رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف رأى صبرى موسى مصر فى الستينيات؟.. كتاب «الصخر والبحر» يجيب

صبري موسي
صبري موسي

للكاتب الراحل صبري موسي العديد من الرحلات فى الصحراء، والبحيرات، وباريس، واليونان جميعها وثقها صحفياً فى “روز اليوسف” ونشرت بعد وفاته فى كتاب صدر مؤخراً عن دار نشر ريشة للنشر بعنوان  "الصخر والبحر.. مصر كما رأيتها فى الستينيات" للأديب الراحل "صبري موسي".

"الدستور" حصلت من الناشر حسين عثمان مؤسس دار ريشة للنشر والتوزيع على جزء من كتاب؛ نترككم مع صبرى موسي؛ وكيف رأى مصر فى ستينيات القرن الماضي: 

بدء فعاليات منافشة كتاب «الصخر والبحر» لصبرى موسي (صور)

"نحن ذاهبون إلى مكان لا يذهب إليه الناس كل يوم، ولهذا يتحتم علينا أن نتبصر طريقنا جيدًا.. فهذه المساحة المخيفة، من السهول الرملية والصخور البركانية والجبال، الواقعة بين وادي نهر النيل والبحر الأحمر، والممتدة جنوبًا من جبل المقطم إلى حدودنا مع السودان، لا تحتل من الخريطة أكثر من بضعة سنتيمترات.. وبهذه الطريقة تبدو الصحراء لكلٍ منا وليس بها سوى الفضاء والسكون..

لكن الصحراء الحقيقية، لا تعطي نفسها إلا لمن يصادقها، ويمعن النظر فيها..

وقد كانت هذه المساحة المخيفة في الزمن القديم، ملعبًا لأجدادنا الفراعنة، يتسللون إليه من حافة الوادي فيكتشفون جباله.. ويثقبون هذه الجبال بحثًا عن الذهب والرصاص والنحاس والتلك، وبقية المعادن الأخرى، التي شكلتها البراكين والزمن في الصخور..

أو يقطعون هذه الصخور من الجبال ويهبطون بها إلى حافة الوادي، ليقيموا بها مساكنهم ومعابدهم..

وقد تعاقب الزمان على هذا الوادي، وتنقل صولجان الحكم من الفراعنة حتى وصل إلى الأتراك.. ونزل علماء الطبوغرافيا الإنجليز بمراكبهم في البحر الأحمر، ودخلوا الصحراء الشرقية يرسمون لها الخرائط، وينقبون بين صخورها عن المعادن وحفريات التاريخ..

No description available.

وسوف نتبين أن أسماء جميع الأماكن المذكورة في هذه الخرائط الطبوغرافية، والتي سيتردد ذكرها في هذه الرحلة، أسماء جبال، أملاها بدو الصحراء على علماء الطبوغرافيا..

وهي في الغالب، إما أسماء أطلقها الفراعنة القدماء.. أو أسماء حديثة أطلقها هؤلاء البدو على تلك الجبال..

والجبل عادة يتسمى بلونه.. أو بالخامة التي ينتجها.. أو بنوع من النبات ينبت فوق صخوره..

ولشد ما كنت مذهولًا وأنا أقف لأتأمل شجرة..

شجرة تشبه ملايين الأشجار التي يراها الإنسان طوال حياته.. لكنها كانت شجرة وحيدة منفردة.. نابتة على قمة جبل يرتفع عن سطح الأرض ثلاثة آلاف متر على أقل تقدير..

لقد استطاعت هذه الشجرة أن تنازع هذا الجبل البقاء عشرات السنين.. وربما مئات السنين.. حتى تمكنت أن تنتزع من صخوره غذاءها!!..

أما سكان هذه الصحراء فهم قبائل من الرعاة انحدرت من أعالي الجنوب.. من الحبشة والسودان.. منذ ألف سنة..

واستوطنت الجبال، تربي الإبل والغنم..

وقد عجزت عن إيجاد تفسير لهجرة هؤلاء الناس من أعالي النيل حيث تكثر المراعي، إلى هذه الصحراء القاحلة..

هم على العموم قوم غريبو الأطوار رغم بساطتهم.

يعيشون في وحدات متفرقة، كل وحدة تكون عائلة، وكل عائلة تسكن جبلًا أو سهلًا وحدها.. وكل عائلة تغير مسكنها، عشرة أو عشرين مرة كل عام.. سعيًا وراء العشب البري الذي يولد بعد السيول والأمطار..

