رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستقبل أفضل أم نفق مظلم.. "القاهرة الإخبارية" تناقش مستقبل الصحافة مع Chat GPT

Chat GPT
Chat GPT

سلطت قناة القاهرة الإخبارية الضوء على مخاوف الصحافة العالمية، من توغل أدوات الذكاء الاصطناعي، خاصة Chat GPT بعد أن منعت 10% من المواقع ووسائل الإعلام العالمية Chat GPT من الوصول إلى المعلومات لديها.

ومن بين الصحف التي حظرت Chat GPT من الوصول إلى معلوماتها، واعتبار وصوله للمعلومات سرقة، صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، وشبكة CNN، ووكالة أنباء رويترز، وبلومبرج، وراديو فرنسا الذي صرحت رئيسته بأنها قد تتهاون في أي شيء إلا سرقة المحتوى. 

 

من ناحيته، قال محمد مصطفى أبوشامة الخبير الإعلامي، إن مهنة الصحافة أو الإعلام في ظل الذكاء الاصطناعي تخوض معركة ممتدة من بداية التسعينيات منذ ظهور الإنترنت، وتبقى المعركة مستمرة إلى مستقبل مجهول في ظل ظهور Chat GPT، الذي نتمنى أن يوفر مستقبل أفضل للمهنة وليس مظلما.

 

لماذا حظرت بعض وسائل الإعلام Chat GPT من الوصول لمعلوماتها؟

 

وأوضح "أبوشامة"، خلال برنامج "مطروح للنقاش"، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هناك حالة ذعر من استحواذ Chat GPT على المعلومات الموجودة في كل وسائل الإعلام، لافتًا إلى أن 10% من المواقع ووسائل الإعلام العالمية منعت Chat GPT من الوصول إلى المعلومات لديها، بينما اتفقت وكالة اسوشيتد برس مع شركة آي بي تمكن Chat GPT من الاستحواذ على معلوماتها في صفقة متبادلة.

 

وأوضح أن وسائل الإعلام التي حظرت وصول Chat GPT لمعلوماتها، تُرجع ذلك لأمرين، الأول هو حقها في عوائد مادية نظير الاستحواذ على المعلومات والمواد الإعلامية التي تبثها، والثاني هو تخوفها من ارتباط اسمها بمحتوى سيتم إنتاجه وبثه عبر Chat GPT، الذي ما زال هناك تحفظات على المحتوى.

 

وسائل إعلام أمريكية اشتكت من تحرير Chat GPT معلومات مغلوطة

 

وأشار إلى شكوى وسائل إعلام أمريكية خاصة الإعلام الرياضي، من مواد إعلامية حررها Chat GPT بعضها ساذج وبعضها استخدم معلومات مغلوطة، مردفا: “هذا المنع يذكرنا بمعركة خاضتها الميديا من منتصف أو بداية تسعينيات القرن الماضي مع ثورة التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات المتعددة ودخول الإنترنت، كانت وسائل الإعلام تتحفظ على نشر محتواها على الإنترنت، ولكن قوة التكنولوجيا وقدراتها الهائلة، أخضعت كل وسائل الإعلام وأصبحت كلها متاحة على الإنترنت، بعضها قدر يقنن ويضعها في إطار خدمة مدفوعة، بينما معظم وسائل الإعلام لم تنجح في الحصول على عوائد مادية نظير إتاحة محتواها على الإنترنت، نفس الشيء يمكن يحدث مع الوقت في خدمة Chat GPT، ولن تقدر الميديا على مقاومة التكنولوجيا”.

 

ورأت الكاتبة منال لطفى، أن خطورة الذكاء الاصطناعي لا يهدد الصحافة فقط، وإنما يهدد كل صناع المحتوى الإبداعي، من كتاب المسرحيات والقصص بل ومجالات الطب والهندسة.

 

ولفتت إلى أن غلاف الفورين بوليسي في يونيو الماضي كان عن استخدام الذكاء الاصطناعي في التفكير الاستراتيجي والجيوستراتيجي، وسألت محلل استراتيجي كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على بنية النظام الدولي، ثم سألت نفس السؤال لشات جي بي تي، وطلبت كتابة 700 كلمة، ثم قارنت بين النصين.

 

هل يضاهي الذكاء الاصطناعي الإبداع البشري؟ 

 

وتابعت: "الفورين بوليسي وضعت رأيها عن شات جي بي تي، أنه كتب نص بدائي جدًا، معلوماته صحيحة، لكن التحليل فقير، بينما الكاتب كتب تحليل يتعلق بعمق وفهم، لأن الكاتب متأثر بما حدث اليوم، ويوجد جزء متعلق بالتوقيت والزمن والإبداع الخاص، فالجميع يكافح بوضع طرق لحماية نفسه".

 

ولفتت إلى أننا ما زلنا في المراحل الأولى من ثورة استخدام الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بصناعة المحتوى، ومع ذلك هناك الكثير من المعضلات، منوهة بأن صحيفة فايننشال تايمز كتبت افتتاحية قبل أسبوعين حول الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن محاولة وضع أطر استخدامه لأنه سيؤثر على كل المهن الإبداعية، وليس فقط الصحافة، ففي هوليوود هناك إضراب مستمر منذ أشهر أثّر على كثير من الفعاليات الإبداعية، لأن صناعة المحتوى لا تتعلق فقط بكتابة مقال صحفي أو موضوع تحليلي، وإنما هناك صناعة المحتوى تتعلق بكتابة مسرحية ونص سينمائي، وبالتالي، فإن وظائف أصحاب الياقات البيضاء معرضة إلى مخاطر كبيرة.