"أنت مرآة عصرك".. تفاصيل رسالة الرئيس مبارك لنجيب محفوظ
كتب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك رسالة للكاتب الكبير وأديب نوبل نجيب محفوظ بخط يده، ونشرت مجلة الهلال الرسالة في العدد التاريخي عن أديب نوبل في شهر ديسمبر من عام 2005.
تفاصيل رسالة مبارك إلى محفوظ
كتب الرئيس مبارك يقول: “سوف نفخر دائمًا بتكريم الأدب العربي في شخصكم، وسنحمل لكم على الدوام مشاعر الاعتزاز التي ملأت قلوبنا، يوم حصلتم على جائزة نوبل للأدب، اعترافا بثقافة مصر وريادتها، ويإسهام الفكر العربي في حضارة الانسانية وتراثها المعاصر”.
وأضاف: “الأدباء هم مرآة عصرهم والكتاب هم ضمير الأمة بهم ترتقي ثقافتها، وبفكرهم وأقلامهم يتحقق الإبداع والتنوير، ولقد كنت مرآة عصرك، وضمير أمتك، وعلمًا من أعلام الفكر والثقافة”.
وواصل: “نفذت بإبداعك لقلوب وعقول قرائك، دافعت عن المبادئ التي سعت المجتمعات الانسانية لتحقيقها عبر تاريخها الطويل، ونشرت بكتاباتك قيم التسامح النابذة للغلو والتطرف، لكم تمنياتي مجددًا بعمر مديد وعطاء موصول وكل عام وأنتم بخير، محمد حسني مبارك".
كيف جاءت رسالة مبارك؟
التفاصيل ذكرها الكاتب الصحفي مجدي الدقاق، رئيس تحرير مجلة الهلال في ذلك الوقت، يقول: “عندما استأذنت الرئيس مبارك في أن يخص الهلال برسالة تهنئة للكاتب الكبير نجيب محفوظ بمناسبة يوم ميلاده سألني الرئيس (في أي عدد تريده؟، قلت في عدد خاص سيصدر في أول ديسمبر، قال الرئيس مبتمسا مستعجل ليه، عيد ميلاد محفوظ 11 ديسمبر)”،.
يكمل: “لم أشأ بالطبع إدخال الرئيس في تفاصيل إعداد المجلة ومواعيد الطباعة ولكن الرئيس لمح في داخلي قلقًا واضطرابًا وخوفًا من تأخير موعد صدور العدد، وكنا قد أعددنا الغلاف والصفحات الخاصة بتهنئة الرئيس، يحدونا الأمل ونحن نعرف مشاغل الرئيس في أن تتزين صفحات الهلال بكلمة الرئيس وتهنئته”.
وتابع: “بعد أيام فوجئت بمكالمة خاصة من مكتب السكرتارية الخاص بالرئيس تبلغني أن (كلمة السيد الرئيس الخاصة بتهنئة الأستاذ محفوظ بيوم ميلاده جاهزة لتنشر في العدد التذكاري لمجلة الهلال، وفي أقل من ساعة كانت كلمة الرئيس مبارك بين يدي في ظرف مغلق وبتوقيعه”.
ويكمل: “طرت فرحًا بعد 20 دقيقة قضيتها هناك، وعدت إلى مكتبي في الهلال لنواصل العمل حتى صباح اليوم التالي لتخرج الهلال في موعدها، ونحتفل بمرور 94 عامًا من عطاء أديب نوبل، تتصدرها كلمة الرئيس وتهنئته ومعه نخبة متميزة من مفكري ومثقفي وأدباء مصر من كل الأجيال والاتجاهات”.
