رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمود الشنوانى: «ثلاثون عامًا فى صحبة نجيب محفوظ» يسرد قصة حب مجهولة لـ«أديب نوبل»

جريدة الدستور

يشهد معرض الكتاب صدور كتاب «ثلاثون عاما فى صحبة نجيب محفوظ»، للكاتب محمود الشنوانى، الصادر عن دار صفصافة، ويحكى فيه عن علاقته بالأديب الكبير منذ بداية تعارفهما فى سبعينيات القرن الماضى وحتى وفاته عام ٢٠٠٦.

ويتناول الكتاب أبعاد شخصية الأديب العالمى، ومواقف غير معروفة عن حياته، وأسرار لقاءاته الخاصة مع أصدقائه، وفلسفته فى حياته، وكذلك بعض الخلفيات غير المعروفة عن أعماله الأدبية التى حصل بها على جائزة نوبل فى الآداب.

وعن علاقته بالأديب الكبير، قال «الشنوانى» إنها بدأت على مرحلتين، الأولى عندما تعرف عليه فى سن مبكرة عن طريق كتاباته، نظرا لاهتمامه بالثقافة، وقراءته لكبار الكتاب، من أمثال طه حسين وإحسان عبدالقدوس ويوسف السباعى، وبالطبع كان «محفوظ» واحدا منهم.

أما المرحلة الثانية، فكانت عندما التقى به فى جلساته مع أصدقائه، وصار يستمع إليه بشغف شديد فى ظل سنه الصغيرة، التى لم تكن تتجاوز ١٩ عاما.

وأضاف أن هذه العلاقة تسببت فى تنامى حصيلته الثقافية بعد احتكاكه بالأديب الكبير، وبآخرين من الذين اعتادوا الجلوس معه، ما تسبب فى زيادة خبراته الفكرية والمعرفية، لمدة ٣٠ عاما بعدها، حتى توفى الأستاذ الكبير وعمر الكاتب ٤٩ عاما.

وذكر أن أولى جلساته مع الأستاذ كانت فى مقهى «ريش» الشهير، ثم انتقلت بعدها لكازينو «قصر النيل»، ثم فندق «سوفيتيل» بالمعادى، وبعدها تعددت أماكن اللقاء، خاصة فى السنوات العشر الأخيرة من عمر «محفوظ».

وأشار إلى أن هذه اللقاءات كان يحضرها عدد من الأدباء والمثقفين من بينهم الأستاذ مصطفى أبوالنصر، وهو أديب وصديق قديم لـ«محفوظ،» والكاتب المسرحى على سالم، والكاتب نعيم صبرى، والمخرج توفيق صالح، بالإضافة إلى هارفى سعيد وفتحى هاشم، وكانوا من الأصدقاء المقربين للأديب الكبير.

وروى الكاتب أن علاقته مع الأديب الكبير شهدت موقفين من الصعب نسيانهما، أولهما كان يتعلق برواية «قصر الشوق»، وما ردده البعض من كون «محفوظ» كان يكتب فيها عن نفسه، ويتذكر بها شيئا من حياته، خاصة فى قصة الحب، التى جمعت بطل الرواية «عبدالجواد» بفتاة تدعى «عايدة شداد».

ويؤكد «الشنوانى» أنه كان شاهدا على صحة هذه الحكاية، عندما حضر عيد الميلاد الـ٩٠ لـ«محفوظ»، وشاهد رجلا كبيرا فى السن يخبره بأنه أخو «عايدة شداد»، ثم أعطاه صورة لأخته، وساعتها ظل الأديب الكبير يتأملها كثيرا، ثم سرح بخياله، حتى أحس المحيطون بتنهيداته المعبرة وانفعاله بهذه الذكرى.

أما موقفه الثانى مع «محفوظ»، فيروى أنه كان عقب زواجه مباشرة، بعدما ذهب وزوجته لزيارة الأديب الكبير، وجلسا معه لمدة ساعتين، ثم انصرفا ليعلما فى اليوم التالى أن نجيب محفوظ فاز بجائزة نوبل فى الأدب، وأنه كان آخر الأصدقاء الذين رأوه قبل وصول خبر فوزه.

وأضاف: «فى اليوم التالى احتضننى نجيب محفوظ وقال لى: (إنت وش الخير عليا)».

وشرح فى كتابه أن متانة العلاقة بينه وبين الأديب الكبير واستمرارها لـ٣ عقود، جعلته لا يدون شيئا مما دار فى الجلسات الشخصية بين الأستاذ وأصدقائه، نظرا لما اتسمت به اللقاءات من تفاعل واندماج.

وأشار إلى أن ذلك تسبب فى صعوبة كبيرة بعد اتخاذ قرار تدوين الكتاب، نظرا لعدم وجود مراجع للأحداث، ما اضطره للاعتماد على ذاكرته، واختيار المواقف المعبرة، والتركيز على ما ظهر بها من طبيعة الأستاذ الكبير وتصرفاته.

وأكد أن كتاب «ثلاثون عاما فى صحبة نجيب محفوظ»، نظرا لاعتماده على هذه الزاوية، سيحمل طابعًا مختلفًا عن معظم ما كتب عن الأديب الكبير، نظرا لما يحمله من جانب شخصى وما يبرزه من أفكار وآراء ومكانة شخصية للأستاذ لدى أصدقائه.

وتابع: «من هذه الناحية أعتقد أن الكتاب سيكون شاملا بعدما أخرجت فيه خلاصة ذكرياتى مع الأستاذ، لذا لن أكون بحاجة لكتاب آخر يتناول شخصية الأديب الكبير».