رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنا توشكى.. كيف زرعت مصر الأمل فى الصحراء؟

هنا توشكى
هنا توشكى

من نافذة الطائرة التى قطعت نحو ١٠٠٠ كم من القاهرة حتى مشروع «توشكى»، حاولت ترتيب الأفكار فى رأسى المتخم بالأسئلة حول الكم الكبير من الشائعات التى استهدفت التقليل من هذا المشروع العملاق وتشويهه.

وجدتنى أسأل نفسى: لماذا هذا المشروع تحديدًا نال هذا الكم من الأخبار المفبركة؟ ألم يشاهد المصريون على الهواء مباشرة موسم حصاد القمح هناك؟ ألم يروا هذا الإنتاج الضخم الذى خرج أمام العالم؟ فلماذا إذن عملت ترسانة الأكاذيب على توجيه مدفعيتها إلى «توشكى»؟

وبينما سيل الأسئلة يجتاح أفكارى، بدأت الإجابات تتكشف، حين وجدت بحر الرمال الذهبية يختفى تدريجيًا، وتظهر أمام أعيننا مساحات خضراء شاسعة للغاية، يتوسطها الآلاف من العمال والفنيين والمهندسين الموجودين فى مواقع العمل، حيث يصارعون قسوة الطبيعة والطقس شديد الحرارة، ويشقون الجبال شقًا لتجرى فيها المياه، مؤمنين تمام الإيمان بأنهم يسهمون فى رسم مستقبل الأجيال المقبلة.

إلى هنا، حيث مشروع «توشكى» العملاق، وأمام المياه التى شقت الجبال والمناطق الوعرة لتحيل أراضيه من اللون الأصفر إلى الأخضر، عبر زراعة ٣٠٠ ألف فدان، اصطحبتنا إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة- مجموعة من الصحفيين والإعلاميين العاملين فى مختلف الصحف والقنوات الفضائية- لنرى ما وصل إليه المشروع، ولننقل قصص هؤلاء العمال والفنيين والمهندسين إلى كل المصريين فى مختلف أنحاء الجمهورية.

السيسى فى مداخلة مع الإعلاميين: ما يجرى هنا إنجاز بكل المقاييس

حرص الرئيس السيسى على إجراء مداخلة هاتفية مع الإعلاميين أثناء جولتهم فى توشكى، طالبهم فيها بنقل الصورة كاملة للشعب المصرى، بشأن ما يحدث فى «توشكى» من جهد وتعب ونحت فى الصخر لتحقيق الأمن الغذائى فى مصر.

وقال الرئيس: «لا بد أن يعلم أبناء الشعب المصرى بقصص أشقائهم وأبنائهم العاملين فى توشكى، وما يفعلونه من أجلهم».

وشدد الرئيس السيسى على أن ما يجرى على أرض توشكى إنجاز بكل المقاييس، ويتكامل مع المشروعات الأخرى المماثلة فى الفرافرة وشرق العوينات وعين دلة، وغيرها من المشروعات الزراعية ضمن خطط الدولة لزراعة واستصلاح ١.٥ مليون فدان.

وأتم بقوله: «مصر تتجه بقوة إلى التصنيع الزراعى وستتوسع فيه خلال الفترة المقبلة، مثلما تم فى مشروع مصنع البطاطس بشرق العوينات، والعمل الجارى حاليًا لتدشين مصنع أخشاب اعتمادًا على جريد النخل، باستخدام أحدث التقنيات العالمية».

مهندسون: نسفنا جبل جرانيت يشبه «خط بارليف» لعبور المياه

التقت «الدستور»، خلال الجولة، مجموعة من المهندسين والعمال والفنيين، ممن يواصلون الليل بالنهار لبناء هذا الوطن واستصلاح أراضيه، وكان فى مقدمتهم مهندس شاب فى إحدى الشركات العاملة بمحطتى رفع المياه لزراعة ١٠٠ ألف فدان.

وقال المهندس الشاب: «ما يحدث فى توشكى يشبه المعجزة.. نحن ننحت فى الصخر بالمعنى الحرفى للكلمة، متكاتفين جميعًا لتحقيق ما نصبو إليه من أهداف، سواء من هم فى الشركات أو ضباط الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة».

