رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات المترجم البريطانى دينيس جونسون ديفيز مع صديقه "صاحب الحرافيش": كان استثنائيًا

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

«ذكريات في الترجمة.. حياة بين خطوط الأدب العربي» كتاب غاية في الأهمية للمترجم الشهير دينيس جونسون ديفيز، ويكتسب أهميته من محتواه الذي يحكي خلاله مؤلفه عن علاقته بعدد من عمالقة الأدب في مصر، مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ويحيى حقي.

ودينيس جونسون ديفيز مترجم بريطاني شهير ولد في 1922 وتوفى في 2017، وهو رائد في فن الترجمة من العربية وكان أول أعماله التي ترجمها قصصًا للكاتب محمود تيمور عام 1947، ثم توسع في الترجمة لكبار الأدباء المصريين.

مقدمة نجيب محفوظ

ودفعت أهمية ذلك الكتاب، نجيب محفوظ إلى أن يكتب مقدمة للترجمة العربية لهذا الكتاب، وهي الترجمة التي أعاد المركز القومي للترجمة إصدارها مؤخرًا، بنفس مقدمة أديب نوبل والتي يستهلها بقوله: «إنه من دواعي سرور الكاتب أن تكون نصوصه مترجمة وتقرأ على الصعيدين المحلي والدولي، إنه لشيء عظيم».

ويسترسل أديب نوبل خلال المقدمة في الحديث عن كواليس معرفته الشخصية بدينيس جونسون ديفيز، فيقول: «تعرفت عليه عام 1945، وأعجبت به منذئذ، وهو أول من ترجم لي نصًا، قصة قصيرة، ومنذ ذلك الحين ترجم عددًا من كتبي، لذلك أنا مدين له بامتنان استثنائي، لقد فعل حقًا أكثر مما فعله أي مترجم آخر في ترجمة الأدب العربي الحديث للإنجليزية والترويج له، ولطالما بحث عن كتاب جدد مثيرين للاهتمام».

ويكمل: «عمل جاهدًا لا ليترجم رواياتهم وشعرهم فحسب، بل سعى لإيجاد ناشرين لها، لقد كبر كلانا سنوات منذ أن ترجم دينيس جونسون ديفيز أولى قصصي القصيرة، وقد حان الوقت المناسب له لكي يتذكر الماضي البعيد مسترجعًا سيرة مهنية طويلة ومتميزة، ومن ثم يحكي عن قصة ريادته للترجمة الإنجليزية للكتابة العربية الحديثة، وبعض الكتاب الذين عرفهم خلال مسيرته، وأنا سعيد جدًا أن دينيس كتب هذا العمل الشاق وأتمنى للقارئ كثيرًا من المتعة والسعادة في قراءة هذا الكتاب مثلما حدث لي بمعرفة مؤلفه على مدى ستة عقود مضت».

في السطور التالية، نستعرض لمحات من الكتاب يتناول خلالها المؤلف ذكرياته مع نجيب محفوظ وكواليس علاقتهما وتفاصيل أخرى حول أدبه وكتاباته.

زقاق المدق

حكى دينيس جونسون تجربته في التعرف على اللغة العربية خلال طفولته التي قضاها في القاهرة ووادي حلفا بالسودان، كاشفًا عن أنه كرس حياته في ترجمة الأدب العربي للإنجليزية، حتى إنه أصدر أولى ترجماته لقصص محمود تيمور على نفقته الخاصة عام 1947، وبعدها تعرف على عالم نجيب محفوظ وكانت له معه الكثير من القصص يحكي عنها في كتابه.

ويتحدث عن نجيب محفوظ قائلًا: «تعرفت عليه في الفترة التي قضيناها في القاهرة ما بين عامي 1945 و1949، حيث كنا نلتقي في أحد المقاهي التي كان يتردد عليها، وفي وقت مبكر ترجمت قصة من إصداره الأول "همس الجنون" تم بثها في البرنامج الأوروبي بالإذاعة المصرية».

ويكمل: «في عام 1947 قرأت روايته "زقاق المدق"، فشعرت أنه لا توجد كتابة مثلها في اللغة العربية، وتذكرت أنني حين حضرت إحدى أمسيات طه حسين الأسبوعية مع لويس عوض ذكرت الرواية فلم أجد أحدًا سمع نهائيًا عن محفوظ أو روايته».

ويكشف عن أنه شعر برغبة «محفوظ» في أن يترجم له إحدى رواياته، مثلما سبق وترجمت عددًا من قصصه القصيرة، فترجم بالفعل إحدى رواياته التي أعجبته، ويحكي أنه عندما كانا يلتقيان في أحد المقاهي كان يتحدث معه دائمًا عن إبداعه، ولم يكن يتخيل أنه يتحدث مع الفائز المستقبلي بجائزة نوبل.