رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الهزة المدمرة".. زلزال المغرب يمحو التاريخ فى مراكش (صور)

زلزال المغرب
زلزال المغرب

لقي ما يقرب من 3 آلاف شخص حتفهم، ودُمرت بلدات وقرى، ويواصل رجال الإنقاذ البحث عن ناجين بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب. وهذا الزلزال هو الأسوأ الذي تعرضت له البلاد منذ عقود، ولم يتم بعد حصر الحجم الكامل للأضرار الذي خلفها، كما دمر الزلزال الهوية التاريخية للمغرب ومحا أجمل آثار ومواقع مراكش التراثية.

دمار المواقع التاريخية

وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تقرير، إلى أن الزلزال ضرب البلاد في وقت متأخر من ليلة الجمعة جنوب مدينة مراكش المزدحمة، وشعر به سكان شمال الدار البيضاء، لكن تأثيره الأكثر تدميرًا جاء في المناطق المعزولة عند سفوح جبال الأطلس.

وتابعت أن الآلاف أصيبوا وآخرين مفقودون لا يُعرف مصيرهم حتى الآن، وأمضى رجال الإنقاذ أيامًا في محاولة يائسة للوصول إلى المناطق المتضررة النائية، كما تعرضت خزانة المغرب الغنية بالمباني والمساجد والآثار، التي يعود تاريخها إلى قرون مضت، لضربة مدمرة بسبب الزلزال.

وأشار التقرير إلى أن كارثة يوم الجمعة هي الزلزال الأكثر دموية الذي يضرب المغرب منذ أكثر من 60 عامًا، وفقًا لقاعدة بيانات الكوارث الدولية EM-DAT، كما أنه الأقوى من حيث الحجم على أراضيه منذ أكثر من قرن.

ولفت إلى أنه في حين لا يزال يتم تحديث عدد الضحايا، فقد أصبح بالفعل ثاني أكثر الزلازل فتكًا في شمال إفريقيا منذ عام 1900 على الأقل، وفقًا لبيانات EM-DAT، وفي عام 1960، أدى زلزال بقوة 5.8 درجة في المغرب، وكان مركزه في أداجير، إلى مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص وإصابة 25 ألف آخرين، وفي عام 1980، تسببت حركة برية بقوة 7.1 درجة في الجزائر، أعقبها تسونامي، في مقتل أكثر من 2600 شخص وأضرار جسيمة.

وأوضحت الشبكة أنه تم تدمير عدد لا يحصى من المواقع التاريخية أو إتلافها أو تهديدها؛ بسبب الزلزال، ويعود بعضها إلى أيام الخلافة الموحدية في شمال إفريقيا التي جعلت من مراكش عاصمتها، وكانت المباني التي ظلت قائمة منذ ذلك الحين من بين تلك التي فقدها الزلزال أو أصيبت بالشلل.

ونوهت بأن جوهرة تاج مراكش اهتز، ومسجد الكتبية الشهير، بعنف أثناء الزلزال، لكن الهيكل الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر، ومئذنته التي يبلغ ارتفاعها 77 مترًا، ظلا صامدين طوال عطلة نهاية الأسبوع.

ودُمر مسجد خربوش، وهو مكان صغير للعبادة يقع على زاوية ساحة جامع الفنا المترامية الأطراف، بالكامل تقريبًا، حيث انهارت مئذنته، ولم يتبق سوى قطعة من الطوب وسط الأنقاض، وتعرضت أسوار مراكش، التي يبلغ عمرها 900 عام، للضرب بسبب الزلزال، ما ترك شقوقًا واضحة وأجزاء متهالكة، حيث تمتد التحصينات المهيبة ذات اللون الوردي لعدة أميال حول منطقة المدينة المنورة التاريخية.

ويقع مسجد تينمال فوق قرية تحمل نفس الاسم، وهو مثال رائد للعمارة الموحدية في القرن الثاني عشر، حيث كانت تتميز بالطوب المعقد والقناطر والزخارف المنحوتة، وقد أصيب المبنى بأضرار جسيمة، وتحولت جدرانه وصرحه إلى أنقاض. 

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية، يوم الإثنين، أن أكثر من 2600 شخص قتلوا وأصيب 2500 آخرين، وحذرت السلطات من أن عدد القتلى لا يزال من المتوقع أن يرتفع.