وأضاف: «إحنا بنعمل حاجة كبيرة للبلد، كان من المفترض أن تنتهى خلال ٤ سنوات على الأقل، لكن بمتابعة دقيقة من القيادة السياسية والقوات المسلحة، وبمواصلة ساعات العمل ليل نهار، قاربنا على الانتهاء من إنشاء محطة رفع المياه، وبدء تشغيلها بنهاية العام الجارى، رغم أننا بدأنا فى إنشائها منذ فبراير الماضى فقط».

وقال مهندس ثان: «مصر عكفت خلال الفترة من ١٩٦٧ إلى ١٩٧٣ على دراسة كيفية اختراق وهدم خط بارليف، ونجحت بالفعل فى ذلك خلال انتصار السادس من أكتوبر، ونحن هنا بجهود وإشراف القوات المسلحة نسفنا ما يقرب من خط بارليف لشق ترعة للمياه اللازمة لرى الزراعات المخطط لها، وكان الأمر أصعب، لأن ما تم نسفه كان من رخام الجرانيت وليس ساترًا ترابيًا».

وأضاف المهندس: «نحن هنا لا نفعل شيئًا سوى العمل، نعمل ونعمل ونعمل فقط، ولا نملك رفاهية التباهى على السوشيال ميديا، ولا التصوير أمام ما نحققه من إنجازات، أو المزايدة به على أحد، ليقينى أنا وزملائى، ومن خلفنا الدولة بأجهزتها المختلفة، أن هناك فارقًا كبيرًا بين الكلام والعمل». وواصل: «كلنا تركنا منازلنا وأسرنا لنبنى بلدنا بصدق وتجرد وإخلاص»، معتبرًا أن حديث الرئيس السيسى حول أن ما يجرى فى «توشكى» يضاهى بناء السد العالى كان دقيقًا، وليس مجازًا أو كلامًا إنشائيًا، فى ظل حجم المجهود الكبير الذى بُذل فى المشروع، والنتائج المتحققة على أرض الواقع. كما التقت «الدستور» ٣ مهندسين شباب من الشركات المنفذة للمشروع تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وهم مصطفى عبيد من شركة «السويدى إلكتريك»، ومحمد أحمد من شركة «مدكور»، وبهاء تمام من شركة «ANA» الدولية. وأفاد المهندسون الشباب بأن محطة الرفع الرئيسية تنفذها شركة «أوراسكوم»، والثانية شركة «سياج»، مشيرين إلى أن هاتين المحطتين تدعمان ٥٩ محطة فرعية أخرى. وبيّن المهندسون الثلاثة أنهم مهندسون متخصصون فى إنشاء شبكات الضغط الكهربى المتوسط والمنخفض، ضمن مشروعات البنية التحتية لمشروع زراعة ١٠٠ ألف فدان فى «توشكى»، إلى جانب نحو ٣٠ ألف عامل وفنى ومهندس من الشركتين فى المشروع.

الرئيس أعاد إحياء «الحلم القديم» فى 2014 بتكلفة تصل إلى 6.4 مليار جنيه

بداية مشروع «توشكى» كانت فى يناير ١٩٩٧، لكنه عانى الإهمال وسوء الإدارة، إلى أن جاء قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى فى ٢٠١٤، بإعادة إحياء المشروع من جديد، ضمن خطط الدولة لإطلاق وتنفيذ عدد من المشروعات الكبرى، وتحديدًا مشروع استصلاح المليون ونصف المليون فدان، ضمن الخطة القومية لاستصلاح ٤ ملايين فدان خلال ٤ سنوات.

وحسب المسئولين هنا، كُتب السطر الأول فى خطة إعادة إحياء مشروع «توشكى»، حينما أصدر الرئيس السيسى قرارًا بالبدء فورًا فى استكمال المشروع، ليزور الموقع بعدها المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، وتحديدًا فى ٢٣ يوليو ٢٠١٤، للتعرف على المشاكل التى تعوق التنفيذ.

