رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رؤساء المهرجانات المسرحية يتحدثون لـ«الدستور»

مسرح
مسرح

بداية من شهر أغسطس الماضى توالت الاحتفاليات المسرحية ونعم الجمهور بالعروض المتنوعة على خشبات المسارح، فما أن انتهى المهرجان القومى للمسرح المصرى، الذى شمل حصاد المسرح فى موسمه ٢٠٢٢/ ٢٠٢٣ من كل القطاعات، «مسرح الدولة والمسرح المستقل ومسرح الهواة بتنوعاته»، حتى بدأ مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى فى سبتمبر الماضى، الذى زخر أيضًا بتجارب مسرحية نوعية من مختلف أنحاء الوطن العربى والعالم.

كما توالت المهرجانات المسرحية بعد ذلك، وتستمر حتى نهاية العام الجارى، فقد انتهى للتو مهرجان الإسكندرية الدولى للمسرح، وبدأ، منذ أمس الأول، مهرجان نوادى المسرح، ويليه مهرجان القاهرة الدولى للمونودراما، ثم، وفى نهاية هذا الشهر، ينطلق ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى، وفى مطلع شهر نوفمبر، سيتم افتتاح مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابى.

وفى إطار هذا التنوع الخلاق فى المهرجانات والعروض المسرحية، التقت «الدستور» عددًا من رؤساء المهرجانات المسرحية، للتعرف على تفاصيل تلك الأحداث المهمة، وسمات كل منها، والتحديات التى تواجهها، وكيفية التغلب عليها.

القاهرة للمسرح الجامعى عمرو قابيل: يتيح الاحتكاك بالثقافات.. ويطور القدرات الفنية للأجيال الجديدة

تحت شعار «الحياة لنا»، ينطلق مهرجان «القاهرة الدولى للمسرح الجامعى» خلال الفترة من ٢١ إلى ٢٧ أكتوبر الجارى، على مسرح مركز الهناجر للفنون.

وعن ذلك، يقول عمرو قابيل، رئيس المهرجان: «تم إطلاق ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعى كأول حدث من نوعه فى مصر، ليلقى الضوء على قطاع فنى قوى، يعتبر رافدًا أساسيًا من روافد الفن والثقافة فى أى مجتمع وهو المسرح الجامعى، وذلك لإتاحة الفرصة لشباب الجامعات المصرية والعربية والدولية ليتلاقوا ويتباحثوا ويتدربوا ويطوروا من قدراتهم الفنية، من خلال الاحتكاك بمختلف الثقافات والتعرف على إبداعات الآخرين الفنية». 

وأوضح أن الدورة الأولى للملتقى انطلقت فى أكتوبر ٢٠١٨، تحت رعاية رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، وبدعم ورعاية وزارتى الثقافة والشباب والرياضة وهيئة تنشيط السياحة، وبمشاركة دولية كبيرة وصلت إلى ١٨ دولة، مع مشاركات من أوروبا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا ومعظم الدول العربية.

وأضاف: «يشكل المسرح الجامعى ظاهرة ثقافية متعددة المستويات الفكرية والفنية، يميزها تنوع الأشكال الفنية وتعدد التجارب وثراء الخبرات، مع التراكم النوعى فى الصياغات البصرية، وأهميته ترجع لكون المسرح الجامعى ليس مقتصرًا على شكل، أو مختزلًا فى نوع مسرحى، ولكنه متعدد ومتنوع فى مصادره المعرفية».

وتابع: «يمتلك المسرح الجامعى فى مجمله مقومات المشروع الثقافى القومى، من حيث تجدد حركة أجياله، وتنوع أشكاله الفنية ومساراته الفكرية، وقدرته على طرح أسئلة جيل جديد فى خطواته الأولى الساعية إلى اكتشاف الذات ومعرفة الواقع واستكشاف المستقبل، ما يجعله مكونًا أساسيًا فى المنظومة الثقافية للدولة».

وأردف: «من الغريب ألا تكون مصر، بما لها من ثقل تاريخى وحضارى وتأثير ثقافى وفنى مذهل على فكر ووجدان كل الشعوب العربية بلا استثناء، الذى يمتد إلى منطقة الشرق الأوسط، دولة بلا مهرجان دولى للمسرح الجامعى، لأن هذا المسرح كان دائمًا مصدرًا لتقديم العديد من النجوم إلى الوسط الفنى والأدبى، من أضاءوا الدنيا بفنهم وإبداعهم الاستثنائى، مثل عادل إمام ومحمود ياسين ويحيى الفخرانى ومحمود عبدالعزيز وفاروق الفيشاوى وخالد صالح، والعشرات من الأسماء اللامعة ذات الحضور الخاص، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس أول ملتقى دولى للمسرح الجامعى فى مصر». 