وسوف نتعرف أكثر إلى هؤلاء السكان عندما ندخل الصحراء..

ولكن.. كيف ندخل الصحراء؟..

إن الصحراء لا زالت متاهة مخيفة مجهولة، رغم هذه الآلاف من السنوات التي مرت من أيام أجدادنا الفراعنة.. ورغم الزمن الحديث.. ورغم مئات الخواجات الذين هبطوا إليها أو دخلوها عن طريق البحر.. ليستخرجوا المعادن من صخورها ويبيعوها بآلاف الجنيهات..

كل الذي حدث لهذه الصحراء من تقدم، أنها أصبحت في نظام الحكم المحلي، تابعة لمحافظة البحر الأحمر..

وكانت من قبل تابعة لسلاح الحدود.. وهذا وحده، تقدم لا تحسد الصحراء عليه".

مَن هو صبري موسى؟

يذكر أن الكاتب الكبير صبرى موسى احد أبرز كتاب القصة والرواية والسيناريو  فى مصر والعالم العربى ترجمت أعماله لمعظم  اللغات.
حصل على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية في الأدب عام 1974، وسام الجمهورية للعلوم والفنون من الطبقة الأولى عن أعماله القصصية والروائية عام 1975.. وسام الجمهورية للعلوم والفنون عام 1992، جائزة «الحصان المجنح » من الولايات المتحدة وهي الميدالية الذهبية للأعمال الأدبية المكتوبة بغير اللغة عام 1978، جائزة الدولة للتفوق عام 1999، جائزة الدولة التقديرية عام 2003، ومن أشهر أعماله الأدبية “فساد الأمكنة”، “حادث النصف متر”، “السيد من حقل السبانخ”، كما كتب السيناريو لعدد من الأفلام السينمائية منها “البوسطجي” ، “قنديل ام هاشم، الشيماء، قاهر الظلام، رغبات ممنوعة، رحلة داخل امرأة، حادث النصف متر، أين تخبئون الشمس، الفيلم العراقي الأسوار- رحلة داخل امرأة "، وقدم للتليفزيون المصرى اول فيلم ألوان "حبيبى أصغر منى، وفيلم عن البابا شنودة"، وأفلام تسجيلية عن رحلته للصحراء.
كان أصغر سكرتير تحرير لمجلة التحرير، ومجلة الرسالة .
ساهم فى تأسيس جريدة الجمهورية، ومن مؤسسي مجلة صباح الخير وجريدة العربى، اسس اول مجلة بالعربى للجاليات العربية بأمريكا وكندا، وكاتباً متفرغاً في مؤسسة «روزاليوسف».
وعضواً في مجلس إدارتها، وعضوا «في مجلس إدارة اتحاد الكتاب مصر» وعضو اتحاد كتاب العرب.. والدولى عضو بنقابة الصحفيين والسينمائيين، والصحفيين الدوليين.
ومقرراً للجنة القصة «في المجلس الأعلى للثقافة» وقد ترجمت جميع اعمالة لأكثر من لغة.
كان مدير مكتب روزاليوسف فى العراق والخليج العربى، عضو نقابة الصحفيين المصريين، عضو نقابة الصحفيين العرب، عضو اتحاد الكتاب المصريين والدوليين، مقرر لجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة.
أول من أنشأ بابا للمشاكل فى الصحافة العربية..بمجلس صباح الخير .. وأول كاتب أقام فى الصحراء للكتابة عنها
له العديد من الإنتاج الأدبى والفنى منه : مجموعات القصص القصيرة " القميص – وجها لظهر – مشروع قتل جاره – حكايات  صبرى موسى"..السيدة التى والرجل الذى لم ..وأعمال أخرى  - روايات" حادث نصف المتر – فساد الأمكنة – السيد من حقل السبانخ.
درس السيناريو بمعهد السينما، ودرس ايضاً السيناريو  بجامعة إيوا بأمريكا ودرس بها الفنون، كما  أسس الإعداد التلفزيونى فى بداية انطلاق التليفزيون المصرى ..وساهم فى كتابة سيناريوهات بعض البرامج لأمانى ناشد ..وبعض البرامج، كما كرم فى مصر والعالم.