ويقع مشروع «توشكى الخير» فى منطقة «توشكى» جنوب أسوان، وكانت فكرة إنشائه قائمة على خلق وادٍ جديد فى الصحراء الغربية على مساحة ٥٤٠ ألف فدان، تصل فى المستقبل إلى مليون فدان، على أن يكون موازيًا لوادى النيل.

وبلغت تكلفة المشروع ٦.٤ مليار جنيه، وتم البدء فى إعادة إحيائه من جديد فى أكتوبر ٢٠٢٠، وشهد العديد من النجاحات العملية، كان بينها الانتهاء من زراعة ٣٠ ألف فدان قمح خلال أول ٣ أشهر من بداية المرحلة الأولى، إضافة إلى إنهاء تجهيز نحو ١٠٠ ألف فدان قابلة للزراعة، وجار تجهيز ١٠٠ ألف فدان أخرى بنهاية العام الجارى.

وأوضح المسئولون أنه فى إطار إعادة إحياء المشروع، تم حفر وتبطين ترع بإجمالى طول ١٩.٨ كم، وجار حفر ترع بطول ١٨.٢ كم، إلى جانب إنشاء ٥٢ محطة طلمبات تضم ٢١٩ طلمبة لضخ المياه لأجهزة الرى المحورى، مع العمل على إنشاء العديد من المحطات الأخرى.

وتم مد شبكات رى بإجمالى أطوال ٤٢٠ كم «بأقطار تتراوح بين ١٨٠ مم و١٢٠٠ مم»، إضافة إلى ٦٧٠ كم جار تنفيذها، لتصل أطوال شبكة الرى إلى ١٠٩٠ كم، بالتزامن مع توريد وتركيب وتشغيل ٤٩٧ جهاز رى محورى فى مناطق الأسبقية العاجلة، واستكمالها لتصل لنحو ٨٠٠ جهاز للمرحلة الأولى.

كما تم إنهاء ٤١٥ كم من شبكات الطرق الرئيسية والمدقات، ويتم حاليًا تنفيذ ٦٧٧ كم أخرى من إجمالى ١٠٩٢ كم المستهدفة، إضافةً إلى الانتهاء من تنفيذ جميع أعمال الكهرباء لتغذية محطات الطلمبات وأجهزة الرى المحورى، متمثلة فى ٢٩٠٧ أبراج هوائية بإجمالى ٦٥٠ كم هوائيات، علاوة على وصول شبكات السكة الحديد.

ويتضمن المشروع إنشاء عدة مصانع لتعبئة وتغليف الحاصلات الزراعية، ويستهدف خلق مناطق جديدة مجهزة وممهدة بشبكة طرق، للربط بين مدن صعيد مصر والتجمعات السكانية، لزيادة فرص العمل وتشغيل الشباب والخروج من الوادى الضيق، وسد العجز بين الإنتاج والاستهلاك.

فارس: فخور بجنى تمور النخلة التى زرعها الرئيس.. وأحمد: الراتب 8 آلاف جنيه 

تحدثت «الدستور» مع أحمد محمد على، عامل بالشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، يبلغ من العمر ٢٧ عامًا، ويقيم فى محافظة أسوان، ويعمل منذ ٤ سنوات فى الشركة بمزرعة نخيل توشكى.

وكشف «أحمد» عن أنه شهد مراحل المزرعة منذ كانت صحراء حتى أنتجت محصولها الأول، لافتًا إلى أنه لا يشعر أحد بمثل ما يشعر به من سعادة، إلا إذا كان فلاحًا، ويدرك قيمة الأرض والزرع، وهو الشعور الأفضل على الإطلاق.

وأضاف- أثناء جنيه التمر- أن الشجرة التى يعمل بها صنفها من نوع «خلاص»، مشيرًا بيده إلى نخلة أخرى على بُعد أمتار بأنها من نوع «مجدول»، كاشفًا عن أنه يتقاضى راتبًا شهريًا قيمته ٨ آلاف جنيه، وهو مبلغ لم يكن يتحصل عليه سابقًا من أى عمل.