وأشار إلى أن المهرجان يعمل على تحقيق عدة أهداف استراتيجية، منها ركيزتان أساسيتان من رؤية مصر ٢٠٣٠ فى مجالى التعليم والثقافة، خاصة فى مجال بناء الإنسان، كذلك تبادل الخبرات الفنية والثقافية بين شباب مصر وشباب الدول الأخرى، مما يعمل على زيادة الوعى الفنى والثقافى، وخلق تيارات فنية متجددة، وكذلك المساهمة فى تنشيط السياحة من خلال تنظيم برامج سياحية للوفود المشاركة، وأيضًا تنشيط البحث العلمى فى مجالات الآداب والفنون، خاصة المسرح، وإتاحة الفرصة للعديد من الأفكار المبتكرة من خلال الندوات الفكرية. 

وعن دعم الدولة للمهرجان، قال «قابيل»: «فى هذا الإطار، يأتى دور وزارتى الثقافة والشباب والرياضة، وهيئة تنشيط السياحة، كأهم الجهات الداعمة للملتقى منذ انطلاقه، من خلال توفير معظم الاحتياجات اللوجستية، مثل الفنادق والانتقالات والمسارح، ويمكن القول إن هذا التعاون بين مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى هو فى حد ذاته سيمفونية حقيقية للمجتمع المصرى، الذى نأمل فى تحقيق كل أهداف التنمية المستدامة له».

وتابع: «رغم ذلك، فإننا نحتاج أيضًا إلى دور أكثر فاعلية للمجتمع الخاص ورجال الأعمال، فما زلنا نعانى من ضعف الإقبال على دعم المشروعات الثقافية والفنية، ورأيى أن الإعلام لا بد أن يكون له دور كبير فى المرحلة المقبلة فى ترسيخ مفهوم أهمية دعم المهرجانات الفنية ذات التأثير الثقافى».

وعن الجديد فى الدورة الخامسة من مهرجان القاهرة الدولى للمسرح الجامعى، قال: «نستعد الآن للتحضير للدورة الخامسة التى تبدأ فى نهاية أكتوبر ٢٠٢٣، والتى تأتى تحت الرعاية الرسمية لدولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، وتنطلق تحت شعار (الحياة لنا)، ونسعى من خلالها للحفاظ على المكتسبات المهمة للملتقى على مدار دوراته السابقة، وكذلك تطوير فعالياته المختلفة، بما يحقق طموح شباب الجامعات المصرية والعربية والدولية».

أيام القاهرة للمونودراما أسامة رءوف: العروض إنسانية.. والحدث يروّج للهوية المصرية

قال المخرج أسامة رءوف، رئيس مهرجان أيام القاهرة الدولى للمونودراما فى دورته السادسة، التى انطلقت أمس فى دار الأوبرا، إن المهرجان يعمل بهوية واضحة، ويحظى بالتفاف عربى ودولى كبير، مضيفًا أن منهجه قائم على التفاعل والتلاقى الحر بين الثقافات والحضارات المتنوعة من شتى أنحاء العالم.

وأضاف، لـ«الدستور»، أن المهرجان ينطلق من هويتنا المصرية الأصيلة، ومستندًا على تاريخ وحضارة هى الأعرق فى تاريخ الحضارات، متابعًا أن هذا التفاعل يتم من خلال عروض المونودراما التى تعتمد على ممثل واحد، وعادة ما تكون موضوعاتها إنسانية تعبر عن أوجاع الإنسان وربما فرحه الداخلى، لافتًا إلى أن الحدث موجه لجمهور المسرح عمومًا دون تصنيف نوعى أو جنسى أو حتى تصنيف عمرى.

وكشف عن أن هناك العديد من المهرجانات للمونودراما فى الوطن العربى وفى العالم، لكن يبقى مهرجان القاهرة بكل ما ذكرناه هو قبلة فنانى المونودراما فى العالم، ومن هنا جاء شعار «القاهرة عاصمة المونودراما».

وبيّن أن المهرجان يتطور سنويًا بشكل لافت، سواء من خلال دقة اختيار وتنظيم العروض، أو من خلال تنوع الورش ومهنيتها، أو من خلال استقدام ضيوف دوليين على قدر من الكفاءة والتميز، وأيضًا اختيار مكرّمين ذوى تاريخ طويل وتجربة راسخة تستحق أن نضىء عليها، لتكون نبراس الأجيال التى ما زالت تخطو فى بداياتها.

وتابع: «تختار الدولة ضيف شرف وفق معايير فنية وإنسانية ووعى بما يدور حولنا، ويحل السودان هذا العام ضيف شرف الدورة السادسة، وما زلنا، كما فى دورتنا الأولى وفى كل الدورات السابقة، نعمل بشغف كبير وتحدٍ أقوى مهما كانت العقبات والاحتياجات».

وكشف عن أن ملف الدعم هو أبرز التحديات التى تواجه المهرجان، رغم أن وزارة الثقافة تدعمه وتحاول أن تذلل العقبات قدر الإمكان.

شرم الشيخ للمسرح الشبابى مازن الغرباوى: المهرجان ساهم في صناعة مستقبل ثقافي وسياحي مستدام بسيناء

كشف الفنان مازن الغرباوى عن أن مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح، الذى يتولى رئاسته، يقام فى الفترة من ٢٥ إلى ٣٠ نوفمبر المقبل، على مسرح قصر ثقافة شرم الشيخ، وهو أول مهرجان ومسابقة دولية تستهدف الشباب عامة، ودارسى الفنون المسرحية والهواة بشكل خاص.

