أشهر تجمعات الأقباط فى تلك الفترة في لوس أنجلوس ونيوجيرسى وشيكاغو بأمريكا ومونتريال بكندا وسيدنى وملبورن بأستراليا وجمعوا الكثير من المال وأرسلوه إلى مصر.

وكذلك راهبات قلب يسوع الكاثوليك الأقباط تطوعوا كممرضات والعمل الميداني وفتحوا الكثير من المستشفيات والكنائس الكاثوليكية للمصابين، وكان لكنيسة مارجرجس الجيوشي دور هام فى توعية الناس وكذلك فتحت أبوابها للحماية من الغارات وعملت على تدريب الناس. 

البابا يزور الجبهة 

 

وتابع: وبعد انتهاء الحرب ووقف العمليات القتالية زار البابا شنودة الجبهة يوم 24 مارس 1974 لتهنئة الجنود بذلك الانتصار العظيم يوم 6 أكتوبر 1973.

 واختتم: وفى تلك الذكرى لا نستطيع أن ننسى دماء الشهداء المصريين التى سالت للحفاظ على أرض الفيروز أرض سيناء، ولا نستطيع أن ننكر دور الأقباط فى الحرب، فنذكر منهم على سبيل المثال اللواء فؤاد عزيز غالى قائد الجيش الثاني الميداني وقت الحرب ودوره العظيم فى الحرب، وكذلك اللواء مهندس باقي زكى يوسف صاحب فكرة تدمير خط بارليف بمضخات المياه لذلك سمى قاهر خط بارليف.