رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا تتعرض إفريقيا لضغوطات غربية متزايدة فى ظل التقارب الصينى الروسى؟

افريقيا
افريقيا

تتعرض إفريقيا لضغوط غربية كثيفة خلال هذه الفترة، من أجل "التخلص من الدعم الصيني في إفريقيا أو عزل روسيا، ولكن من الأفضل أن تتم خدمتها من خلال التجارة مع أكبر عدد ممكن من الشركاء، حيث تتنافس الولايات المتحدة والصين على النفوذ والقوة في إفريقيا. 

ووفقًا لصحيفة جلوبال تايمز، إنه بعد مرور نحو ثلاثة عقود من نهاية الحرب الباردة، يشهد النظام العالمي تحولًا بنيويًا، وفي قلب هذا الأمر يكمن التحدي الذي يواجه هيمنة الولايات المتحدة، وتقود هذا في المقام الأول روسيا والصين اللتان تشعران بالاستياء من تجاوزات واشنطن على الساحة العالمية.

وكيل لتمرد روسيا والبقية ضد الولايات المتحدة

 

وكان أحدث مثال على هذا التمرد هو الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، فقد لاحظت فيونا هيل، المتخصصة في الشئون الخارجية البريطانية الأمريكية، أن الحرب كانت بمثابة "وكيل لتمرد روسيا والبقية ضد الولايات المتحدة".

وذكر التقرير تعتبر القارة الإفريقية منافسًا واضحًا لمغازلة القوى الكبرى في ظل عملية إعادة التنظيم هذه. 

ما هي أسباب تعرض إفريقيا لضغوطات غربية؟  

أولًا، إنها أكبر كتلة إقليمية في الأمم المتحدة، حيث تمثل نحو 28% من مجموع الأصوات في الجمعية العامة. 

ثانيًا، إنها تمتلك بعض المعادن الخام المهمة التي لا توجد إلا في القارة.

ثالثًا، تمتلك بعض طرق التجارة البحرية المهمة، خاصة في شرق إفريقيا، وأخيرًا، تعد القارة موطنًا للتركيبة السكانية الشبابية الأسرع نموًا، وسوف تمثل نحو 42% من شباب العالم بحلول عام 2030.

ومع ذلك، فقد تمكنت في الماضي من التصويت بشكل متزامن بطريقة أثبتت تأثيرها.

 وكان المثال الأبرز على ذلك هو التصويت عام 1971 لصالح القرار الذي جلب البر الرئيسي للصين إلى الأمم المتحدة ليحل محل تايوان، وفي المجمل، كان هناك 76 صوتًا مؤيدًا، منها 27 دولة إفريقية أعضاء.

وفي الأمم المتحدة اليوم، فإن وجود هذا التجمع الضخم إلى جانب كل طرف يساعد البلدان أكثر عندما يتعلق الأمر بتمرير ــ أو هزيمة ــ القرارات، ومع وصول مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى طريق مسدود، لأن الأعضاء الخمسة الدائمين (الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) يتمتعون بحق النقض، كان هناك تحول نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تعمل على مبدأ صوت واحد لعضو واحد. 

وأصوات الجمعية العامة رمزية في المقام الأول، ولكنها تشكل مؤشرًا مفيدًا لمكانة المجتمع الدولي، وتشكل سلاحًا أخلاقيًا قويًا لأي قوة كبرى.