وأشار إلى أن شجرة النخيل التى يجنى فيها يتراوح إنتاجها بين ٨٠: ١٠٠ كجم من التمر، وهنا تدخل مهندس زراعى أحمد مدحت، من مركز بحوث الصحراء والمسئول عن متابعة أعمال الزراعة، قائلًا إن المزرعة بها ١٫٧ مليون نخلة، وتجرى زراعة ١٧ ألف فدان أخرى من النخيل والتوسع فيه، خاصة أن لديهم ٣٦ صنف نخيل مزروع، و١٢ صنفًا مستحدثًا تم استحداثها واختبارها فى مركز البحوث لزراعتها فى «توشكى ١» إلى «توشكى ١٢».

وفى مدخل المزرعة، ظهرت لنا النخلة التى زرعها الرئيس عبدالفتاح السيسى بيده قبل أعوام، ويجلس تحتها فارس عبدالله، وهو شاب ينتمى إلى مدينة إسنا بالأقصر، يجمع التمر منها بزهو وفخر، قائلًا: «أى حد بيشكك فى توشكى مش هنرد عليه ونقوله غير يا ريت ييجى يشوف بعنيه، يشوف الخير».

ورفع حفنة من تمر الحصاد، ثم عاود رصها من جديد، قائلًا إنه فخور بأنه المسئول عن جنى تمور النخلة الذى زرعها الرئيس السيسى بيده، وأنه سيروى ذلك لأسرته لتكون ذكرى جيدة فى حياته.

أحمد عبدالجليل: نزرع ٦ أصناف عنب على مساحة 200 فدان

من مزرعة التمور إلى زراعات الليمون فى توشكى، بأشجارها المزهرة المثمرة والمزروعة على مساحة١٦٠ فدانًا، بواقع ٧ آلاف شجرة ليمون من نوعية بنزهير، وتنتج بين ٨٠: ٩٠ طنًا من ثمار الليمون. انتقلنا بعد ذلك إلى مزرعة العنب، والتقينا المهندس أحمد محمد عبدالجليل، رئيس قسم الزراعة بمزرعة عنب توشكى، الذى أوضح أنه توجد فى المزرعة ٦ أصناف مزروعة على مساحة تبلغ ٢٠٠ فدان بإنتاجية بين ٦: ٧ أطنان للفدان الواحد.

وفى مزرعة المانجو، التقينا المهندس عبدالسلام أحمد المهندس المشرف، الذى أوضح أن زراعات المانجو ممتدة على مساحة ٣٢ فدانًا، وتنتج فى الطن الواحد ٨ أطنان من الثمار.

ولفت إلى أنه ولأول مرة تتم زراعة ٤ أصناف مختلفة، أشهرها «شيلى» و«كينت»، لافتًا إلى أنه جار التوسع فى زراعة هذه الفاكهة.

«الزراعة»: مزرعة النخيل الأكبر على مستوى العالم

حسب تقرير رسمى لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، فإن مزرعة نخيل التمر بتوشكى بمحافظة أسوان تعد أكبر مزرعة نخيل مزروعة فى مساحة واحدة فى العالم، ما جعلها تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية.

وأوضح التقرير أنه تتم فى هذه المزرعة زراعة ٢.٥ مليون نخلة على مساحة ٣٨ ألف فدان، وجميع الأصناف المزروعة فيها ذات عائد اقتصادى مرتفع، وهى أصناف عربية، منها على سبيل المثال «المجدول والبارحى والخلاص والسكرى والعنبرة وعجوة المدينة والصقعى ونبتة سيف والشيشى والشبيبى». وبيّن أنه يتم حاليًا إنتاج التمور ذات القيمة التسويقية المرتفعة والمطلوبة لدى الأسواق الدولية، وعلى رأسها التمور المُنتَجة من المشروع القومى الخاص بإنشاء أكبر مزرعة نخيل تمر بالعالم على مساحة ٤٠ ألف فدان بتوشكى، حيث تؤكد الإحصائيات أن هناك زيادة مستمرة وملحوظة فى عدد النخيل الكلى والمثمر تصل لـ٣ ملايين و٦٠٠ ألف نخلة. وتعد مصر من أكبر منتجى التمور فى العالم، حيث تنتج نحو ١٨٪ من حجم الإنتاج العالمى، و٢٥٪ من حجم الإنتاج العربى، ولديها نحو ١٦ مليون نخلة مُثمرة بإنتاجية ١.٦ مليون طن من التمور، حيث تحتل مصر المرتبة الثامنة للدول المصدرة للتمور.

