رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة المارونية تحتفل بذكرى مار توما الرسول

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل  الكنيسة المارونية بذكرى مار توما الرسول، وأصله من الجليل وهو الملقب بالتوأم، اختاره يسوع مع الاثني عشر. 

ويظهر متعلقاً بيسوع الى درجة انه اراد "أن يذهب ليموت معه" عندما أعلن يسوع عن موته. ولشدة محبته البريئة ليسوع نسمعه يقول للرب: "يا معلم يطلبون رجمك وتعود الى هنا!". 

مار توما الرسول

شاهد آلام المسيح وذلّه على الصليب فهزته المأساة هزّاً عميقاً حتى انه شك في قيامة المسيح: "إن لم اشاهد أثر المسامير في يديه واضع أصبعي موضع المسامير وفي جنبه فلن أومن". ظهر له الرب ودعاه الى رؤية جراحه فهتف توما بكل براءة وايمان: "ربي وإلهي". يخبرنا التقليد القديم انه بشر في جهات الرها أولاً ثم في الهند ولايزال السريان الملابار والملكنار في الهند ينسبون تنصرهم اليه ويكرمون قبره عندهم، نال اكليل الشهادة في الهند.

عظة الكنيسة الاحتفالية

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: 

منذ البدء وحتّى هذه الأزمنة، وهي الأخيرة، سمح الله لنا أن ندعَ ذواتنا تنحرف بحسب ميولنا العشوائيّة، مُنقادين باللّذات والأشواق. ليس ذلك البتّة لأنّه يستمتع بخطايانا؛ إنمّا تساهل فقط في زمن القلق هذا، دون أن يرضى بها. لقد حضّر الله هذا الزّمن من أجل العدالة، لكي نصبح الآن مستحقّين بفعل الطيبة الإلهيّة، بعد اقتناعنا بأنّنا غير أهلٍ للحياة خلال هذه الفترة بسبب هفواتنا...

هو لم يبغضنا؛ هو لم يرفضنا... بل برحمته لنا، أخذَ على عاتقه خطايانا، وأسلمَ ابنه فديةً عنّا: القدّوس من أجل الكفّار، والبريء من أجل الخبثاء، و "البارّ من أجل الفجّار" ، والنزيه من أجل الفاسدين، وغير المائت من أجل المائتين. ما الذي يقدر أن يسترَ خطايانا غير عدالته هو؟ بمَن نستطيع أن نُبرَّر نحن...، سوى بابن الله الوحيد؟ تبادل لطيف، عمل لا يُسبَر، ومعروف غير منتظر! جريمة عدد كبير من الناس قد سُترَت بعدل واحدٍ، وعدالة واحدٍ تُبرِّر أعدادًا من المذنبين. فيما مضى، أقنع طبيعتنا بعدم قدرتها على نيل الحياة؛ والآن، أبانَ لنا المخلّص القادر على خلاص الذين لم يقدروا أن يخلصوا. من هاتين الناحيتين، أراد أن يمنحنا الإيمان بصلاحه، وأن يجعلنا نرى فيه المغذّي، والأب، والمعلّم، والمستشار، والطبيب، والذكاء، والنور، والشرف، والمجد، والقوّة والحياة.