وقال «الغرباوى»، لـ«الدستور»: «سيكون المهرجان احتفالية أسطورية تنعش السوق السياحية؛ من خلال استقطاب كل نجوم العالم ليجتمعوا على أرض مصرنا الحبيبة، فى تظاهرة ثقافية فنية وحضارية تعكس مدى أهمية وقيمة الدور الذى تلعبه الثقافة والفن فى تنمية السياحة والاقتصاد». 

وأوضح: «المقصود بالمسرح الشبابى هو جمع كل أطياف الشباب حول العالم فى أرض السلام، بهدف الكشف عن منارات ثقافية أخرى داخل مصر، فمنذ عدة سنوات ونحن جموع شباب المسرح بكل أطيافه نحلم ونطمح فى أن يكون لدينا مهرجان دولى يصنعه الشباب بأيديهم، وبمساعدة كبرى مؤسسات الدولة وكذلك صفوة الأساتذة والفنانين الذين ينتمون للمسرح حول العالم».

وتابع: «المسرح أبو الفنون ويستحق منا مزيدًا من العمل والتفانى فى محاولات لخلق مناخ طليعى يتنافس من خلاله شباب الأكاديميات والجامعات والمعاهد والهواة والمستقلون، لصناعة حراك مسرحى وثقافى جديد بصبغة شبابية».

وأشار إلى تضافر جهود كل الأجيال، مثل الرئيس الشرفى للمهرجان، سيدة المسرح العربى الفنانة القديرة سميحة أيوب، والفنانة وفاء الحكيم، والدكتورة إنجى البستاوى، مدير عام المهرجان.

ولفت إلى أن تدشين هذا المهرجان جاء بعد عناء شديد، وولدت نسخته الأولى فى ٧ يناير ٢٠١٦ بمدينة شرم الشيخ، وبدأ المهرجان يتطور حتى أصبح أحد أكبر المهرجانات فى الشرق الأوسط، ونحتفل هذا العام فى شرم الشيخ بالدورة الثامنة، تحت شعار «باليقين نصنع المستحيل».

وأكد: «قريبًا يعلن المهرجان كل تفاصيله من عروض وورش وندوات ومؤتمرات وفعاليات أخرى، محورها الأساسى المسرح الشبابى».

ونوه بأن المهرجان، فى دوراته التأسيسية، واجه عدة تحديات، أهمها عدم وجود مقر فى السنوات الأولى، وحتى بعد أن أصبح لدينا مقر استغرق تجهيزه فى ظل الإمكانات المتاحة بعض الوقت، ومسألة وجود مقر أمر فى غاية الأهمية.

وذكر أن «التحدى الثانى كان بُعد المسافة، فكل فريق العمل مقيم فى القاهرة، وطوال الوقت كنا نحتاج تنسيق أمورنا عن بُعد أو عبر السفر المتكرر، ونحجنا فى ذلك، بمساعدة المتطوعين من أهالى سيناء».

وأشار إلى أن التحدى الثالث هو أنه لم يكن لدينا مسرح، والحمد لله، وبدعم من اللواء خالد فودة محافظ سيناء، ووزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى، جرى افتتاح قصر ثقافة شرم الشيخ، ليكون هو المقر الأساسى للعروض والفعاليات، بل فوق ذلك تمت إعادة تأهيل شارع قصر الثقافة كاملًا لاستقبال الحدث وضيوف المهرجان فى أكتوبر ٢٠١٨. 

وتابع: «كما كانت هناك التحديات المالية واللوجستية والصحية، مثل فيروس كورونا، ومن عام لعام تتباين تلك التحديات وترتفع الأسعار، لكننا نضع خططنا ونحاول مواكبة الأمور.. وفى نوفمبر ٢٠٢٠ عقب كورونا، كنا أول مهرجان يقام باشتراطات سلامة دون حالة كورونا واحدة».

وأكد: «كلما زاد النجاح وزاد تأثير المهرجان عربيًا ودوليًا زاد التحدى وزاد الهم الوطنى والمسئولية، وأثبت شباب مصر أنهم قادرون على تسجيل أرقام قياسية على مستوى الترقيم الدولى الخاص بصناعة المهرجانات الدولية على مستوى العالم، ورغم كل التحديات استطعنا النجاح، بفضل الإرادة والقوة الداعمة من مؤسسات الدولة ومن القوى البشرية الشبابية المشاركة فى العمل، وعلى رأسهم سيدة المسرح العربى الفنانة القديرة سميحة أيوب، الرئيس الشرفى للمهرجان، واستطعنا التواصل مع أهالى سيناء وشرم الشيخ، وتوفير مساحات دولية مرنة وديناميكية للإبداع الشبابى، ومكان للقاء الثقافات المختلفة والتجارب الفنية والأبحاث المسرحية». 

وقال: «إن أحلامنا كبيرة، ونعمل على تحقيقها، وتتضمن الأحلام ضمان موارد مستدامة للمهرجان».