رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لهذا السبب انقطع خيرى شلبى عن المقاهى.. وهذه علاقته بـ عبدالمعطى المسيرى

خيري شلبي
خيري شلبي

12 عاما على وفاة الأديب الكبير خيري شلبي، الذي رحل عن عالمنا في 9 سبتمبر لعام 2011، ودفن في مسقط رأسه بقرية شباس عمير، بمحافظة كفر الشيخ، بعد أن داهمه الموت فجأة، تاركا إرثا كبيرا من الأعمال الأدبية وصلت إلى حوالي 70 كتابًا، من بينها عشرون رواية ودراسات نقدية وحكايات تاريخية ومسرحيات ومجموعات قصصية.

يُنظر إلى الأديب الشعبي خيري شلبي على نطاق واسع على أنه أفضل من وصف الشارع المصري من خلال رواياته، وكان للمقهى في حياته ذكريات خاصة، حكاها بنفسه في حوار له بجريدة "الأهالي"، راصدا علاقته الفريدة بمقهى بعينه هو مقهى "المسيري" بمدينة دمنهور، وكيف كان هذا المقهى بمثابة "جامعة" يلتقي على رصيفها شباب الأدباء بشيوخهم في حميمية نادرة.

علاقة خيرى شلبى بالمقاهى


وعن هذا الأمر؛ يقول خيري شلبي: كانت لي علاقات حميمة - طوال عمري - بالمقاهي، لكنني اليوم كرهت المقاهي كلها بسبب طائفة مما يسمون بالمثقفين، ومعظمهم من الشباب الجدد الواقعين تحت سيطرة ربانية من الأجيال السابقة، هؤلاء يفاجئونك في أي مقهى تجلس به، فيحيلون هدوءك إلى صخب لا قبل لك باحتماله، ويعكرون صفوك بأي شكل من الأشكال، مما جعلني أكره مقاهي وسط البلد وألجأ إلى الأماكن البعيدة.. لكن مما يؤسف له أنهم يلاحقونك في مقاهي المدينة وأطرافها.

 

مقهى المسيرى

وتابع: على أية حال، فإنني أعود لذكريات الزمن الجميل وأجترها لأستروح عطرها النبيل في أعظم مقهى في حياتي، وهو مقهى "المسيري" بمدينة دمنهور، فأثناء فترة تعليمي بهذه المدينة، كان مقهى المسيري مقرأ لجمعية أدباء دمنهور، التي شرفت بعضويتها برئاسة الأديب الدمنهوري الراحل عبد المعطي المسيري، وكانت تضم كبار الأدباء الدمنهوريين المشهورين، وكان رصيف "المسيري" أشبه بجامعة، يلتقي فيها الشيوخ والشبان في ود وحميمية ونبل، يقرأ الشبان قصصهم وقصائدهم ومقالاتهم على الشيوخ، فيستمعون إليها بإمعان، ويوجهون الملاحظات التي تستدعي ثقافات مدهشة، وتطرح على الرصيف - الجامعة - أرفع القضايا الثقافية وأجمل المعاني النبيلة.

وأضاف: كان هذا المقهى حقيقة، صاحب فضل كبير في تنشئة أجيال عديدة من الكتاب والأدباء والشعراء، ولعله - أي المقهى - السبب في أن مدينة دمنهور دون بقية المدن المصرية تحفل بعدد هائل من الأدباء والشعراء، والفضل كله يعود إلى الأديب القهوجي عبد المعطي المسيري الذي كان في قامة كبار أدباء القاهرة، واستطاع أن يدير المقهى وهو جالس إلى منصة "الماركات"، وخلف ظهره مكتبة هائلة تضم كتبه التي كان يطبعها على نفقته، طباعة فاخرة، إضافة إلى كتب أصدقائه من المشاهير.