رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السندات اليابانية.. هل تتحرر مصر من الهيمنة الدولارية؟

الدولار
الدولار

يعاني العالم كله من الهيمنة الدولارية أو سطوة عملة الدولار الأمريكي وسيطرته على أغلب التعاملات التجارية في معظم البلدان، وفي عمليات التصدير والاستيراد، لاسيما في الدول العربية أو الدول غير النفطية والتى لا تتعامل سوى بالدولار.

ولكن مؤخرًا بدأت مصر في البحث عن أدوات مختلفة مثل السندات الخضراء والصكوك، وغيرها من الأدوات التي تساعد على التحرير من هيمنة الدولار على التعاملات التجارية وكان آخرها سندات الساموراي.

واتساقًا مع ذلك، وافق مجلس الوزراء على قيام وزارة المالية بتنفيذ إصدار جديد من "سندات الساموراي"، بقيمة 500 مليون دولار بالين الياباني لمدة خمس سنوات، واتخاذ ما يلزم من إجراءات تتعلق بهذا الشأن.

وجاءت الموافقة في إطار النجاح الذي شهده الإصدار الأول من السندات اليابانية "سندات الساموراي"، والذي تم تنفيذه في مارس من عام 2022، وحرصًا من وزارة المالية على تحقيق مستهدفات تنويع الأسواق الدولية، والعملات، والمستثمرين؛ لتمويل الموازنة العامة، وإطالة متوسط عمر الدين.

السندات الحكومية هي نوع من الاستثمار القائم على الديون، حيث تقوم بإقراض المال إلى الحكومة مقابل معدل فائدة متفق عليه، وتستخدم الحكومات السندات لجمع الأموال التي يمكن إنفاقها على البنية التحتية أو المشاريع الجديدة.

خبير اقتصادي: مصر تحاول التحرر من الهيمنة الدولارية

أحمد علي الخبير الاقتصادي، يشرح أن سندات الساموراي هي أداة مالية تختص بالتمويل أو الدين، لها فائدة على اقتصاد أي دولة من خلال العوائد الاستثمارية التي تأتي من خلالها بشكل أفضل من وسائل استثمارية أخرى ولها تأثير على التعامل الهيمنة الدولارية.

ارتفع الدين الخارجي المصري إلى 165.361 مليار دولار بنهاية الربع الأول من العام الحالي، بزيادة قدرها 1.5%، حيث سجل في الربع الأخير من عام 2022 نحو 162.928 مليار دولار.

وأوضح لـ"الدستور" أن تساعد في السيولة المالية للدولة لاسيما أن مصر ستصدرها بالين الياباني ويعتبر هذا الأمر فرصة واعدة للمستوردين من أجل التواصل مع السوق الياباني والعمل فيه بعيدًا عن عملة الدولار الأمريكي، مبينًا أن مصر خلال الفترة الأخيرة تسعى في اتجاه مصادر التمويل الخارجية بسبب الأزمة التي أحدثتها الهيمنة الدولارية.

وقال: “بعد قمة البريكس تتجه مصر إلى استخدام أدوات مختلفة حتى لا تقع تحت وطأ الدولار وشحه، مثل السندات الخضراء وهو الأمر الذي يصب في صالح الدين الخارجي ويعمل على خفضه خلال السنوات المقبلة والتحرر من الهيمنة الدولارية”.

سندات الساموراي هي سندات تصدرها جهات أجنبية من الدول أو الشركات في السوق اليابانية مقومة بعملة الين وفقًا اللوائح اليابانية، التي تجذب مستثمرين من اليابان، ويعتبر أغلب مصدري سندات الساموراي من أوروبا والولايات المتحدة.

وتابع: "كل تلك الأمور تساهم في زيادة الصادرات المصرية من خلال فتح أبواب للاستثمار عبر أدوات مختلفة، وعبر تنويع العملة الصعبة وعدم حكرها على الدولار فقط، من أجل تقليل الدين الخارجي من النقد الأجنبي وتخفيف أعباء الديون على مصر".

ومن فوائدها أيضًا هو تمويل مشروعات البنية التحتية واستقرار العملة بسبب الانخفاض الذي حدث خلال الشهور الماضية للجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي، حيث أن مصر لم تكن قبل ذلك تصدر سندات سوى بتلك العملة فقط، وذلك فأن سندات الساموراء ستساهم في تحرير الاقتصاد من التعامل بالجنيه فقط.

ليست تلك المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن سندات الساموراي فقد أغلقت مصر إصدارها الأول لسندات الساموراي في مارس 2022، حينما باعت ما قيمته 500 مليون دولار (نحو 60 مليار ين ياباني) من السندات المقومة بالين الياباني.