رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فصل الشتاء يثير مخاوف فى المغرب بعد الزلزال.. هل تحمى الخيام الآلاف؟

الناجين من زلزال
الناجين من زلزال المغرب

أدى الزلزال المدمر في المغرب، الذي وقع قبل ما يزيد على أسبوع، إلى تشريد آلاف الأسر، فلم تعد أقدم مدن مراكش، والتي كانت متنفسًا للهروب من صخب العاصمة المغربية، موجودة، حيث دمر الزلزال معالمها بالكامل، وسط مخاوف كبرى من فصل الشتاء والانخفاض الكبير لدرجات الحرارة التي تتميز بها المنطقة وتغطي الثلوج المنحدرات، حيث إن الخيام التي تأوي الآلاف من الأسر لن تكون صالحة وقتها لمواجهة البرد القارس.

وأكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن الزلزال المدمر تسبب في تشويه مسجد يعود تاريخه إلى 6 قرون في أحد أقدم أحياء أمزميز، ما أدى إلى قضمه من مئذنته ذات اللون البني الوردي.

اللحظة الفارقة في المغرب.. لم يعد شيئًا كما كان ومخاوف من الشتاء

وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية بأنه بجوار المحلات التجارية، كان رجل آخر يكدس ممتلكاته بشكل منهجي في الساحة الصغيرة، وكانت الأرائك والخزائن معرضة للعوامل الجوية. 

وتابعت أن منطقة أمزميز بأكملها لم تتعرض لضربة قوية مثل تلك التي تعرض لها هذا الحي، حيث تم توفير المأوى للناجين من قبل الحكومة، حيث يمكن رؤية صف طويل من الخيام الصفراء على جانب التل المقابل، وأخرى زرقاء بالقرب من وسط المدينة.

وأضافت أنه في ظل هذا الحطام والفوضى كان ثمة رجل يحاول جمع ما تبقى من ممتلكاته يُدعى عبدالعالي، روى اللحظات الفارقة قبل الزلزال، حيث كان يحتفل بعيد ميلاد ابنته الـ21، فيما يسميه الآن "الجمعة السوداء"، ويقول: "بمجرد أن أطفأت الشموع، بدأت الأرض تهتز، عيد ميلاد لن تنساه أبدًا، اللحظة التي غيرت كل شيء، تعيش الأسرة بأكملها الآن في خيمة".

وتابع: "نحتاج إلى مصطلح أقوى من المروع والكارثي والدموي لوصف ما حدث لنا في هذه الليلة".

وأوضحت الإذاعة البريطانية أن المدارس قد لا تفتح أبوابها في المستقبل القريب، وستُعقد الفصول الدراسية في الخيام، ما يعرض فرص جيل كامل من الطلاب للخطر. لقد تم تدمير البنوك، ما يعني أنه يتعين على المواطنين السفر عشرات الكيلومترات للحصول على المال، ولكن الخوف الحقيقي هو الشتاء عندما تنخفض درجات الحرارة وتغطي الثلوج المنحدرات. ماذا سيفعل هو وعائلته إذا كانوا لا يزالون يعيشون في خيمتهم الرقيقة عندما يأتي الثلج؟

وتابعت أنه مع قبول المساعدات من 4 دول فقط، اجتمع المغاربة معًا لشراء الماء والعصير وزيت الطهي والخبز والمنتجات الصحية والبطانيات، وكل ما قد يحتاجه الناجون، وتوجهوا إلى قلب هذه الجبال على طول الطرق، حيث يمكن أن تؤدي هزة ارتدادية إلى سقوط الصخور من سفوح التلال شديدة الانحدار.

وأوضحت الإذاعة البريطانية أن أمزميز هي مدينة صغيرة كانت في السابق جميلة، وكانت تتميز بالمنازل الصغيرة المبنية على سفوح الجبال عبر الوديان، وكانت نقطة جذب للسياح الأجانب منذ عقود طويلة، ولكنها أصبحت الآن حطامًا.