رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليوم.. كاثوليك مصر يحيون ذكرى القديسة كاترينا فييسكي أدورنو

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الكاثوليكية بذكرى القديسة كاترينا فييسكي أدورنو، وبهذه المناسبة أطلق الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني، نشرة تعريفية عن القديسة قال خلالها: وُلدت كاترينا فييسكي أدورنو في جنوة عام 1447؛ كانت الأخيرة من بين خمسة أبناء ويتيمة الأب، جاكومو فييسكي، مند طفولتها. قامت أمّها، فرانتشيسكا دي نيغرو، بتربيتهم تربية مسيحيّة صالحة، إذ أصبحت كبرى ابنتيها راهبة . 

رهبنتها

وفي الثالث عشر من عمرها قررت كاترينا الرهبنة اقتداءاً بشقيقتها الراهبة الأغسطينية ولكن رفضت الراهبات قبولها في الدير لصغر سنها وفي السادسة عشرة من عمرها، قُدِّمت كاترينا كَزوجة إلى جوليانو أدورنو، وهو رجل كان قد عاد إلى جنوة ليتزوّج بعد مغامراتٍ تجاريّة وعسكريّة مختلفة في الشرق الأوسط. لم تكن حياتها الزوجيّة سهلة، بسبب شخصيّة زوجها أيضًا، المُدمن على القمار. وكانت كاترينا أيضًا مدفوعة في البداية للقيام لنمط من الحياة الدنيويّة، لكنّها لم تعثر فيها على صفاء العيش. ولكن لم ينتج عن هذا الزواج أي أطفال فتحولت كاترينا من الفتاة المؤمنة إلى فتاة أخرى بائسة وعنيفة لم يفارق الحزن وجهها وخفتت شغلة الإيمان والرجاء بداخلها.

وبعد مرور عشر سنوات من الزواج أصيبت كاترينا بمرض خطير جعلها طريحة الفراش حتى أن صلوات زوجها من أجلها لم تستجاب وفي 22 مارس عام 1473م وفي خلال جلسة الإعتراف انتقلت كاترينا بالروح في تجربة صوفية جعلتها تنتقل من حالة اليأس والحزن إلى التقرب للرب والإيمان به فخرجت من الكنيسة وهي تشعر بروحها في اتحاد وثيق مع الرب وتواصلت هذه النشوات الروحية معها حتى ظن كثيرون أنها مجنونة وخضعت للرقابة الطبية كثيراً .. 

القدّيسة كاترينا، بعد كاترينا من سيينا وكاترينا من بولونيا؛ سأتحدّث عن كاترينا من جنوة، المعروفة على الأخصّ بسبب رؤيتها حول المطهر. نُشر النصّ الذي يصف حياتها وفكرها في هذه المدينة الليغوريّة عام 1551؛ وهو ينقسم إلى ثلاثة أجزاء: سيرة حياتها، برهان المطهر ووصفه- المعروف باسم المجلّد- والحوار بين النفس والجسد. وكان الكاتب النهائيّ هو مُعرِّف كاترينا، الكاهن كاتّانيو مارابوتّو..
بدأت الهداية في 20 مارس 1473، بفضل تجربة فريدة من نوعها. 

فبعد أن ذهبت إلى كنيسة القدّيس بنديكتوس في دير سيّدة النِعَم للاعتراف وركعت أمام الكاهن، “تلقّت – كما كتبت هي بنفسها- جرحًا في قلبها، من محبّة الله الهائلة”، في رؤية شديدة الوضوح عن بؤسها وعيوبها، وفي الوقت نفسه، عن طيبة الله، حتّى كاد يُغمى عليها. تأثّرت في قلبها لمعرفة نفسها هذه، وللحياة الفارغة التي كانت تقودها، ولطيبة الله. من هذه التجربة نشأ القرار الذي وجّه كلّ حياتها، والذي أعربت عنه بهذه الكلمات: “لا دنيا بعد اليوم، لا خطايا بعد اليوم" فهربت كاترينا، من دون أن تُنهي اعترافها. وبعد أن عادت إلى بيتها، دخلت إلى الغرفة الأكثر خِفيةً وبكت طويلا. في تلك اللحظة لُقِّنت داخليًّا على الصلاة وأدركت محبّة الله الشاسعة لها هي الخاطئة، تجربة روحيّة لم تستطع التعبير عنها بِالكلمات.

وبِهذه المناسبة ظهر لها يسوع المتألّم، تحت ثقل الصليب، كما يُمثَّل أحيانًا كثيرة في صور القدّيسة وأيقوناتها. وبعد بضعة أيّام، عادت إلى الكاهن لتقوم أخيرًا باعتراف جيّد. بدأت هنا “حياة التنقية”، التي جعلتها تشعر لفترة طويلة بألم مستمر بسبب الخطايا التي ارتكبتها ودفعتها لتفرض على نفسها الكثير من التكفيرات والتضحيات كي تُظهر حبّها لله.

أخذت كاترينا تقترب، في هذا الدرب، أكثر فأكثر من الربّ، حتّى دخلت في ما يسمّى بِـ “الحياة الاتّحاديّة”، أي علاقة اتّحاد عميق بالله. وكتبت في "سيرة حياتها" أنّ روحها كانت تقودها وتُهذّبها داخليًّا محبّةُ الله العذبة فحسب، وكانت تعطيها كلّ ما تحتاج إليه. أسلمت كاترينا نفسها بشكلٍ تامّ بين يدَي الربّ حتّى إنّها عاشت، لحوالي 25 عامًا - كما تكتب هي - “من دون معونة أيّة خليقة، بل يُهذّبها ويحكمها الله وحده”  تقتات خاصّةً بِالصلاة المتواصلة وبتناول القربان المقدّس كلّ يوم، وهذا شيء غير مألوف في زمنها. وبعد سنوات كثيرة فقط أعطاها الربّ كاهنًا يُعنى بِروحها.