رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

50 عامًا على "نصر أكتوبر".. هكذا اعترفت إسرائيل بالهزيمة الكبرى

حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

سلط موقع "جويش ورلد كونجرس" الأمريكي، الضوء على حرب 6 أكتوبر أو كما يُطلق عليها الإسرائيليون "حرب يوم الغفران"، مؤكدًا أنه في 6 أكتوبر 1973، شنت مصر وسوريا هجومًا منسقًا مفاجئًا ضد إسرائيل في أقدس يوم في التقويم اليهودي، يوم الغفران.


وتابع أنه بعد أن أخذ على حين غرة، حاول الجيش الإسرائيلي بسرعة حشد جنود الاحتياط، للعودة إلى قواعدهم، ومن هناك، إلى الخطوط الأمامية، وفي مواجهة الأخبار الرهيبة عن النجاحات العربية الأولية في سيناء ومرتفعات الجولان، أعد الجمهور الإسرائيلي نفسه لنتيجة قاتمة، وكان البعض يخشى نهاية كارثية.


ووقعت حرب يوم الغفران بعد ست سنوات من حرب الأيام الستة، عندما هزمت إسرائيل مصر والأردن وسوريا، واجتاحت شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية ومرتفعات الجولان والقدس الشرقية.
 

تفوق مصري وسوري وخسائر إسرائيلية فادحة

وأوضح الموقع، أنه في عام 1973، فاق عدد القوات المصرية والسورية عدد القوات الإسرائيلية بشكل كبير.. على طول قناة السويس، واجه حوالي 100 ألف جندي مصري وأكثر من 1300 دبابة حوالي 450 جندي مشاة إسرائيلي منتشرين بين المواقع الأمامية، وفي مرتفعات الجولان كان هناك 1400 دبابة سورية تتصدى لـ160 دبابة إسرائيلية. 


وعبر المصريون قناة السويس وأصبحت القوات السورية على مرمى البصر من بحيرة طبريا واضطرت القوات الإسرائيلية إلى الانسحاب من المواقع الرئيسية في مرتفعات الجولان بعد تكبدها خسائر فادحة، انتقمت بها مصر من نكسة 1967، ولكن تراجع الجيش السوري، وانتهى الأمر بالإسرائيليين داخل نطاق المدفعية للمطارات المحيطة بالعاصمة السورية دمشق. 


وفي 22 أكتوبر، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم 338، الذي دعا إلى الوقف الفوري للقتال، واستمرت الحرب لعدة أيام بعد ذلك، ما دفع الأمم المتحدة إلى تكرار الدعوة لوقف إطلاق النار بموجب القرارين 339 و340 قبل انتهاء الحرب أخيرًا في 26 أكتوبر، وعلى الرغم من عودة إسرائيل لبعض المناطق في سوريا وبعض الأراضي المصرية آنذاك، فقد نظر الجمهور الإسرائيلي إلى الحرب إلى حد كبير على أنها فاشلة وأودت بحياة حوالي 2680 جنديًا وطيارًا.

 

حرب أكتوبر تنهي الأسطورة الإسرائيلية

وأكد الموقع، أن حرب الغفران غيرت بشكل كبير السرد حول القوة العسكرية الإسرائيلية وأضعفت قدرة الردع لدى جيش الدفاع الإسرائيلي، والتي نتجت إلى حد كبير عن حرب الأيام الستة. 


وتابع أنه بعد انتهاء الحرب، تم تكليف شيمون أجرانات، رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية، بالتحقيق في عدم استعداد الجيش للحرب، وعلى الرغم من أن لجنة أجرانات برأت رئيسة الوزراء جولدا مئير ووزير الدفاع موشيه ديان من المسؤولية، إلا أنهما استقالا في عام 1974 بسبب انتقادات عامة واسعة النطاق وشكاوى من إخفاقات استخباراتية صارخة.


وأوضح أنه بعد مرور 5 عقود على حرب يوم الغفران، رفعت وزارة الدفاع السرية عن تفاصيل شهادة رئيسة الوزراء جولدا مئير أمام لجنة أجرانات، حيث وصفت مئير مخاوفها التي سبقت الحرب والمناقشات التي أجرتها مع القيادة العسكرية، وخلصت إلى أن "العنوان الرئيسي لما حدث لنا عشية يوم الغفران كان خطأ".


وفي تحول دراماتيكي للأحداث في عام 1977، سافر الرئيس المصري أنور السادات إلى إسرائيل وتحدث في الكنيست عن التوصل إلى اتفاق سلام دائم وشامل بين البلدين - وهي الخطوة التي أيدها رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن. 


وفي 17 سبتمبر 1978، وقع الزعيمان على اتفاقيات كامب ديفيد في البيت الأبيض، وشكل الاتفاق الأساس لاتفاق سلام شامل، والذي تم إضفاء الطابع الرسمي عليه في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 التي نصت على انسحاب إسرائيلي كامل من شبه جزيرة سيناء بأكملها، وفي عام 1988 استردت مصر طابا آخر أراضيها من إسرائيل، بعد حكم المحكمة الدولية بأحقية مصر فى طابا.