رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاثوليكية تحيي ذكرى القديس لامبرت من ماستريخت الأسقف الشهيد

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية اليوم بذكرى القديس لامبرت من ماستريخت الأسقف الشهيد، وبهذه المناسبة، طرح الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية قال خلالها إنه وُلِد لاندبيرت، الذي عُرف فيما بعد باسم لامبرت  في الفترة ما بين 633 و638م لعائلة نبيلة وثرية من ماستريخت – جنوب غرب هولندا، التي ستصبح قريبًا المدينة الرئيسية لأبرشية لييج. والده هو "آبر" لورد مدينة لياݘ البلݘيكية، ووالدته هي "إريسبلندا" من نبيلات ماسترخت. إعتمد عن يد أبيه الروحي وأسقف إيبارشيته ريماكل من ستاڤلو ، وتعلم عن يد كبير كهنة المدينة الأب "لوندوالد".

شجاعته في مواجهة الأخطاء

في صباه أصبح في رعاية عمه الأسقف تيودارد من ماسترخت، ومنه تعلم مواجهة الأوضاع الخاطئة بشجاعة.

بحكم أصوله النبيلة كان يتردد لامبرت على مجالس البلاط الملكي لـ "تشيلدريك الثاني" ملك الفرانكش في تلك الفترة. يصفه مؤلفو سيرته الأوائل بأنه كان شاباً حكيماً، يتمتع بمظهر جذاب، مُهذب للغاية، لَبِق، جيد التكوين والبناء النفسي، قوي، صافي الذهن وشديد التركيز، حنون، نقي ومتواضع، ومُولَع بالقراءة.

تمت السيامة الكهنوتية للامبرت بعد فترة دراسته بوقت قليل. وبعمر الثالثة والثلاثين، أي في عام 669م،  عاصر لامبرت واقعة استشهاد عمه الأسقف تيودراد عام 670م، بسبب موقفه الشجاع من النبلاء الفرانكشيين الذين استولوا على أموال إيبارشية لياݘ وماسترخت عُنوة، وصاحب ذلك أعمال عنف راح ضحيتها العشرات. وكان ذلك درساً عملياً له في تحمُّل تبعات المواقف الأمينة والشجاعة دون خوف لأنها جزء من الإيمان بالمسيح.

لم يمر على هذه الحالة وقت طويل حتى رشح البلاط الملكي لـ تشيلدريك الثاني،  الأب لامبرت ليكون أسقفاً لماسترخت، وبعدها بأقل من ستة أعوام أغتيل الملك تشايلديريك الثاني ملك نيوستريا وبورغندي نفسه على يد إيبروينو مُدبِّر القصر الملكي السابق الذي عزله الملك من منصبه، حدثت حينها اضطرابات شديدة في ماسترخت، وبدأ أعداء الملك المُغتال يتوعدون الأسقف لامبرت كأحد المقربين من تشيلدريك. وقرروا عزله فانعزل في دير بُنيَ حديثاً في ستاڤيلو شرقي ݒلݘيكا.

بعد تلك الفترة تولّىَ الدوق "ݒيݒين من هيرستل" منصب مُدبِّر القصر (عُمدة القصر الملكي) وسمح للأسقف لومبير بأن يعود لمقر أسقفيته ويعود لزيارة البلاد الملكي الفرنكشي.

بمعاونة الأسقف الإنجليزي وليبريد مبشر الفريزيين ،والذي حلّ ضيفاً على ماسترخت كمُرسَل لمساعدته عام 691م، بدأ لومبير في القيام بمهامه التي تركها مضطراً لسنوات، وهي تقوية الحس الإيماني لدى شعب إيبارشيته والوعظ بتعاليم الإنجيل، وتجلّىَ نشاطهما على طول سواحل ميوز التي تدخل في حدود ثلاث دول هي فرنسا، ݒلݘيكا، وهولندا.

نمت الخدمة الإنجيلية هناك وأثمرت عن حياة صالحة لعلمانيين كثيرين وأيضاً دعوات تكريسية للفتيات، فأنشأ لامبرت بالتعاون مع مكرسة تُدعى لاندرادا بمدينة منستربيلزن.

كذلك كان الأسقف لامبرت هو المرافق الروحي للشاب النبيل "أوبير الذي اصبح اسقف لياݘ فيما بعد، والذي حوّله بنعمة الرب من حياة الكآبة والعزلة التي عانى منها بعد وفاة زوجته، إلى فرح الانفتاح على الآخرين والخدمة لإسم المسيح.

كان الدوق "ݒيݒين" عمدة القصر الملكي، متزوجاً من الدوقة "ݒليكترود"، لكنه كان على علاقة غير نقية مع إحدى سيدات البلاط الملكي وتُدعى ألباييس، كان الأمر معلوماً حتى للأسقف لامبرت، الذي اتخذ بشجاعة قرار مصارحة الدوق ݒيݒين بأن علاقته خارج الزواج هي خطيئة أمام الله وبحق زوجته.

أثار ذلك غضب ألباييس، التي اعتبرت ذلك إهانة لها وهي تطمع بأن تكون يوماً ما دوقة الفرانكشيين بدلاً من "ݒليكترود" زوجة ݒيݒين. لذلك حرَّضت ألباييس شقيقها الفارس دودو هو مدير مهم للعقارات الملكية على اغتيال الأسقف لامبرت، الذي توجَّه بقواته لكنيسة القديسان كوزمو وداميانو صعد أحد رجال دودو إلى نافذة الغرفة التي كان فيها لامبرت نفسه وألقى رمحًا فقتل الأسقف الذي كان يصلي مع بعض معاونيه من الشمامسة والكهنة المتواجدين في المكان والذين حاولوا الدفاع عن أسقفهم، ليصير شهيداً لكلمة الحق، على مثال عمّه الأسقف تيودارد. وكان ذلك في 17 سبتمبر عام 705م في لياݘ.

رأت الكنيسة الجامعة في دعوى تقديس هذا اسقف إعادة لسيرة القديس يوحنا المعمدان الذي وقف بشجاعة يواجه الملك هيرودس وزوجة أخيه هيروديا بخطيئتهما وضرورة التوبة عنها، فاستشهد دفاعاً عن الحق.

دُفِن الأسقف الشهيد بماسترخت أولاً، ولكن بعد أن تولّى تلميذه "أوبير" مهمة أسقف لياݘ، قرر نقل رفات اسقف الشهيد إليها، لأن كرسي أسقفية ماستريخت قد نُقِل إليها في تلك الفترة، وهناك شيَّد بازيليك على اسم الأسقف الشهيد ليحفظ زخائره المباركة تحت مذبحها. تهدمت هذه البازيليك في القرن الثامن عشر.. وتم نقل زخائر القديس لامبرت إلى كاتدرائية سان ݒول في لياݘ، وهي حالياً مزاره الرئيسي.

إشتهر شعبياً الاستعداد بإحياء تذكار القديس لامبرت قبل عيده بأسبوعين، من خلال أنشطة يؤديها الأطفال بصناعة شجرة هرمية الشكل من أغصان أشجار حقيقية، ويتم تعليق الزهور والمصابيح المضيئة عليها، وفي عشية عيد القديس يرنم الأطفال ترانيم بسيطة ويرقصون على الأغاني الجميلة حول هذه الشجرة. ولا يُعرف أصل هذه الإحتفالية التي يقيمها أهالي لياݘ  البلݘيكية وبعض المقاطعات الألمانية والهولندية حتى الآن.و اصبح القديس لامبرت شفيع مدينة لياݘ.