رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بى بى سى: الممر الاقتصادى يفشل أمام قوة قناة السويس فى مصر

قناة السويس
قناة السويس

قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، في خطاب إذاعي حديث، إن الممر الاقتصادي الجديد الذي تم الإعلان عنه على هامش قمة مجموعة العشرين في دلهي سيصبح أساس التجارة العالمية لمئات السنين المقبلة، ولكن هذا الممر لا يمكن أن ينافس قناة السويس في مصر، والتي تُعد الممر الملاحي الأسرع والأرخص في العالم، ويفضلها كل المستثمرين، فهي تربط بين قارتي آسيا وإفريقيا، وقريبة للغاية من أوروبا، وتكلفة المرور بها زهيدة للغاية، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

منافسة ومخططات ومشروع غير مضمون

وأكدت الإذاعة البريطانية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أعلن عن هذا الممر، في خطوة منه لتعزيز العلاقات مع دول الخليج العربي، ويتضمن المشروع ممرًا اقتصاديًا بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEC). 

وأفاد رافي أجاروال، رئيس تحرير مجلة "فورين بوليسي"، بأن المشروع الذي تم إطلاقه لتعزيز روابط النقل والاتصالات بين أوروبا وآسيا من خلال شبكات السكك الحديدية والشحن، على الرغم من أنه مفيد للمنطقة، إلا أنه كان ينبئ أيضًا بالسياسة الخارجية الأمريكية، والتي تهدف لتحقيق أي شيء من شأنه أن يعزز المصالح الأمريكية ضد الصين.

بينما قال باراج خانا، مؤلف كتاب "كونكتغرافيا": "لا تستفيد الولايات المتحدة ماديًا من كونها جزءًا من المشروع، لكن هذا يمكن وضعه ضمن فئة القمة اليابانية الكورية الجنوبية في كامب ديفيد، حيث احتفلت الولايات المتحدة بحضورها الدبلوماسي في المنتجع الرئاسي، من خلال التوسط في ذوبان الجليد في العلاقات بين دولتي المحيط الهادئ في مواجهة التوسع الصيني المتزايد".

وأشارت الإذاعة البريطانية إلى أن الكثيرين ينظرون إلى “IMEC” أيضًا على أنه معارض أمريكي لمبادرة الحزام والطريق الصينية (BRI)، وهو مشروع عالمي لبناء البنية التحتية الذي يربط الصين بجنوب شرق آسيا وآسيا الوسطى وروسيا وأوروبا.

وتابعت الإذاعة البريطانية أن هذا العام يصادف مرور عقد من الزمان منذ أطلق الرئيس الصيني شي مبادرة الحزام والطريق.

ويقول البعض إن الطموحات الكبرى للمشروع تضاءلت بشكل كبير، حيث تباطأ الإقراض للمشاريع وسط التباطؤ الاقتصادي في الصين، وعلى الرغم من العقبات، فقد حقق الصينيون "قدرًا مذهلًا"، كما أن الممر الاقتصادي IMEC ليس قريبًا حتى من أن يكون "منافسًا"، فالممر الأمريكي الخليجي يمكن أن يكون في أفضل الأحوال ممرًا متوسط الحجم.

وقال خانا لبي بي سي: "إنه لا يغير قواعد اللعبة على نطاق مبادرة الحزام والطريق، إنه إعلان جيد، لكن لن يكون مؤثرًا".

وأوضحت الإذاعة البريطانية أن وثيقة مذكرة التفاهم الخاصة بالممر الاقتصادي IMEC قليلة التفاصيل، ولكن من المتوقع وضع خطة عمل خلال الستين يومًا المقبلة، وحتى الآن، كل ما فعلته هو رسم خريطة جغرافية محتملة للممر.

وقال خانا: "إن تحقيق ذلك سيكون معقدًا للغاية، أود أن أرى تحديدًا للوكالات الحكومية الرئيسية التي ستتولى مسئولية الاستثمارات، ورأس المال الذي ستخصصه كل حكومة، والأطر الزمنية، كما أنه ستكون هناك حاجة أيضًا إلى إنشاء هيكل جمركي وتجاري جديد لتنسيق الأعمال الورقية، مثل خط السكك الحديدية العابر لآسيا عبر كازاخستان، والذي يمر عبر كازاخستان، ويمر عبر 30 دولة، هذا العبور سلس، لا تحتاج إلى تصريح إلا في بداية الرحلة وفي نهايتها، وهو غير متوفر في الممر الاقتصادي IMEC".

وتابعت الإذاعة البريطانية أن هناك أيضًا التعقيدات الجيوسياسية الواضحة لإدارة العلاقات بين الدول الشريكة مثل الولايات المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية، والتي غالبًا ما لا تتفق مع بعضها البعض، حيث يقول الخبراء إن الأمر لن يستغرق الكثير حتى يفشل التعاون التكتيكي من هذا النوع.

منافسة فاشلة مع قناة السويس

وأوضحت الإذاعة البريطانية أن النقل عن طريق البحر عبر قناة السويس أرخص وأسرع وأقل تعقيدًا إلى حد كبير، قد يكون الممر الاقتصادي هذا له منطق سياسي، لكنه يتعارض مع جميع مبادئ اقتصاديات النقل.