«الوطنية لاستصلاح الأراضى»: نخطط لزراعة نصف مليون فدان قمح 

أكد رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، أن الشركة رغم أنها المسئولة عن مشروع توشكى، لكنها لا تضطلع بكل المهام، بل تركز على مهمتها الأساسية، وهى زراعة الأراضى التى لم تُزرع من قبل، مشددًا على أن هذا يعد «مغامرة خطيرة».

وأوضح رئيس مجلس إدارة الشركة: «أن يجعلك الله ترسًا فى ماكينة لتخضير أرض بعدما كانت صفراء.. متعة لا تضاهيها أى متعة»، لافتًا إلى أن الشركة تتولى الإشراف ومتابعة التنفيذ فقط، وهناك متخصصون فى الزراعة وآخرون فى البنية التحتية.

وقال إن الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضى الصحراوية، باعتبارها المسئولة عن مشروع توشكى، ليست فوق القانون كما يزعم البعض، بل تخضع للمراجعة من قبل الجهاز المركزى للمحاسبات، ويعمل بها نحو ٤ آلاف مدنى.

وطمأن رئيس الشركة المصريين بشأن المياه المستخدمة فى توشكى، مؤكدًا أنهم يسيطرون على المياه بشكل جيد «تأتى عبر ترعة الشيخ زايد، ونحافظ على كل نقطة مياه، من خلال الرى الحديث».

ولفت إلى أن الشركة تخطط لزراعة ما يزيد على ٥٠٠ ألف فدان قمح فى الموسم الجديد، بعدما كانت تزرع ٣٠٠ ألف، معتبرًا أن الزيادة السنوية شهادة النجاح بالنسبة لهم، مشيرًا إلى أن متوسط الزيادة ١٥٠ ألف فدان سنويًا، والشركة تزرع القمح والتمور والذرة والنباتات العطرية وبنجر السكر.

وردًا على سؤال حول الأنباء المتداولة بشأن شراء قمح مزروع فى توشكى، قال: «هذا غير صحيح، أما الحقيقة فهى أن الدولة، ممثلة فى وزارة التموين، تشترى قمحًا من تلك الشركة، لكن ليس القمح المزروع فى مصر، وهذا يحدث مع الكثير من الشركات». وأكد: «نشترى من مزارع خارج مصر، لأن كل الزراعات القمحية يجرى توريدها لوزارة التموين»، لافتًا إلى أن الجهات المعنية تشارك فى الخطط والدراسات اللازمة، من خلال المراكز البحثية التابعة للدولة، خاصة فى مجال الموارد المائية وتقييم استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وجودة التربة «نحو ٣.٣٠ مليون فدان» لتحديد صلاحية المساحات المناسبة للزراعة.

«توشكى الجديدة».. مدينة تستوعب 80 ألف نسمة وتوفر 30 ألف فرصة عمل 

تقع مدينة «توشكى الجديدة» فى محافظة أسوان، جنوب شرق طريق «أسوان- أبوسمبل» ومزرعة الوليد بن طلال، وشمال ترعة الشيخ زايد، وهى تبعد ٥٥ كم من الساحل الغربى من بحيرة السد العالى، و٩٠ كم من مدينة أبوسمبل.

وتتكامل المدينة الجديدة مع القرى الريفية المحيطة بمشروع «توشكى»، وهى تستوعب ٨٠ ألف نسمة، وتوفر ٣٠ ألف فرصة عمل، فى ظل ما تضمه من خدمات وأنشطة ترفيهية مختلفة وصناعات خفيفة ووسائل للتصنيع الزراعى.

ونفذت المرحلة الأولى من «توشكى الجديدة» بتكلفة ٥٠٠ مليون جنيه، لتستوعب ١٧ ألف نسمة و١٠٠٠ وحدة سكنية، وتبلغ مساحة الكردون الداخلى للمدينة ٢٨٧٣ فدانًا، ومساحة الكردون الخارجى ١٠٩٩٢ فدانًا.