رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل مأساوية.. العائلات تنتظر جثامين ذويها على شواطئ درنة المنكوبة

آلاف العائلات تنتظر
آلاف العائلات تنتظر جثامين أحبائها في ليبيا

قدم رجال الإنقاذ في درنة تفاصيل مأساوية للعملية الصعبة لانتشال الجثث، حيث تنتظر آلاف العائلات على شواطئ البحر في درنة أملاً في العثور على جثامين ذويها وأحبائها بعد أن جرفت الفيضانات الناجمة عن العاصفة دانيال الآلاف من المواطنين إلى البحر عندما دمرت الفيضانات أجزاء من شرق ليبيا، ولقي أكثر من 11 ألف شخص حتفهم في درنة وحدها، بعد انهيار سدين على مشارف المدينة، ما أدى إلى سيل من المياه دمر أحياء بأكملها، حيث تنتظر العائلات جثامين الضحايا على شواطئ البحر.

انتظار يائس على سواحل درنة

وأكدت شبكة تليفزيون "أي تي في" البريطانية، أنه من المتوقع أن يكون عدد القتلى أعلى بكثير من العدد المعلن عنه حاليًا، حيث لا يزال الكثيرون ينتظرون تأكيد وفاة أحبائهم مع استمرار الجهود للعثور على الجثث تحت الأنقاض، وفي الطرقات بعد أن تلفظها مياه البحر.

وقال رجب الترهوني، من فريق انتشال الجثث: "في أحد الأيام، استقبلت 80 جثة، وفي يوم آخر استقبلت 60 جثة، وآخر حقيبة وصلتني كان بها أربعة رجال وجثة طفل".

وتابعت الشبكة البريطانية، أنه لا يزال نحو 10 آلاف شخص من سكان درنة البالغ عددهم 90 ألف نسمة في عداد المفقودين.

وكان عبد الله جعفر ينتظر خارج مبنى سكني يبحث عن جثامين جيرانه وستة من أفراد عائلته، وقال: "لقد فقدت أخي وزوجته وابنة أخي وابن أخي وابن أخي الآخر وابن أختي وابنة أختي وزوجة أخي الأخرى".

وبدأت السلطات الآن في تطعيم المواطنين ضد الأمراض المنقولة بالمياه مع تزايد المخاوف من أن مياه الشرب في المدينة التي ضربتها الفيضانات ليست آمنة للاستهلاك، وحتى يوم السبت، أصيب ما لا يقل عن 150 شخصا بالإسهال بعد شرب ما يعتقد أنها مياه ملوثة في درنة، بحسب رئيس المركز الليبي لمكافحة الأمراض.

وتابعت الشبكة البريطانية أنه يتم الآن حث السكان على شرب المياه المعبأة فقط، والتي يتم شحنها كجزء من جهود الإغاثة، وتعمل فرق الإنقاذ على انتشال أكبر عدد ممكن من الجثث، لكن الأمل يتضاءل.

وقال عثمان عبد الجليل وزير الصحة في شرق ليبيا: "هناك ثلاث فئات مستهدفة للتطعيم، الفئة الأولى هي فرق استخراج الجثث، والفئة الثانية هي العاملون في القطاع الصحي، والذين يتعرضون أيضاً لجميع المصادر التي قد تسبب لهم مشاكل صحية، والفئة الثالثة هي الأطفال، خاصة في الفئة العمرية من سنة إلى 15 سنة".

وتستمر جهود الإنقاذ في التقدم حيث تعمل فرق البحث على مدار الساعة للعثور على ناجين، وخصصت الحكومة الغربية في ليبيا ما يعادل 412 مليون دولار (353 مليون جنيه إسترليني) لإعادة إعمار مدينة درنة والمدن الأخرى المتضررة من الفيضانات.