رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الكعك والبارود".. محمد توفيق يصدر الجزء الأخير من "شىء من الحرب"

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدر حديثًا عن دار ريشة للنشر والتوزيع كتاب الكعك والبارود للكاتب الصحفي محمد توفيق، وهو الجزء الثاني والأخير من "شىء من الحرب" والذي جاء عنوانه "شئ من الحرب.. السلاح السري".

الجزء الثاني من شىء من الحرب

وقال محمد توفيق عن الكتاب:" كتاب الكعك والبارود صدر في 396 صفحة، ويدور حول 31 يوم فقط بداية من ليلة الرؤية لرمضان إلى أول يوم العيد.

وأضاف محمد توفيق في تصريح خاص لـ"الدستور":" الكعك والبارود على غير الكتب التي ناقشت حرب أكتوبر، فهو كتاب يتطرق للوضعية الاجتماعية في مصر في تلك الفترة، هو يدور عن شهر رمضان المزامن لشهر أكتوبر وقت الحرب، وكيف أن المواطن البسيط شارك بالفعل في المعركة دون أن يذهب إلى الجبهة.

 - مشاركة الأطفال والسيدات فى الحرب

وواصل:" ليس الرجال فقط لكن الأطفال شاركوا أيضًا وهناك فصل كامل عن مشاركة الأطفال في الحرب، وكيف أن السيدات كان لهن دور عظيم أيضًا لا يمكن تناسيه، وهناك من السيدات من كانت لهن مهن شاركن بها مثل الخياطات مثلا، والكثير من هذه الأمور.

وتابع: "الفلاحون والبسطاء كان لهم دور كبير في المعركة، وهناك معارك دارت في محافظات كثيرة وكيف أن بعضهن قام بأسر العدو أيضًا في أماكن متفرقة.

 قال الكاتب الصحفي محمد توفيق:" في سلسلة شيء من الحرب اهتممت جدا بالجوانب الاجتماعية مثل المواصلات والصحة والتعليم والأسعار وتفاصيل حياة الفرد في تلك الفترة.

 

غلاف الكتاب

مقدمة الكتاب

يقول الكاتب الصحفي محمد توفيق في جزء من مقدمته لكتابه الكعك والبارود:" الكل شارك في القتال. 35 مليونًا شاركوا في هذه الحرب: الطبيب، والمهندس، والمحامي، والصحفي، والسياسي، والعامل، والفلاح، والرياضي، والفنان، والميكانيكي؛ العالم والأُمِّي، الطفل والشاب والشيخ، الرجل والمرأة، تلميذ الابتدائي وأستاذ الجامعة... جميعهم صاروا جنودًا في المعركة، وقدموا نماذج مُلهمة لأجيال قادمة.

فلم يخطر ببال العدو أن يرى فلاحًا يعبر مع الجنود مرتديًا جلبابه غير عابئ بالقنابل التي تتساقط إلى جواره، ولم يصدِّق أن الطبيب المصري سيقود سيارة الإسعاف، ويساعد في نظافة المستشفى، ويقاتل من أجل إنقاذ حياة الجرحى، ولم يتصوَّر أن المهندس سيقود بنفسه سيارة «كسح المجاري»؛ لأن سائق العربة استُدعي لأداء الخدمة العسكرية، ولم يتخيَّل أن المدرس تفرَّغ لإعطاء دورس خصوصية مجانية، بينما ذهب الطالب صائمًا إلى مدرسته ليتعلم قواعد الدفاع المدني.

بدت أشياء خارقة، رغم بساطتها؛ ففي لحظة الخطر، الجميع مد يده للمساعدة؛ فهذه الفتاة هي التي تبرعت بجهازها للمجهود الحربي، وذلك هو العامل الذي ضاعف إنتاجه في أثناء صيامه، وهذه هي السيدة التي تبرعت بتنظيف أرضية المستشفى من آثار الدماء، وهذا هو اللص الذي تاب حين سمع بيان العبور، وهذا هو الفقير الذي تبرع بقوت يومه، وهذا هو الجندي الذي أصر على أن يحمل زميله المصاب إلى الجبهة الأخرى حتى يطمئنّ عليه، وتلك هي الخياطة التي تنازلت عن أجرها -لجيشها- رغم أنها كانت في أمسِّ الحاجة إليه...

لم يدخر أحد جهدًا لدعم المجهود الحربي، بدءًا من العقيد الذي رفض أن يجلس في مكتبه وأصرَّ على أن يكون بين جنوده في لحظة العبور ليَلقَى ربه صائمًا، مرورًا بالأُم التي تعيش بالقرب من شاطئ القناة، وأَبَتْ أن ترحل بعيدًا عن خط النار حتى ترسل الطعام إلى الجنود عند الإفطار، وصولًا إلى الموظف الذي أصر على أن يذهب إلى عمله في أول أيام العيد، ورفض أن يحصل على أجره الإضافي، وقد فعلت مثله الممرضة التي لم يزر النوم جفنيها سوى ساعات قليلة في أيام طويلة.

كل بطولة مهما بدت بسيطة تحتاج إلى كتاب، ومسلسل درامي، وفيلم سينمائي، وآخر وثائقي، فالحقيقة في حرب رمضان أقوى وأبقى من الخيال.

فلا يمكن أن يصدق أحد أن الجندي المصري كان يجري على قدميه خلف الدبابات والمدرعات التي تفر منه، وأن الفلاح يأسر طياري العدو بفأسه التي يزرع بها أرضه.

فلم يواجه العدو المقاتلين على الجبهة وحدهم، لكنه واجهه شعبًا بأكمله جنَّد نفسه لخدمة المعركة، فقد وقف أمامه المزارع الذي تبرع بالمال الذي ادّخره لفريضة الحج، والضابط الذي فقد ساقه فحملها ليذهب بها إلى المستشفى، والأستاذ الجامعي الذي تبرع براتبه، وعامل السنترال الذي قرر أن يبيت في محل عمله، وصاحب الفرن الذي رفض أن يصنع الكعك حتى يتحقق النصر.

صدقوا الله

جميعهم صَدَقُوا ما عاهدوا الله والوطن عليه، فلم يتخلف أحد عن المعركة، حتى الأطفال شاركوا، فكثير منهم حطموا «حصالاتهم الخشبية» ليتبرعوا بكل ما فيها، وبعضهم دفع ثمن تورتة عيد ميلاده، والبعض الآخر أسهم بعيديته، بل إن هناك طفلة قدمت كل ما تملك للمجهود الحربي، ولم تكن تملك سوى ثمن علبة سجائر، وقطعة صابون.

اقرأ أيضًا..

 

«نعيمة عاكف.. التمر حنة».. جديد ماهر زهدى عن دار ريشة بمعرض الكتاب

«بين أطلال السباعي».. الوجه الآخر لفارس الرومانسية يوسف السباعي

كيف رأى صبرى موسى مصر فى الستينيات؟.. كتاب «الصخر والبحر» يجيب