رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تزامنًا مع المناورات الأمريكية المشتركة.. هل يتفاقم الصدام الروسى اليابانى؟

روسيا
روسيا

أبلغت وزارة الخارجية الروسية، اليوم، السفارة اليابانية في موسكو، باحتجاجها على المناورات اليابانية الأمريكية قرب الحدود الروسية.

وحذرت روسيا أكثر من مرة من أن السياسات غير المسئولة لإدارة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، تضع اليابان على طريق التصعيد والتوتر الخطير في المنطقة.

وفي ظل هذا التصعيد من قبل موسكو، ما مصير العلاقات بين البلدين، وأبرز سيناريوهات الأوضاع خلال الفترة المقبلة والرد الياباني.

وفي هذا السياق، قال أشرف الصباغ، الباحث في الشأن الروسي، إن الاحتجاج الروسي على مناورات اليابان العسكرية مع الولايات المتحدة، يتكرر عمليًا منذ يونيو 2018، لأن واشنطن وطوكيو تجريان مناورات دورية يتراوح عددها بين 3 و5 مناورات سنوية.

وأشار "الصباغ" إلى أن أحداث أوكرانيا من جهة، والعقوبات الغربية التي تشارك فيها اليابان ضد روسيا من جهة أخرى، ساهمت في تفاقم "الفوبيا" لدى موسكو، فأصبحت ترسل احتجاجاتها إلى اليابان بشكل متكرر عند أي تحركات عسكرية دورية معلن عنها بين طوكيو وواشنطن.

ولفت إلى أن كل المناورات التي جرت بين اليابان والولايات المتحدة تم تحديد مواعيدها في شهر يونيو 2018، إبان فترة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أي أنه لا يوجد أي جديد، أو أي ظروف استثنائية تثير مخاوف روسيا. 

وأوضح الصباغ أن روسيا تعتبر اليابان من الدول غير الصديقة، نظرًا لأن طوكيو تشارك بقوة في العقوبات ضد موسكو، إضافة إلى أن اليابان هي أحد الأركان الأربعة في تحالف "كواد" إلى جانب الولايات المتحدة والهند وأستراليا، مضيفًا أن روسيا تعتبر أن هذا التحالف موجه ضدها، وتسعى بكل الطرق الدعائية وغير الدعائية إلى إثارة اللغط، واستقطاب الصين إلى جانبها لمواجهة أي تحالفات في جنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ.

وأضاف أن هذا بجانب الخلافات بين روسيا واليابان على جزر الكوريل الأربع تسمم العلاقات بين البلدين وتمنعهما منذ الحرب العالمية الثانية من توقيع معاهدة سلام، موضحًا أن كل هذه الأسباب تدفع موسكو بين الحين والآخر إلى إثارة الكثير من الضجيج، إما لتطمين الرأي العام الداخلي، أو لاستباق أي أحداث أخرى، أو توظيف حملاتها الدعائية وضجيجها لأهداف أخرى تمامًا. 

وأكد الباحث الروسي أن اليابان أجرت عشرات المناورات مع الولايات المتحدة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وكان آخرها بمشاركة تايوان في يوليو الماضي، وقامت روسيا أيضًا بتسليم السفارة اليابانية مذكرات احتجاج على كل هذه المناورات، وأثارت ضجة إعلامية واسعة، ولكن الأمور لم تنتهِ عند هذا الحد، بينما تواصل اليابان مناوراتها العسكرية وعلاقاتها الأمنية والدفاعية مع الولايات المتحدة، ومع العديد من حلفائها الآخرين. 

وأشار الصباغ إلي أنه في أغسطس الماضي قدمت موسكو مذكرة احتجاج ضد المناورات اليابانية الأمريكية واسعة النطاق التي جرت في جزيرة هوكايدو في الفترة من 14 إلى 23 سبتمبر، ولكن المناورات جرت ولم يحدث أي شيء، لأن العلاقات أصلًا في أسوأ حالاتها بين روسيا واليابان. 

وأوضح أن تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، ظهرت الآن ليس بأثر رجعي، بل المقصود منها إبراز احتجاج روسيا على كل خطط المناورات المستقبلية، وعلى رأسها المناورات الواسعة المتوقعة بين طوكيو وواشنطن في نهاية شهري أكتوبر وديسمبر من العام الحالي.

وتابع: "في يوليو الماضي اتفقت اليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على إجراء مناورات سنوية دورية، وقامت روسيا بتقديم احتجاجات مماثلة، ولكن المناورات تسير، وروسيا تقدم احتجاجاتها، ففي كل الأحوال لن تتوقف المناورات، ولن تتوقف احتجاجات روسيا التي تعكس حالة "فوبيا" غير مسبوقة من أي تحركات أو مناورات". 

الصباغ: روسيا تسعى لإثارة الضجيج  وتسميم العلاقات الصينية اليابانية 

وأكد المتخصص في الشأن الروسي، أن مناورات اليابان والولايات المتحدة ليست موجهة ضد أي أطراف ثالثة، ولكن قد يُفْهَم منها ضمنيًا أنها رسائل إلى الصين بالدرجة الأولى، ولكن روسيا تسعى عبر إجراءاتها الدبلوماسية هذه إلى إثارة الضجيج لا أكثر، وتسميم العلاقات بين الصين واليابان، وبين الصين والولايات المتحدة. 

واختتم الباحث الروسي تصريحاته: "في كل الأحوال، لن تؤثر المناورات السابقة ولا المنتظرة في نهاية أكتوبر الجاري وديسمبر المقبل على العلاقات بين روسيا واليابان، لأن العلاقات سيئة للغاية وعند أردأ مستوياتها منذ الحرب الباردة ومن الواضح أن الضجيج الإعلامي الذي تنتهجه روسيا موجه بالدرجة الأولى إلى الرأي العام الداخلي لا أكثر، والقوانين الدولية لا تمنع مثل هذه المناورات".