رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أرمينيا تأمل بالبقاء فى ناجورنو كاراباخ وسط مخاوف من طرد عشرات الآلاف

أرمينيا وأذربيجان
أرمينيا وأذربيجان

أعرب رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان عن أمله في أن يتمكن الأرمن من البقاء في ناجورنو كاراباخ وسط مخاوف من أن أذربيجان، التي تقول إنها تسيطر على المنطقة بعد هجوم عسكري هذا الأسبوع، تسعى إلى طرد عشرات الآلاف من الأشخاص.
وفي حديثه خلال اجتماع حكومي في يريفان، قال باشينيان إن أرمينيا سترحب بالأرمن العرقيين الذين يعيشون في المنطقة الانفصالية، لكن إعادة التوطين الجماعي لن تحدث إلا إذا أصبح من المستحيل على أرمن كاراباخ البقاء هناك.

120 ألف أرمني جنوب القوقاز 


ويعيش نحو 120 ألف أرمني في جيب جنوب القوقاز، المعترف به دوليًا كجزء من أذربيجان، لكنه كان إلى حد كبير تحت السيطرة العرقية الأرمينية منذ عام 1994، حيث إنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يوم الأربعاء بين أذربيجان والحكومة المحلية في ناجورنو كاراباخ، بعد يوم من شن أذربيجان هجومها العسكري الجديد، وعقد الجانبان الجولة الأولى من المحادثات يوم الخميس لبحث مستقبل المنطقة وسكانها.
وفي غصون ذلك قال مسئول أذربيجاني كبير، اليوم الجمعة، إن باكو ستضمن قدرة المدنيين على السفر بأمان بسياراتهم الخاصة على طول الطريق المؤدي من ناجورنو كاراباخ إلى أرمينيا عبر ممر لاتشين.
وقال حكمت حاجييف، مستشار السياسة الخارجية للرئيس الأذربيجاني، إن أذربيجان ستضمن العفو عن المقاتلين الأرمن في كاراباخ الذين سلموا أسلحتهم، على الرغم من ادعائه أن بعض الوحدات العسكرية في كاراباخ قالت إنها ستواصل مقاومتها.
في غضون ذلك، قال ممثل عن قره باغ لوكالة فرانس برس إن القوات الأذربيجانية كانت على أطراف عاصمة المنطقة ستيباناكيرت، المعروفة في أذربيجان باسم خانكندي، مما دفع السكان إلى الاختباء في الأقبية خوفًا.
وقال أرمين هايرابتيان، المتحدث باسم الانفصاليين: "الوضع في ستيباناكيرت مروع، القوات الأذربيجانية منتشرة في جميع أنحاء المدينة، وهي على مشارف المدينة ويخشى الناس من دخول الجنود الأذربيجانيين إلى المدينة في أي لحظة والبدء في عمليات القتل".
وأكد باشينيان مساء الخميس أن وقف إطلاق النار في المنطقة الانفصالية صامد إلى حد كبير. لكن مسئولين أرمن آخرين قالوا إن أذربيجان تستعد "لتطهير عرقي" في المنطقة.
وفي حديثه في اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قال وزير خارجية أرمينيا، أرارات ميرزويان: "إن شدة الهجوم وقسوته توضح أن النية هي إنهاء التطهير العرقي للسكان الأرمن في ناجورنو كاراباخ".
كما كانت هناك تحذيرات بشأن تدهور الوضع الإنساني في كاراباخ. وقال جيغام ستيبانيان، أمين المظالم المعني بحقوق الإنسان في كاراباخ، على وسائل التواصل الاجتماعي، إن شوارع ستيباناكيرت "امتلأت بالنازحين، الجياع، الخائفين، وفي حالة عدم اليقين".
وقال مراقبون إن الكثيرين في كاراباخ قد ضعفوا بالفعل بعد أن أغلقت أذربيجان ممر لاتشين في الربيع الماضي، مما أدى إلى قطع تدفق الأشخاص والبضائع بين أرمينيا وناجورنو كاراباخ.
وقالت القيادة العرقية الأرمينية في ناجورنو كاراباخ يوم الجمعة إنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن وصول قافلة إنسانية من أرمينيا.
ووردت تقارير غير مؤكدة عن استهداف القوات الأذربيجانية للمدنيين. وقال مسئول انفصالي في ناجورنو كاراباخ إن 200 شخص على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من 400 بعد أن شنت أذربيجان هجومها، بينهم ما لا يقل عن 10 مدنيين وخمسة أطفال.
شارك سيرانوش سركسيان، وهو صحفي مستقل في ناجورنو كاراباخ، مقاطع فيديو عبر الإنترنت تظهر مركبات مدنية مدمرة وأضرارًا لحقت بالمباني السكنية في شارع أزاتامارتيكنري في ستيباناكيرت.
كانت ناجورنو كاراباخ والمناطق المحيطة بها تحت السيطرة العرقية الأرمينية منذ نهاية الحرب الانفصالية في عام 1994، لكن أذربيجان استعادت أراضي وأجزاء من ناجورنو كاراباخ خلال قتال عام 2020. وانتهى ذلك بهدنة وضعت قوات حفظ السلام الروسية في ناجورنو كاراباخ.